هذه الصلاة تقام بالجماعة ; لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقامها بالجماعة ، ولا يقيمها إلا الإمام الذي يصلي بالناس الجمعة والعيدين ، فأما أن يقيمها كل قوم في مسجدهم فلا .
وروي عن أنه قال : إن كان لكل مسجد إمام يصلي بجماعة ; لأن هذه الصلاة غير متعلقة بالمصر ، فلا تكون متعلقة بالسلطان كغيرها من الصلوات والصحيح ظاهر الرواية لأن أبي حنيفة عرف بإقامة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يقيمها إلا من هو قائم مقامه ، ولا نسلم عدم تعلقها بالمصر ; لأن مشايخنا قالوا : إنها متعلقة بالمصر فكانت متعلقة بالسلطان ، فإن لم يقمها الإمام حينئذ صلى الناس فرادى : إن شاءوا ركعتين ، وإن شاءوا أربعا والأربع أفضل ، ثم إن شاءوا طولوا القراءة ، وإن شاءوا قصروا واشتغلوا بالدعاء حتى تنجلي الشمس ; لأن عليهم الاشتغال بالتضرع إلى أن تنجلي الشمس وذلك بالدعاء تارة ، وبالقراءة أخرى ، وقد صح في الحديث أن { أداء هذه الصلاة بالجماعة } فالأفضل قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الركعة الأولى كان بقدر سورة البقرة ، وفي الركعة الثانية بقدر سورة آل عمران . تطويل القراءة فيها