السؤال
السلام عليكم.
زوجي أصيب منذ ثلاث سنوات بمرض الثنائي القطبي، وأخذ دواء الليثيوم بعد رفض قوي، المهم أنه الآن يرفض التواصل مع طبيبه إلا بعمل التحاليل من فترة لأخرى، فما ماهية مرضه؟ وكيف أتعامل معه خاصة أن أحاسيسه تبلدت وهو مضطرب؟ ولدي ولدان.
السلام عليكم.
زوجي أصيب منذ ثلاث سنوات بمرض الثنائي القطبي، وأخذ دواء الليثيوم بعد رفض قوي، المهم أنه الآن يرفض التواصل مع طبيبه إلا بعمل التحاليل من فترة لأخرى، فما ماهية مرضه؟ وكيف أتعامل معه خاصة أن أحاسيسه تبلدت وهو مضطرب؟ ولدي ولدان.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sameha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
وأسأل الله لزوجك الشفاء.
لا شك أن اللثيوم يعتبر من الأدوية الفعالة والجيدة جداً لعلاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وإن كان هو من الأدوية القديمة، والتي بالطبع تتطلب فحص الدم الدوري، خاصة لمستوى اللثيوم في الدم، ووظائف الكلى، وكذلك الغدة الدرقية.
المريض بالطبع قد يمل في بعض الأحيان من مواصلة الدواء، قد يصاب بنوع من الملل، قد يصاب بنوع من الإحباط، إلى متى سوف أظل، ولكن هذا الأمر يعالج بالتواصل بين المريض وطبيبه.
الطبيب الذي يقضي وقتاً مع المريض ويشرح له بلغة مبسطة، يحدثه عن الدواء، وكيفية عمله، وأهميته، وفوق ذلك إذا وضح الطبيب لمريضه أنني إن شاء الله متواجد دائماً حينما تحتاج إلي، هذا يجعل ثقة المريض كبيرة جداً في الطبيب، ومن ثم في الدواء، هذه حقيقة أمر نفتقده في عالمنا العربي والإسلامي، بالطبع دون انتقاص أو انتقاد للزميل الذي يشرف على علاج هذا الأخ .
الوسيلة الوحيدة لتقوية قناعة المريض بالعلاج هي العلاقة الوطيدة التي تقوم بينه وبين طبيبه، وتكون قائمة على المحبة، وعلى الثقة المتبادلة، ولا شك أن الزوجة وأهل البيت يلعبون دوراً أيضاً في استمرار المريض على دوائه .
يجب أن تكون هنالك مودة وتودد له حين إعطائه الدواء، هذا أمر ضروري جداً، وأنا متأكد أنك متفهمة لهذه المناهج، ولكن وددت أن أتحدث عنها وأكررها؛ لأنها هي وسيلة مهمة جداً، والبحوث تشير أن 46 % من مرضى الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية لا يتناولون أدويتهم؛ مما يؤدي بكل أسف إلى انتكاسات، والانتكاسات حين تتكرر ربما يصعب علاجها.
بالنسبة لتبلد الأحاسيس، تبلد الأحاسيس لا أعرف بالضبط ماذا تقصدين به، هل هي الوجدان والعاطفة، وأمر المعاشرة الزوجية، وهذه الأمور المتعلقة بالحياة الزوجية أم شيئاً آخر؟ عموماً الأدوية النفسية بصفة عامة ربما تقلل بعض الشيء من تفاعل الإنسان العاطفي والوجداني، واللثيوم واحد من هذه الأدوية، وإن كان أقلها.
هذا الأخ بهذا الوضع يجعلني أفكر في أنه داخل في مزاج اكتئابي، أي أن الاكتئاب هو المسيطر عليه بصورة أكثر، وإذا كان هذا هو الوضع، فيعتبر إضافة دواء آخر مثل لمكتال جيد لمرضى الاكتئاب النفسي ثنائي القطبية، الذين يمرون بنوبات اكتئابية أطول، وحقيقة أنا أرى أن تتصلي بالطبيب المعالج، حتى يضع استراتيجة جديدة في العلاج، ربما ينقله لعلاج آخر غير اللثيم، مثل الدباكين كرونون، فهو أيضاً علاج جيد، ربما يضيف اللمكتال كما ذكرت، ربما يعطى التجرتول، ربما يكون محتاجا لإضافة دواء بسيط مضاد للاكتئاب، وإن كان من المفترض أن نتعامل بحذر في إضافة الأدوية المضادة للاكتئاب في حالة المرضى الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطبية؛ لأن الأدوية المضادة للاكتئاب ربما تدفع المريض للقطب الآخر وهو قطب ارتفاع المزاج والهوس، ولكن هذه الفنيات يعرفها الأطباء .
إذن أختي الفاضلة: الأمر كله يتعلق بالتواد والتواصل، الترغيب بالنسبة لهذا الأخ من جانبك ومن جانب الطبيب، ومن جانب كل الذين حلوه .
أنا أتمنى أن تصبري عليه خاصةً أن لديك أطفالاً، ومن الجميل أن يقف الإنسان مع زوجه في أثناء الشدة.
أرجو أن لا يعامل كمعاق، أرجو أن يُشعر بأنه هو صاحب الأمر، وصاحب البيت، وصاحب القوامة، وأن يُعطى بعض المهام، هذا ضروري جداً.
من أسوأ الأشياء التي نقوم بها في مجتمعاتنا أننا ننزع المؤهلات الاجتماعية من بعضنا البعض إذا مرض أحدنا، فنعامله كمعاق، لا نعطيه الفرصة للتواصل، أو القيام بعمل، أو نشجعه على ذلك، ويتم ذلك طبعاً بحسن نية، ومن قبيل الرأفة، ولكنه من أكثر الأشياء المخلة بالتأهيل النفسي للناس، والعلاج بالعمل وبالتواصل يعتبر بنفس أهمية العلاج بالدواء.
وبالله التوفيق.