قوله تعالى: ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا
قال في "المقتبس ": سمعت ابن الجوزي الوزير يقول: في قوله تعالى: ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله قال: ما قال: ما شاء الله كان ولا يكون، بل أطلق اللفظ، ليعم الماضي والمستقبل والراهن . وسمعته يقول: وتدبرت قوله تعالى: لا قوة إلا بالله فرأيت لها ثلاثة أوجه .
أحدها: أن قائلها يتبرأ من حوله وقوته، ويسلم الأمر إلى مالكه .
والثاني: أنه يعلم أن لا قوة للمخلوقين إلا بالله، فلا يخاف منهم; إذ قواهم لا تكون إلا بالله، وذلك يوجب الخوف من الله وحده .
والثالث: أنه رد على الفلاسفة والطبائعيين الذين يدعون القوى في الأشياء [ ص: 659 ] بطبيعتها، فإن هذه الكلمة بينت أن القوي لا يكون إلا بالله .