ومن سورة هود
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله عز وجل : من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار فيه إخبار أن لم يكن له به في الآخرة نصيب ، وهو مثل قوله : من عمل عملا للدنيا من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب ومثله ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ، وهذا يدل على أن ما سبيله أن لا يفعل إلا على وجه القربة لا يجوز أخذ الأجرة عليه ؛ لأن الأجرة من حظوظ الدنيا ، فمتى أخذ عليه الأجرة فقد خرج من أن يكون قربة بمقتضى الكتاب والسنة . بشر أمتي بالسناء والتمكين في الأرض فمن عمل منهم عملا للدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب
وقيل في قوله : نوف إليهم أعمالهم فيها وجهان :
أحدهما : أن فيجعل الله له جزاء عمله في الدنيا بتوسعة الرزق وقرة العين فيما خول ودفع مكاره الدنيا ، روي ذلك عن يصل الكافر رحما ، أو يعطي سائلا ، أو يرحم مضطرا ، أو نحو ذلك من أعمال البر مجاهد . والضحاك
والوجه الثاني : من كان يريد الحياة الدنيا بالغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم للغنيمة دون ثواب الآخرة ، فإنه يستحق نصيبه وسهمه من المغنم ، وهذا من صفة المنافقين . فإن كان التأويل هو الثاني ، فإنه يدل على أن استحق من الغنيمة نصيبا . الكافر إذا شهد القتال مع المسلمين
وهذا يدل أيضا على أنه جائز وكذلك قال أصحابنا . إذا كانوا متى غلبوا كان حكم الإسلام هو الجاري عليهم دون حكم الكفر ومتى حضروا رضخ لهم وليس في الآية دلالة على أن الذي يستحقه الكافر بحضور القتال هو السهم ، أو الرضخ . الاستعانة بالكفار في قتال غيرهم من الكفار