السلام عليكم

ماذا أفعل مع زوجي؟ دائما ما ينتقدني، هو ذو طباع مختلفة، الآن هو مسافر خارج البلد للدراسة، وبعد سفره ظهر لدي حمل -طبعا الحمل الثالث-.

يقول: احتمال أني لن أرجع إليكم، واحتمال أني سوف أتزوج، أنا حالتي النفسيه متعبة جدا، ماذا أفعل؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ام عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك ابنتنا الكريمة في الموقع، ونؤكد لك أن هذا الزوج اختارك من دون النساء، هذا دليل على أنه معجب بك، ولكن من الضروري جدًّا أن تنمّي القواسم المشتركة، أن تقتربي من زوجك، وأن تهتمي باحتياجاته، وأن تسعي في فهمه، وهو كذلك يسعى في فهمك.

أحب أن أؤكد لك: أن هذا الزوج ينبغي أن تُظهري له الاهتمام والسؤال عنه وهو بعيد عنك، حاولي أن تربطيه بأولادك، وأن تتداركي السلبيات التي كانت في حياتكم، ولا تحملي نفسك فوق طاقتها، فإن الإنسان ينبغي أن يجتهد ويتوجه إلى الله تبارك وتعالى؛ لأن قلب زوجك وقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها ويصرفها كيف يشاء (سبحانه وتعالى).

والمرأة تستطيع بحنكتها وبأنوثتها أن تجعل بيتها بيئة جاذبة، وأن تربط زوجها بعياله حتى يقوم بواجباته الأسرية على أكمل الوجوه، لذلك نتمنى أن يكون بينكم تواصل إيجابي، وعليك أن تذكريه بالأيام المشرقة في حياتكم الزوجية، وتحاولي دائمًا أن تتكلمي عن القواسم المشتركة، وتتجنبي إثارة القضايا الخلافية التي كانت بينكما فيما مضى من الأوقات في الفترات الماضية.

ونحب أن نؤكد لك: أن أي أسرة قد توجد فيها مشاكل، وليست هذه هي المشكلة، ولكن المشكلة هي في كيف ندير المشكلات؟ وكيف نجعلها تأخذ حجمها المناسب بحيث لا تعكر علينا صفو حياتنا؟

فاشتغلي بطاعة الله وذكره، واهتمي بأطفالك، واعلمي أنك في هذه المرحلة لا يصلح معك التوتر؛ لأن الجنين في بطن أمه يتأثر بتوتر أمه، ونسأل الله أن يرد إليك زوجك غانمًا سالمًا، وحاولي دائمًا أن تبحثي عن الأشياء التي يفقدها، ما هي الأشياء التي يبحث عنها في الخارج؟ فإذا توفرت في البيت فلماذا يتزوج عليك؟ ولماذا يبتعد عنك؟ قولي له: (نحن في شوق إليك، إما أن نأتيك أو تعود إلينا) أظهري له هذه المعاني الجميلة.

ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.