السؤال
سؤالي هو: هل يصلى على الطفل الصغير الميت صلاة جنازة أم لا، وإذا كان يصلى فهل يدعى له أيضاً بالرحمة والمغفرة والتثبيت عند السؤال، وهل صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة جنازة على ولده إبراهيم أم لا؟ وبارك الله لنا فيكم.
سؤالي هو: هل يصلى على الطفل الصغير الميت صلاة جنازة أم لا، وإذا كان يصلى فهل يدعى له أيضاً بالرحمة والمغفرة والتثبيت عند السؤال، وهل صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة جنازة على ولده إبراهيم أم لا؟ وبارك الله لنا فيكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الجنين إذا أتم ستة أشهر في بطن أمه ثم خرج، أو أتم أربعة أشهر وعرفت حياته عند ولادته فإنه يغسل ويكفن ويصلى عليه بلا خلاف، ومن باب أولى إذا عاش فترة بعد ولادته ثم مات، قال الإمام ابن قدامة في المغني: إن خرج حيا واستهل، فإنه يغسل ويصلى عليه بغير خلاف، قال ابن المنذر: أجمع أهل العلم على أن الطفل إذا عرفت حياته، واستهل صلي عليه. ومعنى استهل: أي صرخ. وروى أحمد وأبو داود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: والسقط يصلى عليه، ويدعى لوالديه بالمغفرة والرحمة. وعند النسائي والترمذي وصححه بلفظ: الطفل يصلى عليه.
وقال ابن قدامة: وإن كان الميت طفلاً، جعل مكان الاستغفار له: اللهم اجعله فرطا لوالديه، وذخراً وسلفا وأجراً، اللهم ثقل به موازينهما، وأعظم به أجورهما، اللهم اجعله في كفالة إبراهيم وألحقه بصالح سلف المؤمنين، وأجره برحمتك من عذاب الجحيم، وأبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، اللهم اغفر لأسلافنا وأفراطنا ومن سبقنا بالإيمان... ونحو ذلك وبأي شيء دعا مما ذكرنا أو نحوه أجزأه، وليس فيه شيء موقت.
وقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم على ولده إبراهيم، قال الحافظ الزيلعي في نصب الراية: أحاديث صلاته عليه السلام على ولده إبراهيم: فيه أحاديث مسندة وأحاديث مرسلة، فالمسندة: عن ابن عباس والبراء بن عازب وأنس والخدري، فحديث ابن عباس رواه ابن ماجه في سننه أخبرنا عبد القدوس بن محمد بن داود بن شبيب الباهلي عن إبراهيم بن عثمان عن الحكم بن عتبة عن مقسم عن ابن عباس قال: لما مات إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، صلى عليه رسول الله وقال: إن له مرضعاً في الجنة، ولو عاش لكان صديقا نبيا، ولعتقت أخواله القبط، وما استرق قبطي. انتهى.
وأما حديث البراء فرواه أحمد في مسنده حدثنا أسود بن عامر ثنا إسرائيل عن جابر الجعفي عن عامر الشعبي عن البراء، قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنه إبراهيم، ومات، وهو ابن ستة عشر شهراً. ورواه البيهقي، وقال: وكونه صلى عليه، هو أشبه بالأحاديث الصحيحة. انتهى. ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه حدثنا وكيع عن سفيان عن جابر الجعفي عن الشعبي أن النبي صلى الله عليه وسلم.. إلى آخره، لم يذكر فيه البراء، وكذلك عبد الرزاق في مصنفه أخبرنا سفيان الثوري عن جابر به مرسلاً. وأما حديث أنس فرواه أبو يعلى الموصلي في مسنده حدثنا عقبة بن مكرم ثنا يونس بن بكير ثنا محمد بن عبيد الله الفزاري عن عطاء عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على إبراهيم، وكبر عليه أربعا. انتهى. ورواه ابن سعد، فذكره. وأما حديث الخدري فرواه البزار في مسنده حدثنا إبراهيم بن يوسف الصيرفي الكوفي ثنا عبد الرحمن بن مالك بن مغول عن الجريري عن أبي النضر عن أبي سعيد الخدري بلفظ أبي يعلى سواء، وأما المرسلة: فعن البهي، واسمه عبد الله بن يسار، قال: لما مات إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم صلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في المقاعد. انتهى. وعن عطاء أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على ابنه إبراهيم، وهو ابن سبعين ليلة. انتهى. رواهما أبو داود في سننه ورواهما البيهقي، وقال: هذه الآثار مرسلة، وهي تشد الموصول، وروايات الإثبات أولى من روايات الترك. انتهى {حديث آخر}: رواه ابن سعد في الطبقات عن قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى عليه. {حديث آخر}: رواه أيضاً عن جعفر بن محمد عن أبيه نحوه {حديث آخر}: رواه أيضاً عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة أنه عليه الصلاة والسلام صلى عليه بالبقيع. انتهى.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني