السؤال
أصيبت ابنتي بالفصام وهي في السنة الثالثة من دراستها لطب الأسنان، وتلقت العلاج واستطاعت التخرج والعمل -بفضل الله-، وحاولنا إيقاف العلاج فانتكست، فعاودنا العلاج وعادت شخصية رائعة تمارس عملها وحياتها، ونستشيرها في قراراتنا لرزانتها.
تقدم الكثير لخطبتها وكنا نخاف عليها إلى أن طلب الطبيب المعالج لها بتزويجها، وأخاف أن أخبر من يتقدم لخطبتها فيفضح أمرها.
فما حكم الشرع في ذلك؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجمهور العلماء على أن العيوب التي يجب بيانها قبل الزواج، والتي تثبت حق الفسخ هي: العيوب التي يتعذّر معها الوطء، أو الأمراض المنفّرة أو المعدية، كالبرص، والجذام، ونحو ذلك، وانظري التفصيل في الفتوى رقم: 53843.
وذهب بعض العلماء إلى أن كل عيب يحصل به نفور الطرف الآخر فهو موجب للفسخ، قال ابن القيم: "والقياس: أن كُلَّ عيب ينفِرُ الزوجُ الآخر منه، ولا يحصُل به مقصودُ النكاح مِن الرحمة والمودَّة يُوجبُ الخيارَ" زاد المعاد في هدي خير العباد - (5 / 183)
وعليه؛ فالأحوط أن تخبروا من يتقدم لخطبة ابنتكم بمرضها، فقد جاء في سؤال إلى اللجنة الدائمة للإفتاء: "لي أختان؛ إحداهما: كانت مريضة نفسيا، والآن بخير -والحمد لله-، ولكنها لا تستطيع ترك الدواء ...."
فكان الجواب: يجب أن يبين للخاطب ما في المخطوبة من مرض وعيب إذا لم يعلم، ليكون على بينة من أمره؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: من غشنا فليس منا" فتاوى اللجنة الدائمة.
والله أعلم.