السلام عليكم ورحمة الله

أنا شاب مسلم، متزوج منذ 4 سنوات، من امرأة مسلمة، ومن أسرة محافظة، زوجتي الآن حامل وقد قامت ببعض الفحوصات فتبين أنها تحمل آثارًا من فيروس الهربس، صارحتني بأنها أصيبت به منذ أزيد من 10 سنوات، لا أدرى كيف أتعامل مع هذا الابتلاء، أفكر في الجنين الذي قد يصاب، ولا ذنب له في هذا، ولا أدري كيف أتصرف مع زوجتي التي أخفت عني مرضها قبل الزواج، هل أخبر أهلي وأهلها بذلك؟ هل أطلقها؟

أنا مسلم -والحمد لله- لم أزن قط في حياتي، ولم أقم قط علاقات محرمة، لكن ابتليت بهذا وكل ما بوسعي هو لا حول ولا قوة إلا بالله، وأعلم أن كل شيء ينزله الله بقدر، وأن الله ليس بظلام للعبيد.

أرجو منكم الدعاء والنصيحة، جزاكم الله خيرا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا شك أن زوجتك قد غشتك في إخفائها لما تحمله من مرض خاصة، وأن هذا المرض يعدي.

ما أنت فيه ابتلاء من الله مقدر عليك، وما عليك إلا الرضى بما قضاه الله وقدره.

الستر على زوجتك مرغب فيه شرعا، فمن ستر مسلما ستره الله، فلا داعي أن تكلم أهلك أو أهلها حتى لا تتشوه سمعة زوجتك.

عليك باستشارة الطبيب المختص عن مدى انتقال المرض إليك وإلى أطفالك، ومن ثم يمكنك أن تقرر البقاء معها أو مفارقتها.

في حال أن قرر الطبيب أن في ذلك ضرر عليك وعلى نسلك، فيمكن أن تفارق زوجتك دون أن تعلن عن السبب، ويكون ذلك بتفاهم بينك وبين زوجتك، ولعل الطفل الذي تحمله زوجتك لا يكون حاملا للفيروس، وإن كان سيحمله فذلك أخف ضرا عليك من أن ينتقل إليك المرض، وأن يكون جميع أبنائك هكذا.

صل صلاة الاستخارة، وادع بالدعاء المأثور قبل أن تتخذ أي قرار، ثم انظر ماذا ينقدح في نفسك، وامض متوكلا على الله.

أسأل الله لك التوفيق والسداد.