الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قلق وتوتر وتفكير زائد ووساوس.. هل هذه أعراض عين؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة، عمري ٢٥ سنة، أعاني من القلق والتوتر والتفكير الزائد كثيراً، وأعاني من الوسواس، ونومي مضطرب جدًا، لدرجة أن هذه الأعراض جعلتني أفقد الكثير من الوزن، ومهما فعلت لا أشعر بأن جسدي مرتاح، ودائمًا ما أشعر بالإرهاق العام، ومهما جاهدت بأن أركز في دراستي وبحثي العلمي، إلا أني أعاني صعوبة جدًا في التركيز، وأجد صعوبة بشكل عام في حياتي اليومية.

بفضل الله وبرحمته أنا محافظة على صلاتي، وعلى أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم، وأذكار بعد الصلاة، ومحافظة على قراءة سورة البقرة في فترة ما تقارب السنتين.

أخبرني الناس من حولي أني قد أكون مصابة بالعين، وأنا أشعر بالتعب عندما أقرأ القرآن الكريم، ولكني أستطيع تكملة ما أريد قراءته.

حاولت أن أرقي نفسي ٤ مرات إلى الآن، بعد المرة الأولى مرضت، وخلال المرات الباقية شعرت بالتنميل في قدمي، وعانيت من صداع شديد ودوخة.

أرجو منكم الاستشارة، هل هذه حقًا أعراض الإصابة بالعين؟ وماذا علي أن أفعل؟ وهل أكمل رقية نفسي؟

وجزاكم الله كل خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دينا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.

وبخصوص ما سألت عنه؛ فإننا نحب ابتداًء أن نحمد الله على تدينك، ونبشرك بأن هذا عرض زائل فاطمئني، ولا تقلقي، ونحب قبل أن نجيبك أن نؤكد على ما يلي:

1- اعلمى أيتها الفاضلة أنه لا يقع في ملك الله إلا ما يريد الله عز وجل، وكل شيء بتقدير، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، قال تعالى:(إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ)، والمؤمن يعتقد ذلك ويؤمن به في إطار قول الله تعالى: (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ).

2- نحن نؤمن بأن العين حق، ولها تأثير يقع بإذن الله تعالى، وقد دل على ذلك القرآن والسنة، فمن القرآن ما قاله الله على لسان يعقوب -عليه السلام:-(وَقَالَ يَا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ)، والحكمة في ذلك كما قال أهل العلم: خوفا عليهم من العين. وكذلك قول الله: (وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ).
وأما السنة، فما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (العين حق، ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا)، رواه مسلم.

3- علاج العين والحسد -أختنا- وارد في السنة، وله صفته الشرعية، ومن تمسك بالهدي النبوي، وصبر على ذلك -عافاه الله تعالى.

4- الوسواس الذي أثقل كاهلك أمره هين إذا فهمت طبيعته، وتعاملت معه بأسلوب صحيح، ونقول لك: الوسواس مرحلة طبيعية قلما ينجو منه أحد، لكن فارق التعامل هو الذي يقلل خطره أو يزيد.

أما طبيعية الوساوس؛ فهو لا يعيش إلا في بيئة الفراغ والتفكير السلبي، فإذا أردت التخلص منه، فاعمدي إلى أمرين:
- حولي كل فكر سلبي إلى إيجابي، مع الابتعاد عن الفراغ بكل أشكاله، والحذر من الجلوس وحدك بدون أي شيءٍ لفترات طويلة.
- احتقري الوساوس واستخفي بها، واحذري التماهي معها، أو التعامل مع الوسوسة بالتحليل والرد، فهذا يرسخ وجودها، ولكن اهمليها واستخفي بها، وانشغلي بأشياء مفيدة.

5- ننصحك بالطبع بالمواظبة على الرقية الشرعية، وتحصين نفسك بالأذكار والأوراد الواردة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وخاصة أذكار الصباح والمساء، وقراءة سورة البقرة،كل ليلة، أو على الأقل الاستماع لها.

افعلي هذا، واصبري على بعض الآلام الحاصلة، وستجدين العقبى في سلامتك -أختنا الكريمة-.

نسأل الله أن يعافيك، وأن يحفظك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً