السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل الرحمن أن يهدينا وإياكم إلى الصراط المستقيم. أود استشارتكم في أمر أوجع قلبي وجعلني حزينة، ولا أدري ماذا أصنع فيه.
أنا فتاة جامعية في السنة الدراسية الأولى، طالما كنت وما زلت -الحمد لله- من المتفوقات، وهذا بفضل الله ونعمه علي، كنت فتاة حيية وأحب الحياء وصفاته، مشكلتي بدأت منذ بداية الدراسة الجامعية، فالأجواء اجتماعية أكثر من المدرسة، وبدأت بالتحول تدريجيًا من الانطوائية إلى الاجتماعية، ليست هنا المشكلة، ففي المرحلة الثانوية -وبحكم دراستي في مدرسة مختلطة-، لم أتحدث مع الأولاد أبدًا، لا أكلمهم ولا يكلمونني حتى في أمور الدراسة، لكن هنا في الجامعة اعتدت الحديث كثيرًا عن الدراسة مع الذكور.
اثنان من الشباب أناقشهم كثيرًا بحكم سعتهم في العلم والمعرفة، ونحن طلاب هندسة معمارية، لكننا نضحك ونتحدث عن أمور عادية أحيانًا، هذا ما يقلقني حقًا! لا ألاحظ هذا الأمر أثناء التواجد معهم، ولكن عندما أكون وحدي أو أعود إلى البيت وأراجع نفسي؛ أشعر بالحرج الشديد، ولا أدري ماذا أصنع؛ فهذا الأمر يحزنني حقًا!
أشتاق إلى شخصيتي السابقة، وأحيانًا أتمنى ترك الجامعة والتفرغ لحياتي الدينية بعيدًا عن الاختلاط، فقدت التوازن في حياتي من كثرة إرهاق نفسي في العمل، شخصيتي من النمط الذي يرهق نفسه ويعطي كل طاقته للعمل، فلا أشعر بالراحة إلا عند إنجاز عملي على أكمل وجه، فأكون متعبة ولا أركز ولا أنام جيدًا، ولا أجد وقتًا لمراجعة نفسي، أدرك أنه يجب علي أن أكون حريصة، وأريد التوبة إلى الله تعالى؛ لأن قلبي يؤلمني حقًا.
كيف يمكنني الالتزام في ظل هذه التشتتات؟ وما نصيحتكم؟ أرغب أن أكون من المسلمات المؤمنات القانتات التائبات العابدات، وأضع حدودًا مع كل الشباب، وأعتزل زملائي حتى أتجنب الحديث معهم وقت الراحة والفراغ، أظن أن هذا الحل الذي سأعتمد عليه، لكني بانتظار نصيحتكم بصفتي ابنتكم أو أختكم، ماذا عساي أن أفعل؟
أريد حفظ القرآن، حفظت 11 جزءًا دون تقدم، فكل شيء غير منظم في حياتي، القلق والضغط والعمل والتسرع وأشياء تشغل الإنسان، لا أريد أن أضعف، بل أريد النهوض مجددًا.
حفظكم الله ورعاكم.