منقبة -رضي الله عنه- العباس بن عبد المطلب
عن عبد المطلب بن ربيعة، دخل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مغضبا وأنا عنده، فقال: «ما أغضبك؟»، قال: يا رسول الله! ما لنا ولقريش؟ إذا تلاقوا بينهم تلاقوا بوجوه مبشرة، وإذا لقونا، لقونا بغير ذلك، فغضب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى احمر وجهه، ثم قال: «والذي نفسي بيده! لا يدخل قلب الرجل الإيمان حتى يحبكم لله ولرسوله»، ثم قال: «يا أيها الناس! العباس من آذى عمي فقد آذاني، فإنما عم الرجل صنو أبيه» رواه أن وفي «المصابيح» عن الترمذي، المطلب. والحديث دليل على فضله وعلى أنه بمنزلة الوالد له صلى الله عليه وسلم في التعظيم والإكرام والمحبة والمودة. وهذه فضيلة لا تساويها فضيلة.
وفي حديث آخر عن قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: « ابن عباس، » رواه العباس مني وأنا منه . الترمذي
وعنه، قال: للعباس : «إذا كان غداة الاثنين، فأتني أنت وولدك»؛ أي: أولادك «حتى أدعو لكم بدعوة ينفعك الله بها وولدك»، فغدا وغدونا معه، وألبسنا كساءه ثم قال: «اللهم اغفر للعباس وولده مغفرة ظاهرة وباطنة لا تغادر»؛ أي: لا تترك ولا تذر «ذنبا، اللهم احفظه في ولده»؛ أي: أكرمه وراع أمره؛ لئلا يضيع في شأن ولده، يقال: حفظه [في] نفسه؛ أي: لم يضيعه، ولم يتبذله. رواه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وزاد الترمذي، رزين : «واجعل الخلافة باقية في عقبه»، قال : هذا حديث غريب. [ ص: 465 ] والحديث دليل على الترمذي عبد الله بن عباس . وفيه: الدعاء لهما، ويقال: خلافة الإسلام في عقبهما، وقد كان كما أخبر، ولله الحمد. فضيلة عم النبي-صلى الله عليه وسلم- وولده
وعلى هذا، الحديث علم من أعلام النبوة، وقد انقرضت الخلافة من قريش، بانقراض عقبه، وتسلط عليها من لم يكن أهلا لها، ولا مستحقا إياها، من أقوام شتى، عجمية وغيرها، وعاد الإسلام غريبا بهذه الأمور، حتى إن الدولة خرجت منه، ودخلت في ديار الكفار إلا ما شاء الله، وأصيب الإسلام وأهله مصيبة ليست في حساب، وكان أمر الله قدرا مقدورا. اللهم انصر من نصر الدين، واخذل من خذل المسلمين، ولا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين.