السؤال
بما أن ذكر الله عند المعصية لا يجوز، فما حكم ذكر الله في مدرسة مختلطة، وأنا مكشوفة الوجه والكفين، وأرتدي بنطالًا، وأنا أكرهها، ولا أريد الذهاب إليها، وأبي يغضب ويحزن إن تركت المدرسة، وأنا أريد تركها، فماذا عليّ أن أفعل إذا رأيت أن أبي إذا قلت له: أريد ترك المدرسة المختلطة، يغضب، ويسب، ويشتم، وقد يسب شيخًا عالمًا، ويظلمه، ويهدد بترك الصلاة مع الجماعة، وقد يهدد بترك الصلاة بالكلية، ولديه معتقدات فاسدة، وقناعات باطلة، وهو ربما يخاف كثيرًا من مسألة من ينفق عليّ بعد أن يموت، ويريدني أن أصبح غنية، وربما لديه تصورات، أو أشياء يتخيلها ليست صحيحة تمامًا، أو ليست صحيحة أبدًا، تجعله يخاف ويقلق كيف سأعيش، ولكنني متأكدة من أنه من يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب، وهناك من يرسب ولا يستطيع الذهاب إلى الجامعة، وهل إذا كنت ناجحة أستعين بنعمة الله على معصيته؟ وترك المدرسة ليس نهاية العالم، بل هو الحل أصلًا، وأنا خائفة على ديني، فأنا أرى نفسي أتأذى أو أتضرر في تلك المدرسة المختلطة، والإنسان يتأثر بمن حوله إلا إذا شاء الله أن لا يحدث ذلك، والله أعلم.
ومع مرور الوقت قد أعتاد على ذلك الجو المختلط الفاسد الخبيث، وقد يصبح الأمر عاديًّا عندي، وقد آخذ راحتي وأضحك أمام الأجانب أيضًا، والأمر الذي هو ترك المدرسة قد يكون سهلًا ـ إن شاء الله ـ لكن لأن أبي يعاند وما ذكرته سابقًا، فربما الأمر يصعب؟ فماذا عليّ أن أفعل؟ أنا لا أريد الذهاب إليها، فكيف أقنع أبي؟ وماذا أفعل إذا ترك الصلاة، وحصل صراخ، وسب وشتم، واتهام شيخ عالم، وظلمه، وسبه، وشتمه؟ وإن خفت أن أتأثر بسبب هذا الجو وهذا الكلام، وأصبحت أتأثر أو أقتنع بأفكار أهلي الباطلة، وصرت أظن أنه لا بأس بأن أذهب مثلًا وأختلط، فهل هذا يسمى فتنة؟ وإن كان كذلك، فماذا أفعل؟ وما العمل؟ وكيف أكلم أبي؟ وماذا أفعل لترك تلك المحرمات قبل أن يموت قلبي؟ وهل عليّ شيء يجب أن أفعله، عسى أن يقتنع ويفهم أن الشهادة ليست كل شيء؟ ألا يمكن مثلًا أن أحصل على الشهادة، ولا أجد وظيفة، فكأننا نسينا أن الله على كل شيء قدير، والرزق بيد الله، والله شديد العقاب، وأنا أذهب وأختلط وأخرج أصلًا من البيت مكشوفة الوجه والكفين، وببنطال، ألا يجب عليّ تركها؟