السؤال
سؤالي هو: لقد أخذت من غرفة أخي علاجا، وهو عبارة عن حبوب منومة ( بنادول نايت ) بدون استئذان منه، وبدون علمه، حتى أخذت منه قرابة خمس مرات، في فترات متفاوتة، ولم يعلم، وكنت أستخدمه عندما أحتاج إلى تعديل نومي، أو عند رغبتي في النوم.
فخفت من أن يعاقبني الله على ما فعلت، وقلت سأرد له سعر العلاج بدون علمه؛ لأني لا أستطيع أن أخبره. فأخي عصبي جدا، وأخاف أن يضربني؛ لأنه لا يسمع التبرير، ولا يحاول أن يتفهم من حوله، وأحيانا تكون الأمور تافهة، وعندما أخبره يغضب غضبا شديدا جدا، لدرجة أني أبكي. وأنا بصراحة خائفة جدا جدا من أن أخبره بأني أخذت من علاجه، وأريد أن أعيد له السعر بدون علمه, أنا لا أعلم كم سعر العلاج، ولكن من خلال البحث علمت بأنه حوالي 10 ريال، ولكن لست متأكدة من سعره تماما، وأريد أن أتوب إلى الله، مع العلم أن أخواتي يعلمن بما فعلت، ولكن أخي لا يعلم، وفوق هذا كله أنا وأخواتي في حالة خصام مع أخي، وتوجد مشاكل بيننا، ولا يجلس معنا، ولا يتحدث معنا إلا إذا احتاج إلى ذلك .
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن الأكل من بيت الأخ جائز إذا عُلِم من عادته أن نفسه تسمح بذلك؛ لقوله تعالى: لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا {النور:61}.
قال المحلي: المعنى يجوز الأكل من بيوت من ذكر؛ وإن لم يحضروا أي الأصناف الأحد عشر. إذا علم رضاهم به بصريح اللفظ، أو بالقرينة وإن كانت ضعيفة، وخصوا هؤلاء بالذكر، لأن العادة جارية بالتبسط بينهم .اهـ. من فتح البيان.
وانظري الفتوى رقم: 146627 .
فإذا علمت أن أخاك لا يمانع من ذلك، فلا يلزمك شيء. وأما إن علمت أن نفسه لا تسمح بذلك، فعليك رد مثل تلك الحبوب إن وجدت. فإن لم توجد، فردي إليه قيمتها بما يغلب على ظنك بعد السؤال والبحث، ولا يجب عليك إخباره بما فعلته، بل تردين إليه حقه بأي طريقة لا تلحق بك ضررا؛ وانظري للفائدة الفتوى رقم:159355 .
والله أعلم.