السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,
أنا طالبة في الـ 18 من عمري، أصبت في هذه السنة وتحديدا في الفصل الدراسي الثاني -بحسب كلام الطبيب- بتوتر نفسي شديد, وبفضل الله تغلبت عليه, ولكنه خلف وراءه إحساسي الدائم بالموت، والخوف الشديد من الأمراض, تغيرت شخصيتي كثيرا وتصرفاتي أيضا لدرجة أني لم أعد أهتم بمستقبلي، فعندما تتحدث صديقاتي عن أي قسم سيختارونه أشعر بالحزن لأني لا أحس بأي نوع من مشاعر الفرح أو الاهتمام للمستقبل, أصبحت مشاعري ناحيته كالجليد, أنا إنسانه خجولة جدا، كنت أظن أنه خجل طبيعي كأي خجل ينتاب الفتيات، ومن أمثلة الخجل عندي، الخجل في المدرسة فأنا أتعمد أن أتأخر في الذهاب حتى لا أحضر الطابور الصباحي والسبب هو: أنني عندما أدخل سأمر أمام تلك الطوابير وأحس بأن الكل ينظر إلي ويتكلم عني, وأيضا في وقت الفسحة أنا لا أحب أن أمشي في الساحة أمام الطالبات لنفس السبب, وعندما تطلبني إحدى صديقاتي لنمشي سويا أعتذر بقولي إنني لا أحب ذلك, ولا أحد يعلم السبب الرئيسي بل دفنته بأقصى روحي.
مشكلتي من هنا تبدأ: تعرفت على فتاة, بداية تعارفنا مجرد سلام وسؤال عن الأحوال, وكنت لا أعرف شيئا عنها حتى أنني أنسى اسمها, ومرت فترة على هذا الحال, لا أعلم متى وكيف أصبحت قريبة مني, وأصبحت تجلس معي دائما, وكانت تمر بظروف قاسية بسبب معاملة شقيقتها لها, وكنت أتعاطف معها, وأساندها بالكلام, وكنت سأفعل مع غيرها على كل الأحوال ما فعلت معها, ولاحظت أن تعلقها بي غريب جدا إلى أن جاء يوم سألتني فيه صديقاتي هل هي قريبه لك؟ وهل هي شقيقتك؟ حيث قال البعض: إن بيننا تشابها كبيرا في الشكل والهيئة, وقال البعض الآخر: إننا نتشابه في الهيئة العامة فقط، وأول تفكير جاءني هو المقارنة كنت أقارن بيننا في الشكل، ولكن سرعان ما استعذت من هذه الأفكار فأنا لست بحقيرة لأفكر في مثل هذا، وأنا أعلم في قرارة نفسي أننا لا نتشابه أبدا, لكننا ربما نتشابه في الهيئة العامة, من بعد ذلك أحسست بتوتر فظيع, عندما تكلمني أحس بأن الجميع ينظر إلينا كأننا مخلوقان من كوكب آخر، وأحس أيضا أن أشكالنا مع بعضنا البعض قد تبدو مضحكة, بدأت أحس بالهمِّ والحزن, كنت أفكر مرارا أن أصارحها بما في نفسي, ولكني كنت أخشى من ردة فعلها لأنها بدأت تلاحظ تغيري ناحيتها فأنا لا أريد أن أخسرها.
وقررت أن أخبر صديقتي بالأمر لعلي أجد عندهن المشورة فأشارت علي إحداهن بأن أصارحها خشيه من أن يسيطر الشيطان علي, فأخبرتها بما أحس به وأن تسامحني لأن هذا شيء نفسي, ولا أستطيع تجاوزه, ولكنها فاجأتني بردة فعلها حيث إنها تقبلت الأمر بسهولة, ارتحت بعض الشيء, وعندما عدت إلى المنزل وتذكرت ما فعلته بها أحسست بشيء يقبض على صدري, وضيق، وشيء في داخلي يقول لي بأنني أجرمت في حقها, وأن ما فعلته بها ذنب لا يغفر, وزيادة على ذلك استغراب شقيقتي مني, وتأنيبها الشديد لي, فبدأت بالبكاء لعلي ارتاح قليلا، وقررت أن أتصل بها وأعتذر عما فعلته لأنه لم يبق شيء على انتهاء الدراسة، وأخبرتها أن تسامحني, وأنني قلت هذا الكلام لشدة الضغط علي وتقبلته, ومرت الأيام وما زال تأنيب الضمير يؤنبني إلى الآن، حيث إني مثلا عندما أصلي أحس بأن صلاتي غير مقبولة بسبب ما فعلته بها بالرغم أن أخلاقها عالية جدا وأنني لم أشوه سمعتها، ولم أتكلم عنها بسوء، سوى أنني قلت لأختي إنها قصيرة جدا, ولم يكن قصدي الاستهزاء بها أبدا، وبدأت تجلس معي، وكنت أيضا أحس بتوتر، وتصدر مني بعض الحركات كأن أسرع بالكلام معها حتى أنتهي منها وأذهب، وأحاول أن أضغط أكثر على نفسي، بعد ذلك لم تعد تجلس معي, فبدأت أوسوس أنها غاضبة مني, وأشعر بضيق أشد وأشد ولكني لم أسألها لأنها كانت ترسل لي رسائل من وقت لآخر وهذا يعني أنها غير غاضبة مني، وأنا الآن علمت أنها سامحتني من كل قلبها، ولكني ما زلت أحس بأنني سأعاقب بسبب فعلتي بها حتى لو سامحتني, ولكن ما يقلقني الآن هو هل ارتكبت ذنبا عظيما لا يغتفر؟ وكيف أبعد عني تأنيب الضمير الذي أهلكني؟
أرجوكم أرشدوني فأنا أريد أن أنهي دراستي على خير, وشكرا لكم.