السؤال
أرجو من الله العلي القدير أن يجعل ما تقدمونه من أحكام فقهية لنا في موازين أعمالكم.
لديّ مشكلة زوجية، أثّرت كثيرًا في حياتي، وراحتي، وأقلقت تفكيري، وصحتي، وأرجو منكم الإفادة بالأحكام الفقهية فيها؛ لأن دموعي أهلكتني.
أنا زوجة ثانية، وموظفة في مدينة غير التي يسكن فيها زوجي، وهو على علم بذلك قبل أن يتقدم لخطبتي، وأبدى استعداده لقبول ذلك، وصبره حتى يتم نقلي إليه.
ولي الآن ثلاث سنوات لم يتم نقلي إليه، وأمر ذلك ليس بيدي، ولا بيده؛ لصعوبته، وكل ما في يدنا انتظار النقل.
المشكلة أن زوجي رغم أنه يخاف الله، وعلى خلق ودين، إلا أنه يهملني كثيرًا، فأنا أذهب إليه في إجازاتي الرسمية في منزلي الأساسي هناك، لكنه لا يأتيني أبدًا عندما أكون في بيت أهلي وقت عملي، رغم أنه يستطيع أخذ إجازة لمدة يوم، أو يومين؛ فذلك لا يضره، أو على الأقل يستطيع المجيء في نهاية الأسبوع، ولو مرة في الشهر، خصوصًا أن مدينتي لا تبعد عنه كثيرًا، لكنه يقضي عدة شهور لا يأتي ليرانا أنا وابنه، وحتى في الاتصال والسؤال مقصر جدًّا جدًّا، ويعاملني بإهمال وجفاء قاتل، ولا يتصل إلا مرة كل أسبوع، أو أسبوعين، اتصالًا جافًّا، مدته دقيقة أو دقيقتان، يسأل عن أحوالنا بسرعة وينهي المكالمة، ويمنعني من الاتصال به؛ مراعاة لمشاعر زوجته، وإن اتصلت، فلا يرد عليّ أصلًا.
ويعامل ابنه ذا السنة والنصف بمنتهى الجفاء، فلم أره يومًا يضاحكه، أو يلاعبه، أو يظهر حبه له حتى لو غاب عنه فترة طويلة، ونادرًا ما يحمله، ويصرخ عليه عندما يخطئ ويوبخه، بينما أراه أمامي يعامل أطفال أقاربه بكل حب، ومودة.
أما بالنسبة لتعامله معي -حتى في الشهور القليلة التي أقضيها معه وقت الإجازات- فلا أجد منه أي حب، أو مودة، أو حتى مجرد اهتمام، وكأنني قطعة أثاث في المنزل، فيأتي لينام، ويأكل، يتصفح جواله، ويخرج بصمت، ولا ينظر إليّ أصلًا، ولا يحادثني إلا لو احتاج شيئًا فقط.
منذ أن تزوجنا منذ ثلاث سنوات، لم أسمع منه أي كلمة حب، أو غزل، ولم يشعرني بأنوثتي أبدًا، رغم أني -ولله الحمد- على قدر من الجمال، والأناقة، والاهتمام بنفسي، وببيتي؛ بشهادة كل من حولي، وذلك يقتلني كثيرًا، وأكاد أن أجن منه، فكل أنثى تحتاج لذلك، وقد عاتبته كثيرًا، لكن لا جدوى، فهو يرى أنه على حق، ولا يفعل ما يغضب الله، وطلبت منه أن يخصص لي جزءًا من يومه؛ ليتصل عليّ ويحادثني، ويعوضني عن هذا البعد، خصوصًا أنه من المفترض شرعًا أن يقسم في المبيت، لكن نظرًا للبعد فلا نستطيع ذلك، لكن لماذا لا يعوضني في وسائل الاتصال على الأقل، أو أن يأتينا مرة أو مرتين في الشهر!؟
تعبت جدًّا من تعامله وهجره، وحرمانه العاطفي لي ولابني، ورغم أني صبورة، وذات عقل وحكمة، لكني فكرت كثيرًا بالانفصال؛ لأن هذا الظلم قهرني، وأبكاني ليل نهار، فأرجو أن أجد عندكم حلًّا، وتوجيهًا لمشكلتي، وأرجو أن توجهوا النصح لكل زوج ظالم.