السؤال
السلام عليكم..
أود أن أطرح عليكم مشكلة قد تكون صغيرة، ولكنها تؤرقني كثيرا، وهي أني أنا إنسانة متزوجة، ومتعلمة ولدي طفلين، والمشكلة هي أن زوجي لا يحب الخروج، والسفر، والتنزه إطلاقا.
انتقلت للعيش معه في هذا البلد الذي لا يوجد فيه أصدقاء لي ولا أهل.
وعندما علمت أن به هذه الصفة من عدم حبه للخروج إلا حين يذهب لأصحابه، فيجلس معهم بالساعات، وفي نفس الوقت هو طيب معي، ويحبني، ويحترمني ولا يرفض لي طلبا، ولم أكن أشتكي من هذه الصفة فيه؛ لأن به كل الصفات التي تتمناها أي امرأة من اهتمام، وحب، وتقدير، وصبر، وكنت أجلس في البيت، أو أخرج مع أبنائي لكي يلعبوا.
ولم أكن أشتكي، بل صبرت؛ لأني أنا بطبعي أحب الخروج، والتنزه لأرفه عن نفسي فكثرة الجلوس في البيت تجعلني إنسانة أخرى، وعصبية.
زوجي لم يقل لي في حياته هيا نذهب لنتعشى في مطعم، أو هيا لنذهب للمتنزة القريب، ولكن المشكلة بدأت حين تعرفت على نساء، وبنات من عمري في معهد لدراسة اللغة الألمانية، وليسوا مسلمات، بل ملحدات، ومسيحيات، ويسكن بجوار منزلي، فأصبحت أقابلهن، وأخرج معهن، وأزورهن في بيوتهن ويزورنني، وبدأت العصبية والملل بالاختفاء من شخصيتي، وأصبحت أعرف الكثير من هذا البلد، وكذلك الكثير من الديانات والجنسيات المختلفة، ولكن زوجي أصبح ينتقدهن، وينتقد ملابسهن، وكلامهن، وأصبح يقول لي: لماذا تصاحبين نساء بهذا الشكل؟ وأصبح يقول لي: لا تخرجي مع هذه الأشكال.
مع العلم أنهن لم ولن يؤثرن علي، بل أصبحت أنا المؤثرة فيهن، وأصبحن يقرأن عن الإسلام، ويسألنني كثيرا، وأصبحت أقرأ الكثير لكي أجيب عليهن، فأجد متعة في مصاحبتهن، والكلام معهن في مواضيع كثيرة، ولكن زوجي أصبح ينتقدني كثيرا، فقلت له: أنا أتملل من الجلوس والخروج وحدي، وأنت لا تحب الخروج معي، فكيف تريدني أن لا أكلم أحدا؟
وهكذا أصبح حوارنا الآن كله عن الخروج، ومن أصاحب، ولا أعرف ماذا أفعل؟
فأشيروا علي هل أنا مخطئة؟ مع العلم أني تركت الدراسة، وقللت زيارتي، وكلامي معهن، وقلت لزوجي لننتقل من البيت حتى لا يزورنني لأني لا أستطيع أن أطردهن، وفي نفس الوقت أشعر بأنه يظلمني بتصرفه هذا، لأنه لا يريدني أن أصاحب أحدا، ولا يريد الخروج معي؟
وكثيرا ما أشعر بالحزن، ولا أعرف ماذا يريد مني؛ لأنه هو نفسه له أصدقاء ملحدين ومسيحين، ومن كل نوع، ويجلس معهم ويقابلهم، وأنا لا أطيق الجلوس في البيت وحدي، أخاف أن أمرض نفسيا، أو أكتئب لا سمح الله ..لأن الإنسان دائما يحب الترفيه عن نفسه، ومقابلة الناس، وهو لا يريد الخروج معي، وتعبت من محاولاتي معه .. فما الحل؟