الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رضوانك ي رب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك, وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
فمن خلال تصفحي لرسالتك أستطيع أن أقول لك أننا بفضل الله تعالى توصلنا إلى التشخيص الصحيح لحالتك، وهذا مهم جداً، حالة التوتر الشديدة التي وصفها لك الطبيب حقيقة هي نوبة هرع أو ما يسمى بنوبات الهلع, وهو نوع من التوتر النفسي الحاد جداً، والذي ينتهي غالباً بشيء من المخاوف والوساوس وهذا هو الذي حدث لك بالضبط.
قصتك مع هذه الفتاة تعكس بصورة جلية الحساسية واللطف الموجود في شخصيتك, ولديك أيضاً التوجه الوسواسي, ويعرف أن أصحاب الوساوس لديهم درجة الفضيلة والضميرية عالية جداً, وتجدهم يقسون على أنفسهم ويحاسبونها حساباً عسيراً في بعض التصرفات التي قد تكون طبيعية جداً بالنسبة لشخص آخر، وهذا يسمى في علم النفس التحليلي سيطرة الآناء العلية على الإنسان.
عموماً هذه ميزات طبية لكنها تنعكس على صاحبها بكثير من التوترات, وكثير من القلق, والذي أثبت لي الحالة الوسواسية التي تعيشين فيها هي شعورك بأنك قد ارتكبت ذنباً عظيماً لا يغفر, وتأنيب الضمير واضح, والتفاصيل الدقيقة جداً التي أوضحتها والتي سردتها لنا في علاقتك مع هذه الفتاة, والمراحل التي مررت بها, إذن فالتشخيص مؤكد جدًا وهو بصفة عامة قلق المخاوف المصحوب بالوساوس وليس أكثر من ذلك, وكما قلت لك بدأت النوبة بنوبة هلع أو هرع, والأسباب قد لا تكون هنالك أسباب حقيقة لكن بعض الناس يكون لديهم الاستعداد والميول لمثل هذا النوع من الأعراض.
العلاج يتمثل في أن تتفهمي أن حالتك ليست خطيرة, وهذه الحالات غالباً يتحسن الإنسان كثيراً بمرور الأيام والعمر، الجانب الآخر هو أن تحقير هذه الأفكار, وألا تضخم ولا تجسم, ويجب أن تقابل بمفاهيم مخالفة, ما الذي يجعلك تحسين بالذنب مثلاً, خاطبي نفسك أنت لم تقترفي ذنباً حقيقة, هذه معاملة إنسانية, والإنسان بيده كل شيءو وأنت تصرفت تصرفا سليما من جانبك, والأمر انتهى عند هذا الحد، فلا بد أن يكون هنالك نوع من التجاهل, والتحقير لهذا الفكر الذي يحمل طابع الخوف والوساوس، والأمر الآخر هو ضروري جداً أن تدربي على ما يسمى بتمارين الاسترخاء، وهي ذات فائدة كبيرة جداً, وللتدرب عليها يجب أن تتصفحي أحد مواقع الإنترنت التي توضح كيفية تطبيقها.
نصيحة أخرى هامة جداً هي أن تحسني إدارة الوقت؛ إذ أن إدارة الإنسان وقته بالصورة الجيدة والفعالة والاستفادة منه لأقصى درجة تشعر الإنسان بالرضا, ويجعله يتغلب على مخاوفه, وعلى وساوسه لأنه يكون قد وجه القلق التوجيه الصحيح، القلق كطاقة نفسية إنسانية مهمة للإنسان للنجاح والمثابرة, لكن كثيراً ما نخطئ بأن لا نستفيد من وقتنا بصورة جيدة, وهذا يجعل القلق ينعكس علينا سلبياً في أدائنا.
أرجو أن تستفيدي من وقتك بصورة صحيحة, واستفادتك من الوقت لا تعني أن تنقطعي للدراسة, لا بل خصصي وقتا للدراسة، ووقتا للراحة، ووقتا للترفيه عن النفس بما هو مشروع، ووقتا للعبادة، ووقتا للتواصل الاجتماعي, وحسن إدارة الوقت تقوم على هذه الأسس, وإن شاء الله هذا سوف يعود عليك بعائد كبير جداً وإيجابي جدا.
بقي أن أقول لك أنك في حاجة إلى علاج دوائي لأن الوساوس والمخاوف, وهذا النوع من القلق لا يستجب بالصورة كاملة للإرشادات السلوكية فقط, لأن المؤشرات العلمية كلها أثبتت أنه يوجد جانب بيولوجي, والجانب البيولوجي لا يعالج إلا عن طريق الأمور البيولوجية, ومنها: الدواء؛ لذا أنصحك بتناول دواء يعرف باسم فافرين Faverin والاسم العلمي هو فلوفكسمينFluvoxamine وهو دواء بسيط وجيد وسليم, ولا يتطلب وصفة طبية, الجرعة المطلوبة هي أن تبدئي بـ (50) مليجرام تناوليه ليلاً واستمري عليها لمدة شهر, وبعد ذلك ارفعي الجرعة إلى حبة كاملة من فئة (100) مليجرام واستمري عليها لمدة أربعة أشهر, ثم خفضي إلى (50) مليجرام لمدة ثلاثة أشهر, ثم توقفي عن تناول الدواء، والدواء سليم وفعال, وغير إدماني, ولا يؤثر على الهرمونات النسوية.
وننصحك بمراجعة هذه الاستشارات التي تتحدث عن علاج الخوف من الموت سلوكيا(
259342 -
265858 -
230225) وهذه التي تتحدث عن علاج الخوف من الأمراض سلوكيا(
263760 -
265121 -
263420 -
268738) فييها خير كثير.
بارك الله فيك, وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، أسأل الله لك الشفاء والعافية.