معاني لفظ «أهل البيت»
قال في «الترجمة»: يطلق لفظ أهل البيت على معان:
1 - منهم من يحرم عليهم أخذ الزكاة، وهم بنو هاشم، وفيهم آل عباس، وآل جعفر، وآل علي، وآل عقيل، وآل حارث -رضي الله عنهم-.
[ ص: 462 ] 2 - ومنهم أهله -صلى الله عليه وسلم- وعياله، وفيهم الأزواج المطهرات، وإخراجهن منهم مكابرة ومخالفة لسياق الآية الكريمة: إنما يريد الله ؛ لأن الخطاب معهن في أولها وآخرها، فإخراجهن مما وقع في البين، إخراج للكلام من الاتساق والانتظام.
قال الرازي: هذه الآية تشمل نساء النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ لأن سياقها ينادي عليه، فإخراجهن منها وتخصيصها بغيرهن، لا يصح. قال: والأولى أن يقال: أهل البيت: هم أزواجه، والحسن منهم، والحسين أيضا منهم؛ لمعاشرته بنت النبي -صلى الله عليه وسلم- وملازمته إياها. انتهى. وعلي
3 - وقد يطلق لفظ أهل البيت بحيث يفهم منه اختصاصه بفاطمة وعلي وحسن وحسين.
قال : أنس عند الإتيان إلى المسجد وقت صلاة الفجر، فيقول: «الصلاة يا أهل البيت فاطمة إنما يريد الله الآية». رواه كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمر ببيت الترمذي . وفي معناه روايات عن وابن أبي شيبة . أم سلمة
وبالجملة: إطلاق هذا اللفظ على هذه الأربعة الطاهرة المطهرة شائع مشهور.
وقال العلماء -في تطبيق هذه الأقوال وتوجيه هذه الإطلاقات-: إن البيت ثلاثة بيوت: 1 - بيت النسب. 2 - وبيت السكنى. 3 - وبيت الولادة؛ فبنو هاشم أولاد عبد المطلب أهل بيت له -صلى الله عليه وسلم- من جهة النسب. ويقال لأولاد الجد القريب: بيت، ويقال: بيت فلان كريم شريف. وأزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- أهل بيت له من جهة السكنى، وإطلاق هذا اللفظ على نساء الرجل أخص وأعرف بحسب العرف والعادة.
[ ص: 463 ] وأولاده -صلى الله عليه وسلم- هم أهل بيته من جهة الولادة.
ومع شمول هذا اللفظ لجميع أولاده -صلى الله عليه وسلم-، فعلي وفاطمة وابناهما -سلام الله عليهم أجمعين- يمتازون من بينهم بمزيد الفضل والكرامة، وتعلق المحبة والمودة، حتى إن المتبادر من إطلاق لفظ «أهل البيت» هؤلاء الكرام. وفي فضائلهم ومناقبهم وكرامتهم، أحاديث لا تعد ولا تحصى. انتهى كلام الترجمة مترجما.
قلت: ومن هذه الأحاديث المشار إليها:
1 - حديث يرفعه: « ابن عمر »، رواه هما ريحانتاي من الدنيا . البخاري
2 - وحديث قال: أنس، الحسن بن علي . لم يكن أحد أشبه بالنبي -صلى الله عليه وسلم- من
وقال في أيضا: كان أشبههم برسول الله -صلى الله عليه وسلم-. رواه الحسين . البخاري
3 - وعنه، قال: ، فيشمهما، ويضمهما إليه. رواه سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أي أهل بيتك أحب إليك؟ قال: «الحسن والحسين»، وكان يقول لفاطمة: «ادعي لي ابني وقال: هذا حديث غريب. الترمذي،
4 - وعن بريدة -رضي الله عنه- قال: إنما أموالكم وأولادكم فتنة [التغابن: 15]، نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران، فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما رواه «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطبنا إذ جاء الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران، يمشيان ويعثران، فنزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من المنبر، فحملهما ووضعهما بين يديه، ثم قال: «صدق الله: الترمذي، وأبو داود، . والنسائي
5 - وعن قال: علي، أشبه برسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما بين الصدر إلى الرأس، والحسين أشبه بالنبي، ما كان أسفل من ذلك» رواه الحسن . الترمذي
[ ص: 464 ] إلى غير ذلك من الأخبار الصحيحة، والآثار الثابتة، وكلها تدل على عظم فضلهم، وعلو مكانهم عند الله، وعند رسوله. وفي هذه الأحاديث صراحة بأسماء هؤلاء.
وأما الأحاديث الواردة في مطلقا، فسيأتي بعضها، وهي أيضا كثيرة، والمراد بهم: هؤلاء المذكورون على القطع. فضيلة أهل البيت