الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالإشمام، والروم، وكل صفة في أداء حروف القرآن: متواترة، ولا مجال للاجتهاد فيها، وإنما هو التلقي من أفواه المشايخ جيلًا عن جيل، نقلًا متواترًا قطعيًّا، سواء ما كان منه يقع تحت قاعدة عامة (الأصول)، أم ما كان من الكلمات المفردة التي لا تدخل تحت قاعدة عامة (الفرش).
فكل القراءات العشر متواترة فرشًا وأصولًا، حال اجتماعهم وافتراقهم.
وكما أن رسم المصحف يؤخذ بالنقل، فكذلك كيفية الأداء، ومخارج الحروف وصفاتها تؤخذ بالنقل، وراجع في ذلك الفتوى: 21627.
وهذا التنوع في كيفية أداء القراءة، إنما هو من رحمة الله تعالى، وتيسيره على هذه الأمة الخاتمة، كما سبق بيانه في الفتوى: 19945.
وأما إسكان الميم الأخيرة في البسملة، فهذا شأنه شأن كل حرف يوقف عليه! فلو وصل القارئ البسملة بالآية لكسر الميم في حال الوصل، بخلاف الوقف فيكون بالسكون.
والله أعلم.