قوله ( وأدوات الشرط ستة : إذ ، وإذا ، ومتى ، ومن ، وأي ، وكلما ) ، أدوات الشرط ست لا غير ، وهذا المذهب ، وعليه الأصحاب ، وقد تقدم في باب الخلع أن " عند قوله " أنت طالق وعليك ألف " أو " على ألف " أو " بألف " أن ذلك ك " إن أعطيتيني ألفا ، وقد تقدم حكم ذلك هناك . قوله ( وليس فيها ما يقتضي التكرار إلا " كلما " ) بلا نزاع ، وفي " متى " وجهان ، وأطلقهما في المغني ، والمحرر ، والشرح ، والنظم ، والرعايتين ، والحاوي الصغير أحدهما : لا يقتضي التكرار ، وهو المذهب ، اختاره المصنف وغيره ، وجزم به في الهداية ، والمذهب ، والخلاصة ، والعمدة ، والبلغة ، وغيرهم ، وقدمه في المستوعب ، والفروع ، وتجريد العناية ، وغيرهم . المصنف
والوجه الثاني : يقتضي التكرار ، اختاره أبو بكر في التنبيه ، وابن عبدوس في تذكرته .
فائدة " من " و " أي " المضافة إلى الشخص : يقتضيان عموم ضميرهما فاعلا كان أو مفعولا . قوله ( وكلها على التراخي إذا تجردت عن لم ) ، وكذا إذا تجردت عن نية الفورية أيضا أو قرينة ، فأما إذا نوى الفورية أو كان هناك قرينة تدل على الفورية : فإنه يقع في الحال ، ولو تجردت عن " لم " ، [ ص: 63 ] قوله ( فإن اتصل بها صارت على الفور ) ، يعني إذا اتصل بالأدوات " لم " صارت على الفور ، وهو مقيد أيضا بما إذا لم تكن نية أو قرينة تدل على التراخي ، فإن : كانت له . قوله ( فإن اتصل بها صارت على الفور ، إلا " إن " ) ، هذا المذهب في " إن " مطلقا ، وعليه جماهير الأصحاب ، وقطع به أكثرهم نوى التراخي ، أو كان هناك قرينة تدل عليه يحنث بعزمه على الترك ، جزم به ، في الروضة ; لأنه أمر موقوف على القصد والقصد هو النية ، ولهذا لو فعله ناسيا أو مكرها لم يحنث ; لعدم القصد ، فأثر فيه ، تعيين النية كالعبادات من الصوم ، والصلاة إذا نوى قطعها : ذكره في الواضح . قوله ( وفي " إذا " وجهان ) ، وأطلقهما في الهداية ، والمذهب ، ومسبوك الذهب ، والمستوعب ، والخلاصة ، والمغني ، والبلغة ، والمحرر ، والشرح ، والفروع ، وتجريد العناية . أحدهما : هي على الفور ، وهو الصحيح ، صححه في التصحيح ، وجزم به في الوجيز ، والعمدة ، والمنور ، ومنتخب وعنه الأدمي .
والثاني : أنها على التراخي ، اختاره ، قال في المذهب ، ومسبوك الذهب في التمثيل " القاضي " كان على التراخي في أصح الروايتين ، فأطلقا أولا ، وصححا هنا . إذا لم أطلقك فأنت طالق
تنبيه : قطع بأن باقي الأدوات غير " إن " و " إذا " على الفور وإذا اتصل بها " لم " وهو المجزوم به عند الأصحاب في " كلما " و " متى " و " أي " المضافة إلى الوقت ، وأما " أي " المضافة إلى الشخص و " من " ففيهما وجهان ، [ ص: 64 ] أحدهما : أنهما على الفور إذا اتصلت بهما " من ولم " وهو المذهب ، جزم به المصنف هنا ، وجزم به في المغني ، والكافي ، والهادي ، والعمدة ، والهداية ، والمذهب ، ومسبوك الذهب ، والمستوعب ، والخلاصة ، والوجيز ، والمنور ، والمنتخب ، وغيرهم . المصنف
والوجه الثاني : أنهما على التراخي ، نصره الناظم ، وأطلقهما في المحرر ، والرعايتين ، والحاوي الصغير ، والفروع ، وقال الشارح : الذي يظهر أن " من " على التراخي إذا اتصل بها " لم " ، قال في الفروع : يتوجهان في " مهما " فإن اقتضت الفورية فهي ك " متى " قوله ( فإذا ، فمتى قامت طلقت ) بلا نزاع ( وإن تكرر القيام لم يتكرر الطلاق ، إلا في " كلما " وفي " متى " في أحد الوجهين ) ، المتقدمين قريبا ، وقد علمت المذهب منهما . قوله ( ولو قال : إن قمت ، أو إذا قمت ، أو من قام منكن ، أو أي وقت قمت ، أو متى قمت ، أو كلما قمت ، فأنت طالق طلقت ثلاثا ) بلا نزاع ( ولو جعل مكان " كلما " " إن أكلت " لم تطلق إلا اثنتين ) ، وهو المذهب ، وعليه الأصحاب ، وقال قال : كلما أكلت رمانة فأنت طالق ، أو كلما أكلت نصف رمانة فأنت طالق ، فأكلت رمانة الشيخ تقي الدين رحمه الله : لا تطلق إلا واحدة .