السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تزوجت قبل ستة أشهر من رجل معروف بالصلاح والدين، وتدريسه للعلم، وطلبه له، ومنذ بداية الزواج، وجدت رسالة بين الكتب التي طلب مني ترتيبها له من خطيبته السابقة سطر عليها كلمات تصل إلى حد الوضوح في وصف علاقة كالتي بين الزوجين تمت، وليس هذا قذفا -والعياذ بالله- بل أقول ما قرأته لا أكثر.
مزقت الورقة، ورميتها وتعوذت بالله من الشيطان، وأحسنت الظن، وقلت تزوجها ربما سرا، وحفظت الموضوع بيني وبين نفسي، ولم تهتز صورته الجميلة في نظري، ومرت فترة شهرين أو ثلاثة أشهر، ووجدته يتصرف بغرابة فيده لا تكاد تضع هاتفه الذي لا يتوقف عن الإضاءة معلنا وصول رسالة جديدة، يأخذه معه حتى إلى الحمام، يتعذر بالنعاس ليخلو بنفسه، غلبتني نفسي الأمارة بالسوء، ففتحت رسائله يوما غفل فيه عن إقفاله بالرقم السري، فوجدت رسالة تقول قابلني في السوق الفلاني، وكانت الرسالة من رقم إحدى الفتيات التي أعرفها كانت الرسالة بتاريخ أمس، وكان قد اتصل علي مخبراً إياي بأنه سيتأخر لاضطراره لذهابه لنفس السوق للقاء صديقه.
صارحته بما قرأت وسألته إن كان يرغب بالزواج منها، فأنكر أخبرني أن كل ما بينه وبينها أخوة وصداقة، طلبت منه أن يفسر لي حدود الصداقة كما يفهمها، فعجز عن الجواب، سألته إن كان سيوافق لو اتخذت لي صديقا، فأجابني بشرط أن يكون ثقة!
تناقشنا طويلا، وطلبت الطلاق إن لم يقطع علاقته بها، وأخبرته عن الرسالة التي وجدتها ورسائل أخرى وجدتها مستفيضة بشرح حقيقة العلاقة بينهما ...
بعد فترة أعلن أنه سيتوقف عن ذلك، وأنا تراجعت عن فكرة الطلاق بقوله هذا، وقوله أنه سيعاملني بالحسنى كما طلبت منه، فطريقة تعامله تؤثر علي سلبا، فهو بالكاد يحدثني عندما نكون وحدنا رغم أنه في طبيعته كثير الحديث، ومنفتح كثيراً، بالكاد يلبي طلبي بالتنزه قليلاً رغم ضيقي بوحدتي في المنزل، وتأخره في العودة وعدم تأقلمي مع المدينة التي هاجرت إليها بعيداً عن أهلي بعد الزواج، يشعرني بأنني عبء ثقيل، فيتصل مثلا بمعارفه لقضاء احتياجاتي، وآخر مشكلة بيننا أنه أخذني في زيارة لأهلي، وبعد شهر طلب مني الخروج وحدي فرفضت، وقلت سأنتظرك وبعد نقاش أستمر شهر قال لم أكن أجمع أي مال للتذاكر، ولا يمكنني تدبير أكثر من تذكرة واحدة لك فقط، ومنذ البداية أنتي سافرت من غير رضاي، دون مراعاة لظروفي، سافرت، وأنا أقول لك أمكثي لا تذهبي، عدت وحدي بعد أن استفتيت عالما فأفتى لي بالجواز، وها نحن كالأمس أسأله ألم أخرج برضاك؟ فيقول لا رغم أنني سألته بصراحة إن كان راضيا أم لا فأجابني بنعم، ولكني كنت أفضل لو كانت في وقت آخر.
فقلت له: أنا محتاجة الآن -نفسيتي كانت في الحضيض- لو قلت لي لا تذهبي لن أذهب، وإلا فأنا أفضلها الآن.
لا أدري ما أفعل يا شيخنا؟ أشعر بأنني لا أستطيع الاستمرار أكثر معه دون أن أغضب ربي، فأنا لا أستطيع تأدية حقوقه كما يجب فلا حبا أبقى، ولا ثقة أو احتراما، ويوما بعد يوم أقع في ذنب التجسس عليه، أو الشكوى لصديقاتي عن مشاكلنا بعد أن ثقل الحمل علي ولا أراه يريد إصلاح الخلل، فكلما فتحت موضوعا للنقاش، والتفاهم يغلقه بالصمت، واللامبالاة، فما الحل؟