السؤال
هناك شخص لديه محل كافتيريا، ويعمل تحت يديه عامل هندي، أو باكستاني الجنسية. وكلما حضرت عند هذا الشخص، أجده ينادي هذا العامل بألفاظ نابية مثل (يا غشيم) أو أجده يصرخ عليه، ويعامله بقسوة لأداء عمله بسرعة شديدة.
عندما سألت هذا الشخص صاحب المحل: لماذا تنادي هذا العامل هكذا؟ ولماذا تقسو عليه؟ قال لي: لأنه لا يفهم إلا بهذه الطريقة.
أسئلتي هي:
1-هل يحق له مناداة عامله بهذه الألفاظ، وإن كان حقا يتصف بها؟
2-أليس من المفروض إما أن يصبر على عامليه، وإما أن يحيلهم، وليس له أن يعاملهم بهذه الطريقة.
3-هل تعتبر معاملته هذه من الكبر؟ وهل يدخل تحت نطاق: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر)
سأقوم بتوجيه رسالة إلى هذا الشخص لكي أنصحه؛ ولأنني أرى فيه خيرا مع هذا، حيث دائما أجده يصلي معنا في الجماعة.
شكرا لكم.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإنه ينبغي معاملة الخدم والعمال بالرفق واللين، واجتناب إيذائهم بالقول أو الفعل، فهم بشر كبقية البشر، لهم من الشعور والأحاسيس مثل ما لغيرهم، فعلى المرء أن يحسن إليهم، ويبتعد عن أذاهم، والإساءة إليهم، كما هو الحال في سائر الآداب التي ينبغي أن يتعامل بها كل مسلم، مع كل من يتعامل معه؛ لقوله تعالى: وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً {البقرة: 83}. ولقوله: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ {آل عمران: 159}.
وروى الإمام أحمد والحاكم عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الرجل ليدرك بحسن خلقه، درجات قائم الليل، صائم النهار. وروى الإمام أحمد أيضاً عن أبي الدرداء مرفوعاً: ليس شيء أثقل في الميزان من الخلق الحسن. حديث صحيح.
وينبغي الإحسان إلى الخدم عموما، كما بينا في الفتوى رقم: 54727، وراجع كذلك الفتوى رقم: 114400.
وأما عن كون ما ذكرت سببه الكبر، فلا يلزم، إذ قد يكون مقتنعا أن العمال لا بد من معاملتهم بالشدة، ويرى أن هذا هو المناسب في معاملتهم.
والله أعلم.