531 - حدثنا ، حدثنا أبو عبد الله الحافظ أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ ، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الغسيلي ، حدثنا أخبرنا وهب بن بقية سعيد بن عبد الكريم الواسطي ، عن أبي النعمان السعدي ، عن أبي الرجاء العطاردي ، عن قال : أنس بن مالك في حاجة فقلت لها : أسرعي ، فإني تركت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثهم عن ليلة النصف من شعبان . فقالت : يا أنيس ؟ اجلس حتى أحدثك بحديث ليلة النصف من شعبان . إن تلك الليلة كانت ليلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم ودخل معي في لحافي ، فانتبهت من الليل فلم أجده ، فقمت فطفت في حجرات نسائه فلم أجده ، فقلت : لعله ذهب إلى جاريته مارية القبطية ، فخرجت فمررت في المسجد فوقعت رجلي عليه وهو ساجد ، وهو يقول : " سجد لك خيالي [ ص: 148 ] وسوادي ، وآمن بك فؤادي ، وهذه يدي التي جنيت بها على نفسي ، فيا عظيم ! هل يغفر الذنب العظيم إلا الرب العظيم ؟ فاغفر لي الذنب العظيم " . قالت : ثم رفع رأسه وهو يقول : " اللهم هب لي قلبا تقيا نقيا من الشر ، بريئا لا كافرا ولا شقيا " . ثم عاد فسجد وهو يقول : " أقول لك كما قال أخي داود : أعفر وجهي في التراب لسيدي ، وحق لوجه سيدي أن تعفر الوجوه لوجهه " . ثم رفع رأسه فقلت : بأبي وأمي ، أنت في واد وأنا في واد . قال : " يا حميراء ! أما تعلمين أن هذه الليلة ليلة النصف من شعبان ؟ إن لله في هذه الليلة عتقاء من النار بعدد شعر غنم كلب " . قلت : يا رسول الله ! وما بال شعر غنم كلب ؟ فقال : " لم يكن في العرب قوم أكثر غنما منهم ، لا أقول ستة نفر : مدمن خمر ، ولا عاق لوالديه ، ولا مصر على زنا ، ولا مصارم ، ولا مضرب ، ولا قتات " عائشة بعثني النبي صلى الله عليه وسلم إلى منزل .
[ ص: 149 ] في هذا الإسناد بعض من يجهل ، وكذلك فيما قبله, وإذا انضم أحدهما إلى الآخر أخذا بعض القوة ، والله أعلم .
*** [ ص: 150 ]