السؤال
أنا متزوجة منذ عام تقريبًا في بيت عائلة، وقبل زواجي تم الاتفاق بين والدة زوجي ووالدتي أني سأكون مع زوجي في معيشة منفصلة في المأكل إلا أنه تم الاتفاق بأني سأنزل لحماتي ساعتين يوميًّا، ورحبت أمي بذلك، وحماتي فهمت أني سأنزل أساعد في أعمال المنزل، وأمي فهمت أنها ساعتين للتواصل والسمر والمساعدة الخفيفة، علمًا بأن زوجي على علم بأني كنت لا أخدم في بيت أبي، ولا أجيد الأعمال المنزلية على خلاف أمه وزوجة أخيه وأخواته بسبب انشغالي بالدراسة، وبعد الزواج حدث خلاف بين الأهل بسبب وجود زوجة أخيه في معيشة مع حماتي وأنا منفصلة، وتم الاتفاق أن تكون الساعتان وقت تحضير غدائهم لإرضاء زوجة أخيه مع عدم موافقتي، فنزلت وحدثت مشاكل بسبب جهلي بعاداتهم واختلافي عنهم ومعهم، فانفصلت في معيشتي، ونزلت عددا من المرات، وكان يأكل معي وكنت على غير علم بأنه يأكل مع والدته قبل الصعود لي، فتصاعدت الخلافات بيننا وهجرني في المأكل بعد زواجي بـ 3 أشهر، وفي بداية حملي لإرضاء أمه وتعويضها أني لا أخدمها، وتسبب هذا بضرر نفسي وجسدي لي أثناء الحمل، ووضعت مولودي صغير الحجم بسبب عدم التغذية السليمة لي، فكنت أكسل عن طهي وجباتي لعدم تواجده معي.
سؤالي: هل يجوز شرعًا ما فعل بنية إرضاء والدته؟ مع العلم أن أخاه وزوجته انفصلا بمعيشتهم الاثنين معًا.
وفي المستقبل ما تأثير هذا على الأطفال؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن حق الزوجة على زوجها أن يعاشرها بالمعروف، قال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء:19}، ومن معاشرته إياها بالمعروف أن يجالسها ويؤانسها ويعمل على كل ما يدخل السرور في قلبها، ومن ذلك مؤاكلته لها، فهذا مما تحبه الزوجة. وفي المقابل للأم حقها في برها والإحسان إليها وإدخال السرور عليها، فمرور زوجك على أمه أحيانًا لخدمتها والأكل معها أمر طيب يؤجر عليه، ولا ينبغي لك مؤاخذته به، ولا تقلقي نفسك بسببه، فالأمر أهون من ذلك، فكلما كنت عونًا لزوجك على بره بأمه كان ذلك أدعى بأن تكون لك حظوة عنده وتنالين مودته وحسن عشرته. ولمزيد الفائدة راجعي الفتاوى: 55015، 67063.
والمرجو -إن شاء الله- أن يكون لذلك أثر طيب على الأولاد، وأن يبروك كأم كما بر أبوهم بأمه.
وننبه إلى أن من حق الزوجة أن تكون في مسكن مستقل عن أهل الزوج، فلا يلزم الزوجة السكن معهم، وسبق أن بيناه في الفتوى رقم: 66191. ولا يجب على الزوجة خدمة أهل زوجها إلا أن تفعل ذلك عن رضى منها، كما هو مبين في الفتوى رقم: 66237. وما تم الاتفاق عليه بين أمك وأم زوجك من نزولك إليها ساعتين يوميًّا لا يلزمك تنفيذه؛ لأنك لو ارتضيته كان وعدًا، والوفاء بالوعد مستحب في قول جمهور الفقهاء وليس بواجب، ويمكنك مطالعة المزيد في الفتوى رقم: 17057.
والله أعلم.