الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله ( وإن قال : كلما طلقت واحدة منكن فعبد من عبيدي حر ، وكلما طلقت اثنين فعبدان حران ، وكلما طلقت ثلاثا فثلاثة أحرار ، وكلما طلقت أربعا فأربعة أحرار ، ثم طلقهن جميعا : عتق خمسة عشر عبدا ) ، هذا المذهب ، صححه في المغني ، والشرح ، وجزم به في الوجيز ، ومنتخب الأدمي ، وقدمه في الخلاصة ، والمحرر ، والنظم والرعايتين ، والحاوي الصغير ، والفروع ، وغيرهم ، واختاره القاضي ، وغيره ، وقيل : عشرة ، وهو احتمال لأبي الخطاب في الهداية ، قال في المحرر ، والنظم : وهو خطأ ، قال الشارح : وهذا غير صحيح ، [ ص: 87 ] ويحتمل أن لا يعتق غير أربعة ، قاله المصنف ، وقيل : يعتق ثلاثة عشر ، وقيل : يعتق سبعة عشر ، قال الشارح : وهو غير سديد ، وقيل : يعتق عشرون ، وهو احتمال لأبي الخطاب أيضا في الهداية ، قال الشارح أيضا : وهو غير سديد .

تنبيه : قوله ( إلا أن يكون له نية ) ، يعني : في جميع الأوجه ، فيؤاخذ بما نوى .

فائدة : لو جعل مكان " كلما " " إن " لم يعتق إلا أربع ، قال في الفروع : وهو أظهر ، وقيل : يعتق عشرة ، وهو المذهب ، جزم به في المغني ، والشرح ، والنظم ، والرعايتين ، والحاوي ، وقدمه في الفروع ، وتقدم اختيار الشيخ تقي الدين رحمه الله في تداخل الصفات ، عند قوله " إن أكلت رمانة ، فأنت طالق ، وإن أكلت نصف رمانة فأنت طالق " ، وأنها لا تطلق هناك إلا واحدة .

التالي السابق


الخدمات العلمية