السؤال
كنت صائمة وعندما استنشقت في الوضوء الماء لم أبالغ, لكنه وصل من أنفي إلى جوفي شيء يسير من الماء, وفي نفس اللحظة أحسست بمثل الألم في أنفي, وما كنت أظن أن في أنفي شيئًا يسيرًا من الماء, وعندما رفعت وجهي دخل أيضًا شيء بسيط من الماء, فهل يفسد الصيام بهذا؟
ومن يعلم فسادَ صيامه في رمضانات مضت وقضاه في هذه السنة بعدما علم بالحكم مباشرة فهل عليه كفارة تأخير القضاء؟
وكيف أتخلص من الوسوسة في صحة الصوم من عدمها؟
وبالأمس كنت أصلي وفي السجود أحسست بارتفاع شيء يسير من أنفي وجبيني عن الأرض فتداركت ذلك, ومكنتهما من الأرض, ثم سبحت مرة واحدة, ورفعت, فهل صلاتي صحيحة؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد تضمن سؤالك عدة أمور سنجيب عنها كما يلي:
1ـ الماء الداخل في الجوف أثناء الاستنشاق بدون مبالغة لا يبطل الصيام, كما لا يبطل صيامك بالماء الذي وصل إلى جوفك من غير قصد بعد رفع رأسك, وراجعي الفتوى رقم: 184973.
2ـ قضاؤك لما عليك من رمضانات سابقة في هذه السنة مجزئ, ولا تلزمك كفارة تأخير القضاء إذا كنت جاهلة بفساد صومك ولزوم قضائه حتى هذه السنة، وراجعي الفتوى رقم: 66739.
3ـ تمكين الجبهة والأنف أثناء السجود سنة عند جمهور أهل العلم, جاء في الموسوعة الفقهية: تمكين الأنف مع الجبهة في السجود سنة عند جمهور الفقهاء؛ لما روى أبو حميد - رضي الله تعالى عنه - أن النبي سجد ومكن جبهته وأنفه على الأرض. انتهى.
وقد أحسنت عندما تداركت الأمر وقمت بتمكين الجبهة والأنف من الأرض أثناء سجودك.
4ـ التسبيح أثناء السجود سنة عند الجمهور, وقال الحنابلة بوجوبه, وتجزئ عندهم تسبيحة واحدة, كما ذكرنا في الفتوى رقم: 105795.
5ـ أنفع علاج للوسوسة في شأن الصيام وغيره ـ بعد دعاء الله تعالى والتضرع إليه ـ هو الإعراض عنها, وعدم الالتفات إليها, والاستعاذة بالله تعالى من كيد الشيطان الرجيم, وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 3086.
والله أعلم.