السؤال
دائما ما أقرأ في الفتاوى والمواضيع الإسلامية كي أتعلم وأطلب العلم، فتعثرت خطواتي العلمية عند موضوع فقلبت الأمور فقلت ليس عندي غير شيوخنا بارك الله فيهم.
أريد أن أعرف ما صحة هذه الأحاديث وهذا الموضوع وأريد الإفادة؟ وهل حصل هذا فعلا؟ أم أنها أحاديث متناقلة ضعيفة لأنني لا أريد أن أكسب إثما على نقل شيء أو الحديث عنها وأنتظر إجابتكم بفارغ الصبربارك الله فيكم.وسأنقل لكم بعض المقتطفات من كلام د. يوسف القرضاوي، وبعض الأحاديث التي نقلها في موضوع الضحك: ورأيناه يمزح مع تلك المرأة العجوز التي جاءت تقول له: ادع الله أن يدخلني الجنة، فقال لها: يا أم فلان، إنّ الجنة لا يدخلها عجوز! فبكت المرأة، حيث أخذت الكلام على ظاهره، فأفهمها: أنها حين تدخل الجنة لن تدخلها عجوزاً، بل شابة حسناء، وتلا عليها قول الله تعالى في نساء الجنة: إنا أنشأناهن إنشاءً* فجعلناهن أبكاراً* عُرباً أتراباً.وقال زيد بن أسلم: إن امرأة يقال لها أم أيمن جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إن زوجي يدعوك قال: ومن هو؟ أهو الذي بعينه بياض؟ قالت: والله ما بعينه بياض! فقال: بلى، إنّ بعينه بياضاً، فقالت: لا والله، فقال صلى الله عليه وسلم: ما من أحد إلا بعينه بياض. رواه ابن أبي الدنيا. وأراد به البياض المحيط بالحدقة.
وقالت عائشة ـ رضي الله عنها ـ كان عندي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسودة بنت زمعة فصنعت حريرة ـ دقيق يطبخ بلبن أو دسم ـ وجئت به، فقلت لسودة : كلي، فقالت: لا أحبه ، فقلت: والله لتأكلن أو لألطخن به وجهك، فقالت: ما أنا بذائقته، فأخذت بيدي من الصحفة شيئاً منه فلطخت به وجهها، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس بيني وبينها، فخفض لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ركبتيه لتستقيد مني، فتناولت من الصفحة شيئاً فمسحت به وجهي! وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك. رواه أبو يعلى.
وروي أن الضحاك بن سفيان الكلابي كان رجلاً دميماً ـ قبيحاً ـ فلما بايعه النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن عندي امرأتين أحسن من هذه الحميراء ـ وذلك قبل أن تنزل آية الحجاب ـ أفلا أنزل لك عن إحداهما فتتزوجها! وعائشة جالسة تسمع، فقالت: أهي أحسن أم أنت؟ فقال: بل أنا أحسن منها وأكرم، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم من سؤالها إياه، لأنه كان دميماً. وكان صلى الله عليه وسلم يحب إشاعة السرور والبهجة في حياة الناس، وخصوصاً في المناسبات ـ مثل الأعياد والأعراس.ولما أنكر الصديق أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ غناء الجاريتين يوم العيد في بيته وانتهرهما، قال له: دعهما يا أبا بكر، فإنها أيام عيد.وفي بعض الروايات: حتى يعلم يهود أنّ في ديننا فُسحة. وقد أذن للحبشة أن يلعبوا بحرابهم في مسجده عليه الصلاة والسلام في أحد أيام الأعياد، وكان يحرضهم ويقول: دونكم يا بني أرفدة.وأتاح لعائشة أن تنظر إليهم من خلفه، وهم يلعبون ويرقصون، ولم ير في ذلك بأساً ولا حرجاً.واستنكر يوماً أن تُزف فتاة إلى زوجها زفافاً صامتاً، لم يصحبه لهو ولا غناء، وقال: هلاّ كان معها لهو؟ فإن الأنصار يعجبهم اللهو، أو الغزل.وفي بعض الروايات: هلاّ بعثتم معها من تغني وتقول: أتيناكم أتيناكم، فحيونا نحييكم. وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بإحسان في خير قرون الأمة يضحكون ويمزحون، اقتداءً بنبيهم صلى الله عليه وسلم واهتداءً بهديه، حتى إن رجلاً مثل عمر بن الخطاب ـ على ما عُرف عنه من الصرامة والشدة ـ يُروى عنه أنه مازح جارية له، فقال لها: خلقني خالق الكرام، وخلقك خالق اللئام! فلما رآها ابتأست من هذا القول، قال لها مبيناً: وهل خالق الكرام واللئام إلا الله عز وجل؟. وأخرج الزبير قصة أخرى من طريق ربيعة بن عثمان قال: دخل أعرابي على النبي صلى الله عليه وسلم، وأناخ ناقته بفنائه، فقال بعض الصحابة للنعيمان الأنصاري: لو عقرتها فأكلناها، فإنّا قد قرمنا إلى اللحم؟ ففعل، فخرج الأعرابي وصاح: واعقراه يا محمد! فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من فعل هذا؟ فقالوا: النعيمان، فأتبعه يسأل عنه حتى وجده قد دخل دار ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب، واستخفى تحت سرب لها فوقه جريد، فأشار رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم حيث هو فأخرجه فقال له: ما حملك على ما صنعت؟ قال: الذين دلوك عليّ يا رسول الله هم الذين أمروني بذلك قال: فجعل يمسح التراب عن وجهه ويضحك، ثم غرمها للأعرابي. وسأكمل الباقي في سؤال آخري وأرفق الرقم معه.