السؤال
كنت مخطوبة من رجل كنت أحبه حبا كبيرا، وكان موعد زواجنا قد اقترب، وقد وقعنا في الحرام -أي الزنا- ونتج عنه حمل. وأصلحنا حراما بحرام، فقد قمت بإجهاضه خوفا من أهلي، ونسيت أن الخالق يرى كل شيء. وهذا الزواج لم يكتمل، فقد حدث شيء خارج عن إرادتنا أنهى هذه العلاقة، وندمت على كل ما حدث، وتبت إلى الله، عسى أن يقبل توبتي، ويغفر لي.
وبعد مدة تقدم لي أشخاص آخرون، وكنت أرفضهم، كيلا يفتضح أمري مع أهلي، لكن أبي أصر على أن يزوجني. فماذا أفعل؟
مع العلم أنه لا يجوز لي أن أخدع الرجل، وأنا الآن ثيب، ولست بكرا، وفي نفس الوقت سترني الله، فلا يجوز لي أن أفضح نفسي بعد توبتي، وأهلي إذا علموا بالأمر فستكون نهايتي، وإذا أردت أن أصلح الأمر، وأفعل عملية لترقيع بكارتي، فهذا الأمر حرام أيضا.
فماذا علي أن أفعل؟
أرجو نصحكم.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
نسأل الله -تعالى- أن يقبل توبتك، ويغفر ذنبك، ونرجو أن يكون ما حدث درسا تستفيدين منه لمستقبل حياتك، ومعرفة خطورة مثل هذه العلاقات العاطفية، وأنها باب عظيم من أبواب الشيطان، للوقوع في الفاحشة، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {النور: 21}.
وراجعي لمزيد من الفائدة، الفتويين: 4220، 30003.
وإذا تقدم لك من يرضى دينه، وخلقه، فاقبلي به زوجا، ولا يلزمك إخباره بزوال البكارة، إلا إذا اشترط ذلك، فأخبريه بزوالها، ولكن لا تذكري له أمر الزنا، بل عليك الستر على نفسك، ولا بأس باستخدام المعاريض بأن تقولي له إنك ما زنيت، تعنين أنه لم يقع منك بعد التوبة، وهذا من باب التَّورية، وهي جائزة، وفي المعاريض مندوحة عن الكذب.
وانظري الفتويين: 477052، 5047.
والله أعلم.