الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بضيق شديد بسبب ابتعادي عن خالتي!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جلست فترة مع خالتي -أخت والدتي غير الشقيقة-، فتعلقت بها كثيرًا؛ لأنها كانت بنفس عمري، ثم حدث أني سافرت لقريتي، وما إن سافرت حتى أحسست بضيق شديد، وبكاء مفرط، أتذكرها في كل حين وفي كل وقت، وأبكي، أريد أن أعرف ما الذي جرى لي؟ وما هو الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك الصحة والعافية.

أولًا: نشكرك على اهتمامك بصحتك النفسية، وعلى ملاحظاتك بخصوص ما جرى لك بعد مفارقة الخالة.

هناك بعض المعلومات المهمة التي كانت يمكن أن تساعدنا في الإجابة على سؤالك؛ فهي غير موجودة، كالعمر، أي: في أي فئة عمرية أنت؟ وما مدة الفترة التي جلست فيها مع خالتك؟ وما هي النشاطات التي كنتما تقومان بها في تلك الفترة؟ وهل هناك أشخاص آخرون اشتركوا معكما في تلك النشاطات؟ فهذه كلها يمكن أن تُؤثر في درجة التعلُّق، وكذلك الحوادث المصاحبة في تلك الفترة والعواطف المرتبطة بها، وعلى كلٍّ نقول لك: إن الأمر يُعتبر طبيعيًّا، إذا حنَّ الإنسان لأخيه الإنسان، أو مَن تعوّد على إِلْفته، خاصة إذا كان هناك تقارب في العمر والميول والاهتمامات ووجهات النظر، والهوايات.

فالانقطاع المفاجئ أيضًا من شأنه أن يُحدث رد فعلٍ عاطفي عنيف، يظهر في شكل نوبات من البكاء أو الحزن، فيحتاج الأمر إلى فترة من الزمن لكي يتأقلم الشخص ويتعايش مع الوضع الجديد.

وللتغلُّب على الحالة التي تشكو منها ننصحك بالآتي:

1. التفكير بأن هذا الفراق ليس أبدياً، فربما هناك فرص أخرى تأتي إذا أطال الله في العمر، ويمكن أن يتم اللقاء مرة أخرى مع الخالة.

2. استخدام التليفون أو وسائل التواصل الأخرى في حالة البُعد المكاني، ولو لفترات زمنية قصيرة أثناء اليوم، أو أثناء الأسبوع.

3. البحث عن نشاطات حياتية أخرى لملء الفراغ وسد الفجوة التي تركتها الخالة.

نسأل الله تعالى أن يجمع بينكما مرة أو مرات، وألَّا يحرمكما من بعضكما البعض، ووفقكما الله وسدد خطاكما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً