السؤال
عندي مرض نفسي، تم تشخيصه منذ خمس سنوات بأنه اضطراب وجداني ثنائي القطب، وأنا مستمرة على أخذ العلاج، وحياتي تسير بشكل طبيعي، والحمد لله، إلا عندما تأتيني النوبة. فقد جاءتني ثلاث مرات في خلال الخمس سنوات، وأستفيق منها سريعا، والحمد لله.
أريد أن أعرف هل يجب عليَّ إخبار من يتقدم لخطبتي بهذا المرض.
إن كان يجب عليَّ، فمتى يجب إخباره؟ وكيف أخبره بشكل يتفهم معه مرضي، ولا يظن أني مجنونة، كما يعتقد المجتمع -إلا من رحم- أن المريض النفسي مجنون؟
مع العلم أني أخاف أن أخبر أحد المتقدمين، وينشر الخبر عني، ولا يتقدم لخطبتي أحد.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فجمهور العلماء على أن العيوب التي يجب بيانها قبل الزواج، والتي تثبت حق الفسخ؛ هي العيوب التي يتعذّر معها الوطء، أو الأمراض المنفّرة أو المعدية؛ كالبرص، والجذام، ونحو ذلك.
وذهب بعض العلماء إلى أن كل عيب يحصل به نفور أحد الزوجين من الآخر؛ فهو موجب للفسخ، ويجب بيانه عند الخطبة.
قال ابن القيم -رحمه الله-: القياس: أن كُلَّ عيب ينفِرُ الزوجُ الآخر منه، ولا يحصُل به مقصودُ النكاح مِن الرحمة والمودَّة يُوجبُ الخيارَ. انتهى.
والمفتى به عندنا هو قول الجمهور، وانظري الفتوى: 53843.
وعليه؛ فلا يجب عليك إخبار الخاطب بمرضك؛ إلا إذا كان المرض شديدا، بحيث يصل إلى حد الجنون؛ فيجب إخبار الخاطب قبل عقد النكاح، ولو كانت أعراض المرض لا تظهر إلا في أوقات متباعدة، وانظري الفتوى: 169211.
وعلى أيّ حال، فالأولى إخباره بهذا المرض؛ سواء كان شديدا أم لا، ويكون الإخبار وقت الخطبة، أو قبلها لينظر في أمره هل يتم الزواج أم لا؟
وللفائدة راجعي الفتويين: 124445، 276538.
وعن كيفية إخبار الخاطب بالمرض بالطريقة المناسبة التي لا تؤدي إلى نشر الخبر؛ يُسأل ذوو الرأي والعقل ممن لهم معرفة بالرجل.
والله أعلم.