الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن حق الزوجة على زوجها أن يعاشرها بالمعروف، قال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء:19}، ومن معاشرته إياها بالمعروف أن يجالسها ويؤانسها ويعمل على كل ما يدخل السرور في قلبها، ومن ذلك مؤاكلته لها، فهذا مما تحبه الزوجة. وفي المقابل للأم حقها في برها والإحسان إليها وإدخال السرور عليها، فمرور زوجك على أمه أحيانًا لخدمتها والأكل معها أمر طيب يؤجر عليه، ولا ينبغي لك مؤاخذته به، ولا تقلقي نفسك بسببه، فالأمر أهون من ذلك، فكلما كنت عونًا لزوجك على بره بأمه كان ذلك أدعى بأن تكون لك حظوة عنده وتنالين مودته وحسن عشرته. ولمزيد الفائدة راجعي الفتاوى: 55015، 67063.
والمرجو -إن شاء الله- أن يكون لذلك أثر طيب على الأولاد، وأن يبروك كأم كما بر أبوهم بأمه.
وننبه إلى أن من حق الزوجة أن تكون في مسكن مستقل عن أهل الزوج، فلا يلزم الزوجة السكن معهم، وسبق أن بيناه في الفتوى رقم: 66191. ولا يجب على الزوجة خدمة أهل زوجها إلا أن تفعل ذلك عن رضى منها، كما هو مبين في الفتوى رقم: 66237. وما تم الاتفاق عليه بين أمك وأم زوجك من نزولك إليها ساعتين يوميًّا لا يلزمك تنفيذه؛ لأنك لو ارتضيته كان وعدًا، والوفاء بالوعد مستحب في قول جمهور الفقهاء وليس بواجب، ويمكنك مطالعة المزيد في الفتوى رقم: 17057.
والله أعلم.