السؤال
أبي رجل تقي، ويمتاز بعدة ميزات صالحة، وقد اعتكف في شبابه على العبادة، حتى ظهرت عنده بعض الكرامات، ولكن عنده معتقدات لا تفهم، فهو يتكهن، ويأتيه الناس يستدلون عن المسروق أو الغائب إلى غير ذلك، فيحسب لهم بالحصى، ويقول لهم: إن شاء الله سيكون الأمر كذا.
وأيضًا هو مغرم بالمدح والثناء على الأولياء الصالحين، وخاصة الشيخ عبد القادر الجيلاني، وأثناء الحضرة يبشر الناس بأشياء، وتكون في غالب الأحيان صحيحة، علمًا أنه مريض، ويقول: إن مرضه سر بينه وبين الله ولا يعلمه أحد، وسيكمل العدة، ثم بعد ذلك يشفى، وكلما حاولت إقناعه بأن يتوب إلى الله من هذه الأشياء الغريبة، يغضب، ولا يقبل الحوار أبدًا.
أرجوكم، أفيدوني، وجزاكم الله خيرًا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن ما ذكره الأخ السائل عن والده -هداه الله- من أنه يستعمل الحصى، ويتكهن، ويدل الناس على المسروق، ونحو ذلك، لا شك أن هذا كله كهانة ودجل، وقد سبق لنا أن أصدرنا عدة فتاوى في بيان تلبيس الكهان وضلالهم والتحذير من الذهاب إليهم أو تصديقهم، وانظر على سبيل المثال الفتوى: 50097، والفتوى:68426، والفتوى: 1815، والفتوى: 4987.
وينبغي أن يعلم السائل أن التقي حقًا هو من آمن بالله تعالى واتقاه، كما قال تعالى: أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ [يونس:62-63].
وأما الكهنة، ومن دار في فلكهم، فهم أبعد الناس عن التقوى، وما يحصل على أيديهم من أمور خارقة للعادة ليست هي من الكرامات في شيء.
قال في تيسير العزيز الحميد: فاعلم أنه ليس كل من جرى على يده شيء من خوارق العادة يجب أن يكون وليًا لله تعالى، لأن العادة تنخرق بفعل الساحر والمشعوذ وخبر المنجم والكاهن بشيء من الغيب، مما يخبره به الشياطين المسترقون للسمع، وفعل الشياطين بأناس ممن ينسبون إلى دين وصلاح ورياضة، مخالفة للشريعة كأناس من الصوفية..الخ
وإننا ننصح الأخ السائل بأن يستمر في نصح أبيه وتحذيره من الشعوذة والدجل بالأسلوب المناسب واللائق به كأب، وليستعن على ذلك بمن له صلة به من عقلاء الأسرة والأقارب والأصدقاء.
وانظر الفتوى: 75490، حول الغلو في الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله، والفتوى:12493، حول ما يسمى بالحضرة، وكذلك الفتوى: 77073.
والله أعلم.