السؤال
في أحد الأيام كنت خارج المنزل بالقرب من مسجد قبل أذان الفجر ، فكنت بانتظاره ، وكنت أشرب الماء ، فسمعت صوتا بعيدا أشبه بالاذان لكني لم أهتم به ، واعتمدت على المسجد الذي بقربي ، فصرت أشرب الماء ، ولما أقام الأذان توقفت عن الشرب ، فهل صيامي صحيح؟ علما بأني من أهل المدينة من جدة ممن يعتمدون في الأذان على الساعة أو بعد أذان مكة المكرمة مباشرة ، فهل صيامي صحيح علما بأني أعاني من الوسوسة ، وفي نفس اليوم قمت بأكل نوع من الطعام المصبوغ الذي صبغ لساني ، فما زالت زرقاء حتي بعد الفجر بعدة ساعات ، فما حكم صيامي ذلك اليوم من حيث اللون والأذان؟ وجزيتم خيرا ..
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دمت أمسكت عن المفطرات عند سماع الأذان الذي يكون عند طلوع الفجر، فصومك صحيح ولا عبرة بالصوت الذي كنت تسمعه، حتى لو تحققت أنه أذان، وإذا كنت من سكان جدة فالغالب أنهم يعتمدون على التقويم الزمني, وبالتالي فإذا كان المسجد القريب منك يعتمد على تقويم يوثق به فلك تقليده, وإذا شربت الماء بعد موعد الأذان بدقيقة أو دقيقتين, فالظاهر أن صيامك صحيح, ولا قضاء عليك, فالأذان في الفترة الحالية في البلاد التي فيها الأضواء يعتمد فيه على التوقيت؛ لتعذر رؤية الفجر، والتقويم غالبًا يكون متقدمًا على دخول الوقت بعدة دقائق من باب الاحتياط.
جاء في اللقاء الشهرى للشيخ ابن عثيمين: لا شك أن الله سبحانه وتعالى ربط الإمساك والإفطار بعلامات محسوسة أفقية، الإمساك بطلوع الفجر، فمتى طلع الفجر ورأيته فأمسك سواء أذن أم لم يؤذن، ومتى أذن ولم يتبين الفجر فلك الأكل، لكن من المعلوم أننا الآن لا يمكن أن نشاهد الفجر؛ لأن البلد مضيئة بالأنوار، والناس أكثرهم في الحجر لا يشاهدونه، فمن باب الاحتياط أنك إذا سمعت المؤذن فأمسك، ولكن لا حرج عليك أن تأكل اللقمة التي في يدك، أو تشرب الكأس الذي في يدك. انتهى.
وقال الشيخ الفوزان حفظه الله: ... التقويم - كما ذكرنا - هو علامة يستدل بها، فلا ينبغي أن يتأخر عن حد التقويم تأخرًا كثيرًا، أما لو تأخر دقيقة أو دقيقتين وما أشبه ذلك فهذا لا بأس به... اهـ.
وبخصوص تناولك طعاما يترتب عليه تغير لون لسانك, فلا يبطل الصيام, وراجع مبطلات الصيام في الفتوى رقم: 7619 ، وأما الوساوس فأفضل علاج لها هو الإعراض عنها, وعدم الاسترسال فيها.
والله أعلم.