89 - باب القول والدعاء ليلة البراءة
530 - حدثنا أخبرني أبو عبد الله الحافظ أبو صالح خلف بن محمد ببخارى ، حدثنا ، حدثنا صالح بن محمد البغدادي الحافظ محمد بن عباد حدثني عن حاتم بن إسماعيل المدني نضر بن كثير ، عن ، عن يحيى بن سعيد عن عروة بن الزبير قالت : عائشة لما كانت ليلة النصف من شعبان انسل رسول الله صلى الله عليه وسلم من مرطي ، ثم قالت : والله ما كان مرطنا من خز ولا قز ولا كرسف ولا كتان ولا صوف . فقلنا : سبحان الله ! فمن أي شيء ؟ ! قالت : إن كان سداه لشعر ، وإن كانت لحمته لمن وبر الإبل . قالت : فخشيت أن يكون أتى بعض نسائه ، فقمت ألتمسه في البيت فتقع قدمي على قدميه وهو ساجد, فحفظت من قوله وهو يقول : " سجد لك سوادي وخيالي ، وآمن لك فؤادي ، أبوء لك بالنعم ، وأعترف بالذنوب العظيمة ، ظلمت نفسي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ، أعوذ بعفوك من عقوبتك ، وأعوذ برحمتك من نقمتك ، وأعوذ برضاك من سخطك ، وأعوذ بك منك ، لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " . قالت : فما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي قائما وقاعدا حتى أصبح ، فأصبح وقد اضمغدت قدماه [ ص: 146 ] فإني لأغمزها وأقول : بأبي أنت وأمي ، أتعبت نفسك ، أليس قد غفر الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ أليس قد فعل الله بك ؟ أليس ؟ أليس ؟ فقال : " يا عائشة ! أفلا أكون عبدا شكورا ؟ هل تدرين ما في هذه الليلة ؟ " . قالت : ما فيها يا رسول الله ؟ ! فقال : " فيها أن يكتب كل مولود من مولود بني آدم في هذه السنة ، وفيها أن يكتب كل هالك من بني آدم في هذه السنة ، وفيها ترفع أعمالهم ، وفيها تنزل أرزاقهم " . فقالت : يا رسول الله ! ما من أحد يدخل الجنة إلا برحمة الله ؟ قال : " ما من أحد يدخل الجنة إلا برحمة الله " . قلت : ولا أنت يا رسول الله ؟ ! فوضع يده على هامته فقال : " ولا أنا ، إلا أن يتغمدني الله منه برحمة " يقولها ثلاث مرات .
[ ص: 147 ]