أعاني من شيء يكبلني كلياً عند النوم ولا أستطيع الحراك، وأشعر بالأشياء من حولي ولا أستطيع الكلام نهائياً، أقرأ سورة الكرسي عدة مرات حتى يزول، وأخاف كثيراً.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دالية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهذا الشعور الذي يأتي، حقيقة هنالك بعض التغيرات التي تحدث لبعض الناس في بدايات النوم، ومنها عدم القدرة على الحراك، كما أن البعض قد يحدث له نوع من الشعور بأن هنالك تياراً كهربائياً يمر بجسمه، أو أن البعض قد يرى أمامه بعض التهيؤات التي تحدث في شكل هلاوس يمكن أن تكون سماعية أو بصرية، وهذا أيضاً يحدث لبعض الناس في نهايات النوم.

التفسير العلمي لها أن هذا الأمر -إن شاء الله- لا خطورة منه مطلقاً، ولا يمثل أي نوع المرض الجسدي أو المرض النفسي، ولكن ربما يكون دليلاً على وجود إجهاد عضلي أو نفسي، أو نوع من القلق البسيط وليس أكثر من ذلك، ويعالج عن طريق أن يهيأ الإنسان نفسه للنوم.

أولاً: لابد أن تقللي من تناول الشاي والقهوة في الأمسيات، ويفضل ألا تتناوليها مطلقاً بعد الساعة السادسة مساءً.

ثانياً: كما أنه لابد أن تثبتي وقت النوم؛ بمعنى أن يكون لك وقت ومواعيد ثابتة للذهاب للفراش.

ثالثاً: يفضل ألا تذهبي إلى النوم حتى تشعري بأنه فعلاً لديك رغبة في النوم، أي ظلي خارج الفراش حتى تحسي بنوع من النعاس، أو أن النوم قد أصبح الآن أكثر سهولة، هذا إن شاء الله يقلل من هذه المشاعر.

ولابد لك أيضاً أن تكوني في حالة ارتياح واسترخاء قبل النوم، بمعنى ألا تكثري من التفكير والتركيز الشديد؛ لأن ذلك يؤدي قطعاً إلى مثل هذا الذي يحدث لك.

لقد وجد أيضاً أن تناول حليب دافئ قبل النوم يعتبر من الأشياء الجيدة، ولابد لك أيضاً ألا تتناولي أي نوع من الوجبات الثقيلة أو الدسمة في طعام العشاء.

لا شك أن أذكار النوم هي باعث على الطمأنينة، عليك بالمحافظة عليها وعليك المداومة عليها، وأرجو أن ترجعي لأحد كتب الأذكار؛ حتى تلمي بهذه الأذكار كاملة، يمكنك أن ترجعي مثلاً لكتاب الأذكار للإمام النووي، لا شك أن قراءة آية الكرسي هي من المتطلبات المطمأنة وهي أعظم آية في القرآن بإذن الله تعالى، فعليك -كما ذكرت لك- قراءة الأذكار والطمأنينة، وأرجو أن أؤكد لك أن هذه الحالة هي حالة بسيطة وسوف تختفي إن شاء الله.
وبالله التوفيق.