الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جواز الإجهاض إذا كان بقاء الجنين يسبب ضررًا على حياة الأم

السؤال

أنا امرأة حامل في بداية الشهر الخامس, وأعاني من نقص ماء الجنين لوجود ثقب بالغشاء منذ شهر ونصف, وكلما زاد الماء نزل مني, وفي آخر زيارة للاستشاري قال لي: الطفل سوف يولد مشوهًا, ومن المحتمل ألا يكتمل حملك, وأن ينزل في أي لحظة, ولكنه قال: إذا لم تزد بعد أسبوع فسوف نقرر الإجهاض خوفًا من تسبب الالتصاقات بالرحم, أو التهابات تؤذي الرحم, أو تسمم حمل, وأنا الآن في حيرة من أمري, فهل يجوز الإجهاض في مثل هذه الحالة أم لا؟
بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالأمر في هذا يرجع إلى الطبيب المختص الثقة المأمون، فإذا أثبت أن بقاء هذا الحمل يسبب ضررًا على حياة الأم، أو يلحق بها ضررًا مما جاءت الشريعة بنفيه، ولم يكن سبيل لتفادي ذلك إلا بإسقاط الجنين، فلا مانع من الإجهاض؛ لأن الضرر مرفوع، والمحافظة على بقاء نفس محققة الحياة أولى من المحافظة على أخرى يعتري الشك وجودها، ولأن من كنت سببًا في وجوده لا يكون سببًا في عدمك.

أما الإجهاض لضرر دون هذا فمحرم لا يجوز؛ لأنه وأد واعتداء على نفس بريئة لا كسب لها، وراجعي الفتويين: 151529 - 127392.

وهنا يجدر التنبيه إلى أن مجرد تشوه الجنين - دون حصول الضرر المبين حده آنفًا - ليس مسوغًا شرعيًا للإجهاض، وراجعي لذلك الفتوى رقم: 160271 وما أحيل عليه فيها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني