السؤال
أنا مراهق، عمري 14، ولديّ مشكلة عويصة أرهقتني، رغم أنها قد تبدو تافهة، ألا وهي مشكلة القراءات، فأنا أفهم أن هناك عشر قراءات بأسانيد صحيحة إلى الرسول، وأود أن أسأل عن مسائل -مثل الإشمام، والروم- هل هي اجتهادية، أم هي من ضمن القراءات؟
كما أني أود أن أسال عن المصاحف الصادرة من مجمع الملك فهد للقرآن التي توزع سنويًّا على الحجاج، وفي جميع المصاحف التي بحثت عنها، وحتى في تيسير القراءات، توجد اختلافات بين ما يتلوه ويقرؤه القراء في المقاطع الصوتية وبين ما هو مكتوب، وأبرز الاختلافات هو إسكان الميم الأخيرة في البسملة بدل كسرها؛ كونها مجرورة بحرف الباء، وهو مكتوب في القرآن، لكن لا يقرؤه أي من القراء، حتى الذين يقرؤون بقراءة معينة.
أود وأرجو النظر بعين الاستعطاف والرد على السؤال في أسرع وقت ممكن؛ لأن الأمر يؤلم عند شعورك بتشكك تجاه شيء تحبه مثل دينك.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالإشمام، والروم، وكل صفة في أداء حروف القرآن: متواترة، ولا مجال للاجتهاد فيها، وإنما هو التلقي من أفواه المشايخ جيلًا عن جيل، نقلًا متواترًا قطعيًّا، سواء ما كان منه يقع تحت قاعدة عامة (الأصول)، أم ما كان من الكلمات المفردة التي لا تدخل تحت قاعدة عامة (الفرش).
فكل القراءات العشر متواترة فرشًا وأصولًا، حال اجتماعهم وافتراقهم.
وكما أن رسم المصحف يؤخذ بالنقل، فكذلك كيفية الأداء، ومخارج الحروف وصفاتها تؤخذ بالنقل، وراجع في ذلك الفتوى: 21627.
وهذا التنوع في كيفية أداء القراءة، إنما هو من رحمة الله تعالى، وتيسيره على هذه الأمة الخاتمة، كما سبق بيانه في الفتوى: 19945.
وأما إسكان الميم الأخيرة في البسملة، فهذا شأنه شأن كل حرف يوقف عليه! فلو وصل القارئ البسملة بالآية لكسر الميم في حال الوصل، بخلاف الوقف فيكون بالسكون.
والله أعلم.