السؤال
السلام عليكم
مشكلتي أني أغار كثيرا لدرجة تحرق أعصابي، تعرفت منذ عام على شاب زميل لي في العمل، أحببته وأحبني، ولكن غيرتي وشكي دمراني؛ حيث صرت أشك به في كل حركة، وخاصة أنه إنسان محبوب اجتماعيا، والناس تتعامل معه براحة كبيرة.
نبهته كثيرا على أن يضع خطوطا حمراء بينه وبين أصدقائه وزميلاته في العمل ووافق، لكني اكتشفت لاحقا أنه كان يكذب علي ليرضيني بحجة أن هذا طبعه، والناس تعودت عليه بهذا الطبع، ولكي لا يتعرض للإحراج.
مرت الشهور وشكي يكبر بأنه كاذب؛ وأنه يخونني أو سيخونني، وكنت أزعجه كثيرا وأفتش أغراضه وجواله وكل شيء خاص به، إلى أن قررت ذات صباح أن أرسل له طلب صداقة باسم فتاة مستعار على موقع الفيس بوك، وصدمت حينما وافق، وبدأت التحدث معه بأسلوب غير محترم، وقد تجاوب معي بعد أن أبعدت كل شكوكه بأن هذه الفتاة هي أنا، وقد تحدث بطريقة وقحة جدا، وبألفاظ فاضحة جدا جدا، وأقام علاقة وهمية على الإنترنت، وعندما سألته أنكر، وقال أنه كان قد عرفني وأراد إغاظتي، لم أصدقه طبعا؛ لأن هناك تفاصيل كثيرة تثبت أنه لم يعرفني.
تركته وانقطعت الاتصالات بيننا بسبب انقطاع الطرق والاتصالات في البلد، وكان في هذه الأثناء في منزل أخته في مدينة أخرى، وعندما عادت الاتصالات اتصل بي كثيرا وبكى ورجاني، واعترف أنه ندم وأنه لن يعيد هذه النزوة، وقال: إنه يريد الزواج مني في اليوم الذي أحدده، وبالشروط التي أتمناها، لم أوافق بداية، ثم لان قلبي؛ لأني أحبه.
بعد مرور أيام وجدت رقما مكتوبا على ورقة في جيبه وفوقه اسم فتاة، وعندما سألته قال: إنها ابنة جارة أختي، وأني لا أعرفها، لكني عندما اتصلت بالرقم من جهازه وجدته محفوظا باسم محمد، صعقت كثيرا وتركته، وبدأ بالكذب مجددا بأنه لم يحصل بينهما أي شيء، وأن أهله قد عرضوا عليه الزواج منها لا أكثر، وأنه اتصل بها كحديث عادي، وهذه المرة أنا متأكدة من كذبه بسبب تفاصيل أيضا لم أذكرها.
عاد للترجي مرة أخرى والبكاء والوعود نفسها، لكني تركته وما زال إلى الآن يعدني ويقسم أنه تغير لأجلي، لا أستطيع تصديقه ولم أعد أرى فيه سوى الإنسان الكاذب، وفي ذات الوقت أحبه، وهو يقوم بالمستحيل لإرضائي والزواج مني، علما أنه شاب مسيحي ومُصر على اعتناق دين الإسلام للزواج بي؛ لأني فتاة مسلمة.
محتارة كثيرا، هل سأندم إذا أعطيته فرصة أخيرة وسامحته؟ أم سيبقى كاذبا طوال عمره وسأبقى مخدوعة؟ وهل لشكي دور فيما حدث؟ أرجو المساعدة؛ لأني لم أعد أقدر على التركيز في عملي بسبب وقوعي بين نارين: القلب، والعقل.