السؤال
أنا متزوجة منذ عامين، وفي يوم من الأيام كنت غاضبة من زوجي، ولمح لي أنه يرغب في علاقة حميمة، فقلت له هل يمكن أن تصالحني أولا...؟ ووالله إن نيتي ليست اشراطا عليه، ولكنه طلب، ولو أنه أصر على أنه يرغب في العلاقة، أو طلب مرة أخرى لكنت وافقت، ولن أمنعه نفسي، فغضب مني وخاصمني لأيام، ورفض التحدث معي نهائيا، وكان الأمر حساسا جدا لديه، ولكننا -والحمد لله- تصالحنا ومشت الأمور، وبعد مرور: 4 أشهر قال لي أنت لا تتقين الله في، وذكرني بهذا الموقف، وقال إنه لا يسامحني، وأنني كنت ناشزا، والملائكة تلعنني، وأنه ما زال متأثر بهذا الموقف، واعتذرت له كثيرا، ولكنه يقول أسفك هذا لا يعد شيئا، ولا يقبله، فما حكم ما فعلته؟ وهل أنا ناشز في هذا الموقف؟ وما نصيحتكم لي، ولزوجي؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان الحال كما ذكرت؛ فلم يقع منك نشوز؛ فمجرد طلبك من زوجك أن يصالحك؛ لا يعد امتناعا من الإجابة إلى الفراش، ولكنّه أشبه بامتناع الدلال الذي لا يعد نشوزا.
قال النووي -رحمه الله- في روضة الطالبين: فرع: فيما تصير به ناشزة: فمنه الخروج من المسكن، والامتناع من مساكنته، ومنع الاستمتاع، بحيث يحتاج في ردها إلى الطاعة إلى تعب، ولا أثر لامتناع الدلال. انتهى.
وعلى فرض أنّه قد حصل منك تقصير في حقه؛ فقد اعتذرت منه، وأبديت له أسفك؛ فلا ينبغي له عدم قبول الاعتذار.
ونصيحتنا لك؛ أن تعاشري زوجك بالمعروف، وتحسني التبعل له، ولا سيما فيما يتعلق بحق الفراش، وتتجاوزي عن هفواته.
ونصيحتنا لزوجك: أن يعاشرك بالمعروف، ويحسن صحبتك، ويرفق بك، ويصبر عليك، ويتجاوز عن هفواتك.
والله أعلم.