قوله: من وجدكم فيه وجهان، أحدهما: أنه بدل من قوله "من حيث" بتكرير العامل، وإليه ذهب كأنه قيل: أسكنوهن من سعتكم. والثاني: أنه عطف بيان لقوله أبو البقاء من حيث سكنتم ، وإليه ذهب ، فإنه قال بعد أن أعرب "من حيث" تبعيضية كما تقدم، فإن قلت: وقوله الزمخشري "من وجدكم" ؟ قلت: هو عطف بيان لقوله: من حيث سكنتم ومفسر له كأنه قيل: أسكنوهن مكانا من مساكنكم مما تطيقونه. [ ص: 357 ] والوجد الوسع والطاقة. وناقشه الشيخ : بأنه لم يعهد في عطف البيان إعادة العامل، إنما عهد هذا في البدل، ولذلك أعربه بدلا. والعامة "وجدكم" بضم الواو، أبو البقاء والحسن والأعرج وأبو حيوة بفتحها، والفياض بن غزوان وعمرو بن ميمون بكسرها، وهي لغات بمعنى. والوجد بفتح الواو: الحزن أيضا، والحب، والغضب. ويعقوب
قوله: وأتمروا افتعلوا من الأمر يقال: ايتمر القوم وتآمروا، أي: أمر بعضهم بعضا. وقال ائتمروا: تشاوروا وتلا قوله تعالى: الكسائي: إن الملأ يأتمرون بك وأنشد قول امرئ القيس:
4274 -. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ويعدو على المرء ما يأتمر
قوله: فسترضع قيل: هو خبر في معنى الأمر. والضمير في "له" للأب كقوله: فإن أرضعن لكم ، والمفعول محذوف للعلم به، أي: فسترضع الولد لوالده امرأة أخرى. والظاهر أنه خبر على بابه.