السؤال
أتمنى أن أعرف الفرق بين التطير، والاستقسام، والتشاؤم، والتفاؤل، فقد ألمس أن شيئًا ما قد يكون رسالة من الله لأتعظ؛ لأني أعتقد أنه قد يكون حدث عندي خلط بسبب الوسوسة، فإذا دخلت مثلًا موقعًا لأبحث عن كتاب ما، وقلت: سأضغط الصفحة 8 مثلًا توقعًا أن يكون فيها، وقلت لنفسي: إن وجدته فقد يكون تيسيرًا من الله لأقدم على دراسة هذا الكتاب، وأمضي في طريق طلب العلم، فهل هذا يشرع؟ وإذا حدث موقف ما مثلا مناسب لحالي، فخفت، فهل يمكن أن أعد هذا رسالة من الله لأتعظ؟ وكذلك إن كان موقفًا مبشرًا، فهل أعده أيضًا رسالة بشرى من الله عز وجل؟ وهل يمكن أن يحدث نوع من التطير بسبب هذا؟
ثانيًا: قبل أن يهديني الله لأحاول السير في طريق الالتزام، كنت شديد المتابعة للأبراج - للأسف- وبعض التوقعات، وبشكل كبير في مسألة ارتباط البرج بصفات شخص ما، وكنت أحفظ أبراج الأقارب والمقربين- للأسف- وأقارن بينهم، وأوهم نفسي أن هذا صفاته مثل هذا؛ لأنه نفس البرج، وأقيس على ذلك، ثم بعد ذلك عندما بدأت أحاول الالتزام، عرفت أن هذا كفر، مخرج من الملة -والعياذ بالله-وتركت هذا الأمر تمامًا، وفي الوقت الحالي، ونتيجة للوسوسة الكبيرة التي أعاني منها -كما أوضحت لكم سابقًا- أصبحت أوسوس في هذه الجزئية، وأصبحت أظن أني أعامل الأشخاص كما كنت أفعل، بناء على أن هذا من برج كذا، وهذا من برج كذا، وتهجم عليّ هذه الخواطر، حتى إني أسب نفسي أحيانًا بصوت عال، أو أقول أي شيء مزاحًا بصوت عال، خصوصًا إن كنت جالسًا مع أحد، وأنفعل لأقطع هذه الخطرات، وأوسوس أني أصدق هذا الكلام الخاص بالأبراج.، فهل آثم بذلك، خاصة مسألة الأبراج: هذا من برج كذا، وهذا من برج كذا؟ وكيف تكون ضمن الوسوسة والخطرات السريعة؟ لكني فعلًا أجد نفسي حينما أخاف من نوع وسوسة معين، تزيد عندي حتى أجد نفسي أفكر سريعًا، وأنا أدفع هذه الخواطر هذا برج كذا. وسؤال آخر مهم أرجو إجابته: هل موضوع صفات الأبراج هذا ينطبق عليها حديث الرسول عليه الصلاة والسلام عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: سأل ناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكهان، فقال: "ليسوا بشيء" فقالوا: يا رسول الله، إنهم يحدثونا أحيانًا بشيء، فيكون حقًّا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني، فيقرها في أذن وليه، فيخلطون معها مائة كذبة" متفق عليه.
فهل المنجمون قد يكونون يفعلون نفس الأمر في الأمور المتعلقة بصفات الأبراج، فيخلطون الحق بالأباطيل؟ وهل يأثم الإنسان بالسؤال عن الوساوس -جزاكم الله خيرا-؟