السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب، عمري 28 سنة، حدثت لي مشكلة منذ سنة وشهرين، حيث إنني موظف في منطقة بعيدة عن أهلي 900 كيلو، كنت أسافر لعملي، وأسكن لوحدي، ومتأقلم مع الوضع جدا، وأعيش حياتي على أحلى ما يكون، لم أشكو من الوحدة، أو طول المسافة، ولله الحمد.
في إحدى الليالي لم آكل جيدا ذلك اليوم، وعملت رياضية ونمت، وحدث معي هبوط بالضغط لأول مرة بحياتي، وصحوت من النوم والدنيا تدور بي، ذهب بي جارنا إلى المستشفى، وقالوا: الضغط نازل، بعدها حدثت معي آلام، وصرت أستفرغ، وحدثت معي وقت الاستفراغ رجفة برجليَّ.
قال الدكتور: قد تكون من فقدان الجسم للسوائل، وصار عندي خوف غريب جدا، صرت أفكر، وأخاف، وأي تعب بسيط أقول: الضغط هبط عندي، وكنت متوترا دائما، وكذلك وأنا راجع لأهلي تعبت، وصرت أستفرغ، فمررت إلى مستشفى بالطريق، وكل التحاليل سليمة، لكن فيني خوف، وقلق، وتوتر، ومعدتي حساسة، وقد أصبح بعض الأكل يتعبني، خاصة الدسم والحامض.
رجعت لأهلي، وقمت بعمل أشعة مقطعية، وتحاليل جرثومة معدة، ومنظار للقرحة، وكلها سليمة، ولا زلت أعاني من غثيان، وأستفرغ، وأتوتر، وأخاف، فذهبت لاستشاري باطنية، وقال: لديك التهاب في جدار المعدة، وصرف لي علاجا للتهاب المريء، وشكوت له مشكلة الخوف، وأني لا أقدر أن أسافر لدوامي، وأخاف أن أتعب بالطريق.
صرف لي علاجا نفسيا للخوف، قال: استمر عليه 3 أشهر، ومنذ أول يومين أحسست بأعراضه بجسمي، وقد أتعبني؛ فأوقفت العلاج النفسي، ولم أراجع الدكتور، فذهب معي أخي، وسكن معي في منطقة عملي، ولكن لا فائدة، فمن أول يوم تعبت، واستفرغت، فرجعت لمنطقة أهلي، وقدمت إجازة من العمل بدون راتب.
الآن لي تقريبا سنة جالس بالبيت، حياتي انتكست تماما، كنت أسافر خارج دولتي، وأسافر مسافات طويلة لوحدي برا، وأضحك كثيرا، ولكن الآن أشتكي من التعب دائما، وعندي خوف مسيطر على تفكيري.
عملت تحليلا قبل شهر ونصف، للغدة الدرقية، وقالوا: أنت سليم، وتحليل فيتامين (د)، وقالوا: هو 14، وصرف لي الطبيب دواء، استمريت عليه مدة شهرين، والآن مر شهر ونصف، ولم أحس بتحسن، وأشكوا دائما من آلام الفخذ، ومنطقة الساق، وتأتيني دوخة كثيرا، ولما أكون بمكان غريب لا أحب أن أجلس، وأحب أن أرجع للبيت وأرتاح.
أحس أنه سيغمى علي، وأحس بتوتر، ويديّ تتعرقان بغزارة، وصار عندي خوف من الموت، وقبل أن أسافر لا أنام الليلة التي قبل السفر، أخاف، وأتخيل أني إذا سافرت سأتعب وأمرض، وفعلا إذا سافرت يحدث ما كنت أفكر فيه.
والآن تطورت الأمور، وصار عندي خوف من المشي، وأتخيل إن مشيت 10 دقائق متواصلة سيهبط الضغط معي، وأسقط ويغمى علي وأموت، فصرت أكره المشي، وإذا مشيت وأطلت دقائق؛ أحس بألم ودوخة وتوتر، وجسمي يعرق، وإذا قدت السيارة 10 دقائق؛ أشعر أنه سيغمى علي، وينخفض الضغط معي، وأتعب وأرجع البيت مسرعا بالسيارة؛ خوفا من أن يغمى علي.
حياتي تدهورت، انتكست كثيرا صحتي بسبب تفكيري والخوف الذي داخلي، ذهبت إلى راقٍ شرعي، وقرأ علي، وقال: ولله الحمد لا يوجد بك سحر أو مس ولا عين، إنما هو قلق نفسي فقط، ولا أعرف الطريقة للخروج مما أنا فيه.
أريد أن أعود لدوامي، لا أريد أن أفقد وظيفتي، أريد أن أعود كما كنت بالسابق، الآن أنا دائما في حالة خوف وقلق نفسي، لا أحب السفر، ولا أحب الخروج من المنزل؛ خوفا من أن يهبط الضغط ويغمى علي، أو أستفرغ بالطريق وأتعب.
ذهبت من عمري سنة وشهران وأنا على هذا الحال، حالتي في انتكاس، والخوف يزداد أكثر كل يوم، ولا يتحسن، والآن أعاني من آلام بالفخذ والمعدة، رغم أن الأشعة والتحاليل سليمة ولله الحمد.
ساعدوني جزاكم الله خيرا، فحياتي تتدهور للأسوء كل يوم.