السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا مسلم معترف بحقوق الله على المسلمين, ومن تلك الحقوق فريضة الصلاة, إلا أني متهاون بها بشكل كبير, بل يصل التهاون إلى أن لا أصلي أي فريضة أسابيع, وربما تهاونت في أداء فريضة الجمعة في كل أسبوع.
منذ المراهقة وفترة الجامعة كنت متهاونًا بها, لكن ليست بالصورة الحالية بعد أن رزقني الله بالوظيفة, ربما كنت بحاجة لعون الله للنجاح فيغلبني الرجاء من الله عبر الصلاة لتحقيق مطالبي.
حاولت كثيرًا التفكير في مدى أهمية الصلاة للمسلم, وقللت من أهميتها لعلمي أن من يصليها قد يكون يصليها رياء, وقد بكون ظالمًا وكذابًا ومرتشيًا, ورفضت آية " إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر" فكيف تكون الصلاة ناهية عن الفحشاء ومن يصليها قد يكون غارقًا في الحرام ومستمرًا عليه؟ ثم راجعت نفسي وأيقنت أن الصلاة بغض النظر عن آثارها على المسلم فهي حق من حقوق الله, يجب تأديتها كما تؤدى حقوق الناس من دَين وقرض.
للأسف: لا زلت متهاونًا في أداء فريضة الصلاة تهاونًا وكسلاً, إلا صلوات قلائل ينشرح صدري لأدائها فجأة, لا تتجاوز ثلاث إلى خمس صلوات في الشهر.
قد يظن البعض أن التهاون سببه هو الانشغال بأمور الدنيا ولهواتها, وهذا صحيح, وأنا أدعو الله دائمًا بدعوة سيدنا إبراهيم "رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي" ولكن التهاون يمتد حتى في أوقات العمل التي تعتبر فترة الصلاة فيها للكثير من الموظفين فسحة عن ضغط الدوام؛ لكني مع ذلك أتهاون بتركها كسلاً, حتى ولم يكن لدي الكثير لأقوم به في عملي.
أنا بالفعل أحس بالذنب, والإحراج من الله عز وجل بأني تركت فريضته, وقد أنعم علي بنعم لاتعد ولا تحصى, أهمها الوظيفة التي سدت حاجتي وضيقتي المادية, فقد كان أبي معسرًا قليلاً.
أنا لا أريد سوى شكر نعمة الله بالصلاة أولاً, ثم بترك المعاصي والذنوب, ولأن المعاصي واتباع الشهوات غارق بها فعلى الأقل يكون شكري لله من خلال الصلاة, والتصدق, ولله الحمد فأنا أقوم بتأدية الزكاة والصدقات في وقتها, لكن كثيرًا من الأحاديث تقول: إن الصلاة هي عماد الإسلام, وإذا صلحت صلحت سائر الأعمال؛ لذلك أخشى من الله أن تكون هذه النعم من سعة الرزق والمال استدراج من الله عز وجل.