السؤال
السلام عليكم
أعلم أن التحدث مع النساء الأجنبيات حرام، ولكني أعشقهن ولم أستطع الزواج، وجربت جميع الحلول فلا أجد حلاً، أرجوكم أنقذوني!
السلام عليكم
أعلم أن التحدث مع النساء الأجنبيات حرام، ولكني أعشقهن ولم أستطع الزواج، وجربت جميع الحلول فلا أجد حلاً، أرجوكم أنقذوني!
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ أبو عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إنّه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يُسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يحبب إليك الإيمان، وأن يزينه في قلبك، وأن يكره إليك الكفر والفسوق والعصيان، وأن يُعينك على غض بصرك وتحصين فرجك.
بخصوص ما ورد برسالتك، فيصدق عليك قول الشاعر:
كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ *** والماء فوق ظهورها محمول
وهذا كنايةٌ عن الإبل التي تكاد أن تموت من العطش والماء فوق ظهورها.
أنت تبحث عن حلٍ مشكلتك خارج إطار نفسك؛ لأنك لا تريد أن تكلفها أو تأمرها بغض بصرها، ولذلك تبحث عن الحلول شرقاً وغرباً، في حين أن مشكلتك في يديك أنت وليس في يد غيرك مهما كان، فإذا لم يكن لديك استعداد -ابني المهندس أبا عبد الله- لترك هذه المعصية، أو عزيمة صادقة وإرادة قوية، فاسمح لي أن أقول لك: إنك تبحث عن سرابٍ أو شيءٍ مستحيل؛ لأن قرار إطلاق النظر والحديث مع النساء هو قرارك أنت وحدك، وكذلك التوقف عن ذلك كله هو أيضاً قرارك وحدك.
من حقك أن تقول بأنك جربت جميع الحلول فلم تنجح، وأنا قطعاً يا ولدي أصدقك في ذلك، إلا أنك مع الأسف الشديد تبحث عن العلاج بطريقةٍ غير الطريقة الطبيعية، والتي أعطاك الله القدرة عليها، أما سمعت قول النبي صلى الله عليه وسلم: (اتق المحارم تكن أعبد الناس )؟! أي: أترك الحرام كله تكن أعظم الناس عبادةً لله.
أما سمعت قوله: (احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز)؟! أما سمعت قول الحق جل وعلا: ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا )[ الشمس:9-10]؟
هل يمكن أن يدرس أو يذاكر أحدُ مكانك أو يمتحن مكانك ولدي أبا عبد الله؟ قطعاً ستقول: لا، وأقول لك: إن موضوعك وكلامك مع النساء هو نفس الشيء، فلا تجعل أحداً يأخذ قراراً يخصك نيابة عنك يا ولدي؛ لأن هذا خلاف العقل والمنطق، فخذ قرارك بنفسك، واعلم أنك قادرٌ على ذلك، وإلا لما كلفك الله به، وفي ذلك يقول سبحانه: ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا )[البقرة:286].
فستعن بالله، وخذ قرارك القوي والجريء من الآن، واعلم أنك قادر على ذلك كما ذكرت لك، وقاوم رغبة نفسك، وقل لها لن أبحث عن الحل بعيداً عنك، فأنت صاحبة القرار، ولابد أن تتحملي؛ لأن هذا هو عملك السيء الذي لن أخضع له أبداً، ثم ضع هؤلاء النساء مكان أمك أو أختك أو زوجتك، أترضى أن يكلمهم أحد؟!!
إذن خذ القرار، وتوكل على الله، واعلم أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.
وبالله التوفيق.