السؤال
ما هو السبب الذي يجعل كثيراً من الشباب يفضل البقاء في الغرب والعيش فيه مع كل الخيرات التي توجد في بلده، ولا يطمح في يوم من الأيام بأن تكون بلده أحسن بكثير من البلد الذي هو فيه الآن؟
وشكراً.
ما هو السبب الذي يجعل كثيراً من الشباب يفضل البقاء في الغرب والعيش فيه مع كل الخيرات التي توجد في بلده، ولا يطمح في يوم من الأيام بأن تكون بلده أحسن بكثير من البلد الذي هو فيه الآن؟
وشكراً.
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ أسعيدي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فإن الإنسان إذا أنعم الله عليه بالرزق الواسع في بلده مع أهله وأرحامه وأحبابه فقد نال خيراً كثيراً، وقد امتن الله على بعض الكافرين الذين رزقهم أولاداً ورزقاً سهلاً ميسوراً لم يحتج الأبناء للسفر من أجل طلبه، فقال تعالى: ((وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا * وَبَنِينَ شُهُودًا))[المدثر:12-13] وسعيد من يجد أبناءه بين عينيه صباحاً ومساء، أما إذا ضاقت على الإنسان أسباب الرزق في موطنه فالصواب أن يسعى في الأرض ويتخذ الأسباب ((فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ))[الملك:15].
ولكن المسلم يحتكم في سائر أموره إلى شريعة الله، فلا يسافر إلى بلد لا يتمكن فيه من إظهار شعائر الدين، بل إن أهل البلاد أنفسهم إذا حيل بينهم وبين طاعة الله وعبادته فإنهم مأمورون بالهجرة، ولابد أن يكون لمن يسافر إلى ديار الكافرين أن يكون له دين يحفظه وورع يزجره، وأن تكون هناك ضرورة ملحة لم يجد لها حلاً وسبيلاً في بلاد المسلمين، والصواب أن لا يطيل المكث في ديار الكافرين، ولعلكم أعرف منا بالذين خسروا أولادهم حين أصروا على البقاء في تلك البيئات المليئة بالموبقات، وأرجو أن لا يقيم هناك إلا من يستطيع أن يخدم دين الله ويأمن على نفسه بتوفيق الله من الانحراف والذوبان، شريطة أن يبحث عن رفقة صالحة تذكره بالله إذا نسي وتعينه على طاعة الله إن ذكر.
أما تفضيل بعض الشباب للعيش هناك فقد تكون له أسباب منها:
1- الرغبة في الاستفادة من وسائل التطور والرفاهية.
2- الاهتمام بالمظاهر الدنيوية.
3- الرغبة في الحريات المنفلتة التي لا تتقيد بدين ولا بعرف ولا بخلق.
4- ضعف معنويات المغلوب التي تجعله يعجب بالغالب ويستحسن بلاده وفعاله.
5- كراهية بعض الشباب للقيود والضوابط الأخلاقية التي تحكم الشباب، وخاصة في جانب العلاقات الجنسية، ولا شك أن أهل الغرب عرفوا أكثر من غيرهم أضرار وأمراض الانفلات في مجال العلاقات الجنسية.
ولا شك أن بلادنا أحسن من غيرها في جانب المحافظة على الأخلاق والقيم الفاضلة التي بها يرتفع الإنسان ويسعد، ولعلكم تلاحظون أن الرفاهية المادية التي يعيش فيها الغرب يقابلها شقاء وبؤس في جانب الروح، وهذا قد لا يشعر به بعض الشباب للوهلة الأولى وهذا هو مكمن الخطر.
والله ولي التوفيق والسداد!