الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فيجوز لك ذكر الله تعالى، بل يستحب، ولو كنت في مدرسة مختلطة، وكنت مفرطة في بعض الواجبات، كالحجاب الشرعي، وليس هذا من الذكر المنهي عنه عند المعصية، فالمقصود به الذكر الذي يتنافى مع الفعل المحرم لذاته، كمن يسمي الله حين يشرب الخمر، أو يزني ـ والعياذ بالله ـ فهذا قد يدخل في الاستهزاء بالدين، أمّا ذكرك لله وأنت في المدرسة، فليس من هذا الباب، ولا وجه لمنعه، جاء في الفروق للقرافي: وقيل ـ وهو الراجح ـ: تكره على المكروه لذاته، وتحرم على المحرم لذاته؛ إذ المراغمة ـ يعني جعل المنهي عنه محلًّا للبركة مراغمة للشرع ـ إنما تتحقق حينئذ دون ما إذا كان لعارض؛ لأن العارض إنما يتسبب عنه منع الاستعمال فقط، ولا يمنع التسمية، إذ المحل في ذاته قابل لها، فلا مراغمة. اهـ.
والواجب عليك ألا تخرجي من بيتك ـ إلى المدرسة، أو غيرها ـ إلا بملابس ساترة لبدنك، وفق الضوابط المذكورة في الفتوى رقم: 74264.
وإذا لم تقدري على ترك المدرسة المختلطة، فالواجب عليك البعد عن مواطن الفتنة، ومراعاة حدود الشرع.
ومما يعينك على ذلك مصاحبة الصالحات، والحرص على تقوية الصلة بالله، وكثرة ذكره ودعائه، وراجعي الفتوى رقم: 128822.
أمّا إذا لم تقدري على المحافظة على الضوابط الشرعية، وخشيت على نفسك الفتنة من وجودك في المدرسة المختلطة، فعليك تركها حينئذ، ولا حرج عليك في مخالفة والدك في ذلك.
وإذا ترك الصلاة فبيني له عظم أمر الصلاة، وخطر التهاون فيها، وخوفيه عاقبة ذلك، واحرصي على الأخذ بيده إلى طريق الاستقامة برفق وحكمة، ويمكنك أن تستعيني ببعض الصالحين من الأقارب، أو غيرهم، وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.