السادس . أن لا يركب إلا زاملة أما المحمل فليجتنبه إلا إذا كان يخاف على الزاملة أن لا يستمسك عليها لعذر وفيه معنيان : أحدهما : التخفيف على البعير ، فإن المحمل يؤذيه
والثاني اجتناب زي المترفين المتكبرين ، حج رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلة ، وكان تحته رحل رث وقطيفة خلقة قيمتها أربعة دراهم وطاف على الراحلة لينظر الناس إلى هديه وشمائله وقيل : إن هذه المحامل أحدثها الحجاج وكان العلماء في وقته ينكرونها فروى سفيان الثوري عن أبيه أنه قال : برزت من وقال صلى الله عليه وسلم : خذوا عني مناسككم الكوفة إلى القادسية للحج ووافيت الرفاق من البلدان فرأيت الحاج كلهم على زوامل وجوالقات ورواحل وما رأيت في جميعهم إلا محملين .
وكان إذا نظر إلى ما أحدث الحجاج من الزي والمحامل يقول : الحاج قليل ، والركب كثير ، ثم نظر إلى رجل مسكين رث الهيئة تحته جوالق ، فقال : هذا نعم من الحجاج . ابن عمر