وهي مكية كما رواه
ابن الضريس وابن مردويه ،
والبيهقي في الدلائل عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، ورواه
ابن مردويه عن
ابن الزبير .
وأخرج
ابن النجار عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : هي مكية سوى ثلاث آيات
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=18أفمن كان مؤمنا إلى تمام الآيات الثلاث [ السجدة : 18 20 ] ، وكذا قال
الكلبي ومقاتل ، وقيل : إلا خمس آيات من قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=16تتجافى جنوبهم إلى قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=20الذي كنتم به تكذبون [ السجدة : 16 20 ] وقد ثبت عند
مسلم وأهل السنن من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021100كان nindex.php?page=treesubj&link=990يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة بـ الم تنزل السجدة ، و nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=1هل أتى على الإنسان [ الدهر : 1 ] .
وأخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ،
ومسلم وغيرهما من حديثه أيضا .
وأخرج
أبو عبيد في فضائله
وأحمد nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=14272والدارمي ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي والحاكم وصححه
وابن مردويه عن
جابر قال كان النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021101لا ينام حتى يقرأ nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=1آلم تنزيل السجدة و nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=1تبارك الذي بيده الملك [ الملك : 1 ] .
وأخرج
أبو نصر nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني ،
والبيهقي في سننه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس يرفعه إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021102من صلى أربع ركعات خلف العشاء الأخيرة قرأ في الركعتين الأوليين nindex.php?page=tafseer&surano=109&ayano=1قل ياأيها الكافرون [ الكافرون : 1 ] و nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=1قل هو الله أحد [ الإخلاص : 1 ] وفي الركعتين الأخريين nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=1تبارك الذي بيده الملك [ الملك : 1 ] و nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=1الم تنزيل [ السجدة : 1 ] كتبن له كأربع ركعات من ليلة القدر .
وأخرج
ابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -
من قرأ nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=1تبارك الذي بيده الملك [ الملك : 1 ] ، و nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=1الم تنزيل السجدة بين المغرب والعشاء الآخرة فكأنما قام ليلة القدر .
وأخرج
ابن مردويه عن
عائشة قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021104من قرأ في ليلة nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=1الم تنزيل السجدة و " يس " و nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=1اقتربت الساعة [ القمر : 1 ] و nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=1تبارك الذي بيده الملك كن له نورا وحرزا من الشيطان ، ورفع في الدرجات إلى يوم القيامة .
وأخرج
ابن الضريس عن
nindex.php?page=showalam&ids=15243المسيب بن رافع أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=1آلم تنزيل تجيء لها جناحان يوم القيامة تظل صاحبها وتقول : لا سبيل عليه لا سبيل عليه .
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=1الم nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=2nindex.php?page=treesubj&link=29003تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=3أم يقولون افتراه بل هو الحق من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=4الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=5يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=6ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=7الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=8ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=9ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=10وقالوا أئذا ضللنا في الأرض أئنا لفي خلق جديد بل هم بلقاء ربهم كافرون nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=11قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون
قوله : الم قد قدمنا الكلام على فاتحة هذه السورة وعلى محلها من الإعراب في سورة البقرة وفي مواضع كثيرة من فواتح السور .
وارتفاع تنزيل على أنه خبر لمبتدأ محذوف أو خبر بعد خبر على تقدير أن الم في محل رفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف ، أو خبر لقوله الم على تقدير أنه اسم للسورة ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=2لا ريب فيه في محل نصب على الحال ، ويجوز أن يكون ارتفاع " تنزيل " على أنه مبتدأ وخبره لا ريب فيه ، ومن رب العالمين في محل نصب على الحال ، ويجوز أن تكون هذه كلها أخبارا للمبتدأ المقدر قبل " تنزيل " ، أو لقوله الم على تقدير أنه مبتدأ لا على تقدير أنه حروف مسرودة على نمط التعديد .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=17140مكي : وأحسن الوجوه أن تكون
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=2لا ريب فيه في موضع الحال ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=2من رب العالمين الخبر ، والمعنى على هذه الوجوه : أن تنزيل الكتاب المتلو لا ريب فيه ولا شك وأنه منزل من رب العالمين ، وأنه ليس بكذب ولا سحر ولا كهانة ولا أساطير الأولين .
و " أم " في
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=3أم يقولون افتراه هي المنقطعة التي بمعنى بل والهمزة أي : بل أيقولون هو مفترى ،
[ ص: 1148 ] فأضرب عن الكلام الأول إلى ما هو معتقد الكفار مع الاستفهام المتضمن للتقريع والتوبيخ ، ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=3افتراه افتعله واختلقه .
ثم أضرب عن معتقدهم إلى بيان ما هو الحق في شأن الكتاب فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=3بل هو الحق من ربك فكذبهم - سبحانه - في دعوى الافتراء ، ثم بين العلة التي كان التنزيل لأجلها فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=3لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك وهم
nindex.php?page=treesubj&link=32201العرب وكانوا أمة أمية لم يأتهم رسول ، وقيل :
قريش خاصة ، والمفعول الثاني لتنذر محذوف أي : لتنذر قوما العقاب ، وجملة ما أتاهم من نذير في محل نصب على الحال ومن قبلك صفة لنذير .
وجوز
أبو حيان أن تكون ما موصولة ، والتقدير : لتنذر قوما العقاب الذي أتاهم من نذير من قبلك ، وهو ضعيف جدا ، فإن المراد تعليل الإنزال بالإنذار لقوم لم يأتهم نذير قبله ، لا تعليله بالإنذار لقوم قد أنذروا بما أنذرهم به ، وقيل : المراد بالقوم
nindex.php?page=treesubj&link=30584أهل الفترة ما بين
عيسى ومحمد - صلى الله عليه وآله وسلم -
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=3لعلهم يهتدون رجاء أن يهتدوا أو كي يهتدوا .
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=4الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش قد تقدم تفسير هذه الآية في سورة الأعراف ، والمراد من ذكرها هنا تعريفهم كمال قدرته وعظيم صنعه ليسمعوا القرآن ويتأملوه ، معنى خلق : أوجد ، وأبدع .
قال
الحسن : الأيام هنا هي من أيام الدنيا ، وقيل : مقدار اليوم ألف سنة من سني الدنيا ، قاله
الضحاك .
فعلى هذا المراد بالأيام هنا هي من أيام الآخرة لا من أيام الدنيا ، وليست ثم للترتيب في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=4ثم استوى على العرش وقد تقدم تفسير هذا مستوفى
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=4ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع أي : ليس لكم من دون الله أو من دون عذابه من ولي يواليكم ويرد عنكم عذابه ولا شفيع يشفع لكم عنده
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=4أفلا تتذكرون تذكر تدبر وتفكر ، وتسمعون هذه المواعظ سماع من يفهم ويعقل حتى تنتفعوا بها .
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=5يدبر الأمر من السماء إلى الأرض لما بين - سبحانه - خلق السماوات والأرض ، وما بينهما بين تدبيره لأمرها أي : يحكم الأمر بقضائه وقدره من السماء إلى الأرض والمعنى : ينزل أمره من أعلى السماوات إلى أقصى تخوم الأرض السابعة كما قال - سبحانه - :
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=12الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن [ الطلاق : 12 ] ومسافة ما بين سماء الدنيا والأرض التي تحتها نزولا وطلوعا ألف سنة من أيام الدنيا .
وقيل : المراد بالأمور المأمور به من الأعمال أي : ينزله مدبرا من السماء إلى الأرض .
وقيل : يدبر أمر الدنيا بأسباب سماوية من الملائكة وغيرها نازلة أحكامها وآثارها إلى الأرض .
وقيل : ينزل الوحي مع جبريل .
وقيل : العرش موضع التدبير كما أن ما دون العرش موضع التفصيل كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=4ثم استوى على العرش . . . . . . . . . . . . . .
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=2يدبر الأمر يفصل الآيات [ الرعد : 2 ] وما دون السماوات موضع التصرف .
قال الله :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=50ولقد صرفناه بينهم ليذكروا [ الفرقان : 50 ] ثم لما ذكر - سبحانه - تدبير الأمر قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=5ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون أي : ثم يرجع ذلك الأمر ويعود ذلك التدبير إليه - سبحانه - في يوم مقداره ألف سنة من أيام الدنيا ، وذلك باعتبار مسافة النزول من السماء والطلوع من الأرض كما قدمنا .
وقيل : إن المراد أنه يعرج إليه في يوم القيامة الذي مقداره ألف سنة من أيام الدنيا ، وذلك حين ينقطع أمر الدنيا ويموت من فيها .
وقيل : هي أخبار أهل الأرض تصعد إليه مع من يرسله إليها من الملائكة ، والمعنى : أنه يثبت ذلك عنده ويكتب في صحف ملائكته ما عمله أهل الأرض في كل وقت من الأوقات إلى أن تبلغ مدة الدنيا آخرها .
وقيل : معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=5يعرج إليه : يثبت في علمه موجودا بالفعل في برهة من الزمان هي مقدار ألف سنة ، والمراد طول امتداد ما بين تدبير الحوادث وحدوثها من الزمان .
وقيل : يدبر أمر الحوادث اليومية بإثباتها في اللوح المحفوظ فتنزل بها الملائكة ، ثم تعرج إليه في زمان هو كألف سنة من أيام الدنيا .
وقيل : يقضي قضاء ألف سنة فتنزل به الملائكة ، ثم تعرج بعد الألف لألف آخر .
وقيل : المراد أن الأعمال التي هي طاعات يدبرها الله - سبحانه - وينزل بها ملائكته ثم لا يعرج إليها منها إلا الخالص بعد مدة متطاولة لقلة المخلصين من عباده .
وقيل : الضمير في يعرج يعود إليها منها إلا الخالص بعد مدة متطاولة لقلة المخلصين من عباده .
وقيل : الضمير في يعرج يعود إلى الملك وإن لم يجر له ذكر لأنه مفهوم من السياق ، وقد جاء صريحا في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=4تعرج الملائكة والروح إليه [ المعارج : 4 ] والضمير في إليه يرجع إلى السماء على لغة من يذكرها ، أو إلى مكان الملك الذي يرجع إليه وهو الذي أقره الله فيه .
وقيل : المعنى : يدبر أمر الشمس في طلوعها وغروبها ورجوعها إلى موضعها من الطلوع في يوم كان مقداره في المسافة ألف سنة ، وقيل : المعنى : أن الملك يعرج إلى الله في يوم كان مقداره لو ساره غير الملك ألف سنة ؛ لأن ما بين السماء والأرض مسافة خمسمائة عام ، فمسافة النزول من السماء إلى الأرض والرجوع من الأرض إلى السماء ألف عام ، وقد رجح هذا جماعة من المفسرين منهم
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير .
وقيل : مسافة النزول ألف سنة ومسافة الطلوع ألف سنة ، روي ذلك عن
الضحاك .
وهذا اليوم هو عبارة عن زمان يتقدر بألف سنة ، وليس المراد به مسمى اليوم الذي هو مدة النهار بين ليلتين ، والعرب قد تعبر عن المدة باليوم كما قال الشاعر :
يومان يوم مقامات وأندية ويوم سير إلى الأعداء تأديب
فإن الشاعر لم يرد يومين مخصوصين ، وإنما أراد أن زمانهم ينقسم شطرين ، فعبر عن كل واحد من الشطرين بيوم .
قرأ الجمهور " يعرج " على البناء للفاعل .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابن أبي عبلة على البناء للمفعول ، والأصل يعرج به ، ثم حذف حرف الجار فاستتر الضمير .
وقد استشكل جماعة الجمع بين هذه الآية وبين قوله - سبحانه - :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=4تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة [ المعارج : 4 ] .
فقيل : في الجواب إن
nindex.php?page=treesubj&link=30298يوم القيامة مقداره ألف سنة من أيام الدنيا ، ولكنه باعتبار صعوبته وشدة أهواله على الكفار كخمسين ألف سنة ، والعرب تصف كثيرا يوم المكروه بالطول كما
[ ص: 1149 ] تصف يوم السرور بالقصر كما قال الشاعر :
ويوم كظل الرمح قصر طوله دم الزق عنا واصطفاف المزاهر
وقول الآخر :
ويوم كإبهام القطة قطعته
وقيل : إن يوم القيامة فيه أيام ، فمنها ما مقداره ألف سنة ، ومنها ما مقداره خمسون ألف سنة .
وقيل : هي أوقات مختلفة يعذب الكافر بنوع من أنواع العذاب ألف سنة ، ثم ينقل إلى نوع آخر ، فيعذب به خمسين ألف سنة .
وقيل :
nindex.php?page=treesubj&link=30362مواقف القيامة خمسون موقفا كل موقف ألف سنة ، فيكون معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=5يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة أنه يعرج إليه في وقت من تلك الأوقات أو موقف من تلك المواقف .
وحكى
الثعلبي عن
مجاهد ،
وقتادة ،
والضحاك أنه أراد - سبحانه - في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=4تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة [ المعارج : 4 ] المسافة من الأرض إلى سدرة المنتهى التي هي مقام
جبريل ، والمراد أنه يسير
جبريل ومن معه من الملائكة في ذلك المقام إلى الأرض مسيرة خمسين ألف سنة في مقدار يوم واحد من أيام الدنيا ، وأراد بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=5في يوم كان مقداره ألف سنة المسافة التي بين الأرض وبين سماء الدنيا هبوطا وصعودا فإنها مقدار ألف سنة من أيام الدنيا .
وقيل : إن ذلك إشارة إلى امتداد نفاذ الأمر ، وذلك لأن من نفذ أمره غاية النفاذ في يوم أو يومين وانقطع لا يكون مثل من ينفذ أمره في سنين متطاولة ، فقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=5في يوم كان مقداره ألف سنة يعني يدبر الأمر في زمان يوم منه ألف سنة . فكم يكون الشهر منه ؟ وكم تكون السنة منه ؟ وعلى هذا فلا فرق بين ألف سنة وبين خمسين ألف سنة . وقيل : غير ذلك .
وقد وقف حبر الأمة
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس لما سئل عن الآيتين كما سيأتي في آخر البحث إن شاء الله .
قرأ الجمهور " مما تعدون " بالفوقية على الخطاب ، وقرأ
الحسن ،
والسلمي ،
وابن وثاب ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش بالتحتية على الغيبة .
والإشارة بقوله : ذلك إلى الله - سبحانه - باعتبار اتصافه بتلك الأوصاف ، وهو مبتدأ وخبره
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=6عالم الغيب والشهادة أي : العالم بما غاب عن الخلق وما حضرهم .
وفي هذا معنى التهديد ؛ لأنه - سبحانه - إذا علم بما يغيب وما يحضر ، فهو مجاز لكل عامل بعمله .
أو فهو يدبر الأمر بما تقتضيه حكمته العزيز القاهر الغالب الرحيم بعباده ، وهذه أخبار لذلك المبتدأ .
وكذلك قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=7الذي أحسن كل شيء خلقه هو خبر آخر .
قرأ الجمهور خلقه بفتح اللام .
وقرأ
ابن كثير وأبو عمرو ،
وابن عامر بإسكانها ، فعلى القراءة الأولى هو فعل ماض نعتا لشيء ، فهو في محل جر .
وقد اختار قراءة الجمهور
أبو عبيدة وأبو حاتم ، ويجوز أن تكون صفة للمضاف ، فيكون في محل نصب .
وأما على القراءة الثانية ، ففي نصبه أوجه : الأول أن يكون بدلا من كل شيء بدل اشتمال ، والضمير عائد إلى كل شيء ، وهذا هو الوجه المشهور عند النحاة .
الثاني أنه بدل كل من كل ، والضمير راجع إلى الله - سبحانه - ؛ ومعنى أحسن : حسن ، لأنه ما من شيء إلا وهو مخلوق على ما تقتضيه الحكمة ، فكل المخلوقات حسنة .
الثالث أن يكون كل شيء هو المفعول الأول ، وخلقه هو المفعول الثاني على تضمين أحسن معنى أعطى ، والمعنى : أعطى كل شيء خلقه الذي خصه به .
وقيل : على تضمينه معنى ألهم .
قال
الفراء : ألهم خلقه كل شيء مما يحتاجون إليه .
الرابع أنه منصوب على المصدر المؤكد لمضمون الجملة أي : خلقه خلقا كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=88صنع الله [ النمل : 88 ] وهذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه والضمير يعود إلى الله - سبحانه - .
والخامس أنه منصوب بنزع الخافض ، والمعنى أحسن كل شيء في خلقه ، ومعنى الآية : أنه أتقن وأحكم خلق مخلوقاته ، فبعض المخلوقات وإن لم تكن حسنة في نفسها ، فهي متقنة محكمة ، فتكون هذه الآية معناها معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=50أعطى كل شيء خلقه أي : لم يخلق الإنسان على خلق البهيمة ولا خلق البهيمة على خلق الإنسان ، وقيل : هو عموم في اللفظ خصوص في المعنى : أي : أحسن خلق كل شيء حسن
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=7وبدأ خلق الإنسان من طين يعني :
آدم خلقه من طين فصار على صورة بديعة وشكل حسن .
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=8جعل نسله أي : ذريته
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=8من سلالة سميت الذرية سلالة لأنها تسل من الأصل وتنفصل عنه ، وقد تقدم تفسيرها في سورة المؤمنين ، ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=8من ماء مهين من ماء ممتهن لا خطر له عند الناس وهو المني .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : من ماء ضعيف .
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=9ثم سواه أي : الإنسان الذي بدأ خلقه من طين ، وهو :
آدم ، أو جميع النوع ، والمراد أنه عدل خلقه وسوى شكله وناسب بين أعضائه
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=9ونفخ فيه من روحه الإضافة للتشريف والتكريم ، وهذه الإضافة تقوي أن الكلام في آدم لا في ذريته وإن أمكن توجيهه بالنسبة إلى الجميع .
ثم خاطب جميع النوع فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=9وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة أي : خلق لكم هذه الأشياء تكميلا لنعمته عليكم وتتميما لتسويته لخلقكم حتى تجتمع لكم النعم ، فتسمعون كل مسموع وتبصرون كل مبصر ، وتتعقلون كل متعقل ، وتفهمون كل ما يفهم ، وأفرد السمع لكونه مصدرا يشمل القليل والكثير ، وخص السمع بذكر المصدر دون البصر والفؤاد فذكرهما بالاسم ولهذا جمعا ، لأن السمع قوة واحدة ولها محل واحد وهو الأذن ولا اختيار لها فيه ، فإن الصوت يصل إليها ولا تقدر على رده ، ولا على تخصيص السمع ببعض المسموعات دون بعض ، بخلاف الأبصار فمحلها العين وله فيه اختيار ، فإنها تتحرك إلى جانب المرئي دون غيره ، وتطبق أجفانها إذا لم ترد الرؤية لشيء ؛ وكذلك الفؤاد له نوع اختيار في إدراكه ، فيتعقل هذا دون هذا ، ويفهم هذا دون هذا .
قرأ الجمهور " وبدأ " بالهمز ، والزهري بألف خالصة بدون همز ، وانتصاب
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=9قليلا ما تشكرون على أنه صفة مصدر محذوف أي : شكرا قليلا ، أو صفة زمان محذوف أي : زمانا قليلا .
وفي هذا بيان لكفرهم لنعم الله ،
[ ص: 1150 ] وتركهم لشكرها إلا فيما ندر من الأحوال .
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=10وقالوا أئذا ضللنا في الأرض قد تقدم اختلاف القراء في هذه الهمزة وفي الهمزة التي بعدها ، والضلال الغيبوبة ، يقال : ضل الميت في التراب إذا غاب وبطل ، والعرب تقول للشيء إذا غلب عليه غيره حتى خفي أثره قد ضل . ومنه قول
الأخطل :
كنت القذى في موج أكدر مزبد قذف الأتي بها فضل ضلالا
قال
قطرب : معنى ضللنا في الأرض : غبنا في الأرض .
قرأ الجمهور " ضللنا " بفتح ضاد معجمة ولام مفتوحة بمعنى ذهبنا وضعنا وصرنا ترابا وغبنا عن الأعين ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17344يحيى بن يعمر وابن محيصن وأبو رجاء " ضللنا " بكسر اللام ، وهي لغة العالية من
نجد . قال
الجوهري :
وأهل العالية يقولون ضللت بالكسر .
قال وأضله أي : أضاعه وأهلكه ، يقال : ضل الميت إذا دفن .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب ،
والحسن ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش nindex.php?page=showalam&ids=11786وأبان بن سعيد " صللنا " بصاد مهملة ولام مفتوحة أي : أنتنا .
قال
النحاس : ولا يعرف في اللغة صللنا ، ولكن يقال : صل اللحم إذا أنتن .
قال
الجوهري : صل اللحم يصل بالكسر صلولا إذا أنتن ، مطبوخا كان أو نيئا ، ومنه قول
الحطيئة : ذاك فتى يبذل ذا قدرة لا يفسد اللحم لديه الصلول
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=10أئنا لفي خلق جديد أي : نبعث ونصير أحياء ، والاستفهام للاستنكار .
وهذا قول
nindex.php?page=treesubj&link=28760منكري البعث من الكفار ، فأضرب الله - سبحانه - من بيان كفرهم بإنكار البعث إلى بيان ما هو أبلغ منه ، وهو كفرهم بلقاء الله ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=10بل هم بلقاء ربهم كافرون أي : جاحدون له مكابرة وعنادا ، فإن اعترافهم بأنه المبتدئ للخلق يستلزم اعترافهم بأنه قادر على الإعادة .
ثم أمر - سبحانه - رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - أن يبين لهم الحق ويرد عليهم ما زعموه من الباطل ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=11قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم يقال : توفاه الله واستوفى روحه إذا قبضه إليه ، وملك الموت هو
عزرائيل ، ومعنى وكل بكم : وكل بقبض أرواحكم عند حضور آجالكم
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=11ثم إلى ربكم ترجعون أي : تصيرون إليه أحياء بالبعث والنشور لا إلى غيره ، فيجازيكم بأعمالكم ، إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=5يدبر الأمر الآية قال : هذا في الدنيا تعرج الملائكة في يوم مقداره ألف سنة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14906الفريابي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
والحاكم وصححه عنه في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=5في يوم كان مقداره ألف سنة .
قال : من الأيام الستة التي خلق الله فيها السماوات والأرض .
وأخرج ،
عبد الرزاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=16000وسعيد بن منصور ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
nindex.php?page=showalam&ids=12590وابن الأنباري في المصاحف
والحاكم وصححه عن
nindex.php?page=showalam&ids=12531عبد الله بن أبي مليكة قال : دخلت على
nindex.php?page=showalam&ids=11عبد الله بن عباس أنا
وعبد الله بن فيروز مولى
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان ، فقال له
ابن فيروز :
يا أبا عباس ، قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=5يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة فكأن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس اتهمه فقال : ما يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ؟ قال : إنما سألتك لتخبرني ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : هما يومان ذكرهما الله في كتابه ، الله أعلم بهما ، وأكره أن أقول في كتاب الله ما لا أعلم ، فضرب الدهر من ضرباته حتى جلست إلى
nindex.php?page=showalam&ids=15990ابن المسيب ، فسأله عنهما إنسان فلم يخبره ولم يدر .
فقلت : ألا أخبرك بما حضرت من
ابن عباس ؟ قال : بلى ، فأخبرته فقال للسائل : هذا
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قد أبى أن يقول فيها ، وهو أعلم مني .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=5كان مقداره ألف سنة قال : لا ينتصف النهار في مقدار يوم من أيام الدنيا في ذلك اليوم حتى يقضي بين العباد ، فينزل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ، ولو كان إلى غيره لم يفرغ في خمسين ألف سنة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عنه أيضا في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=5ثم يعرج إليه في يوم من أيامكم هذه ، ومسيرة ما بين السماء والأرض خمسمائة عام .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=14155والحكيم الترمذي في نوادر الأصول ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنه كان يقرأ
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=7الذي أحسن كل شيء خلقه قال : ما رأيت القردة ليست بحسنة ، ولكنه أحكم خلقها .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عنه أيضا في الآية أنه قال : أما إن است القردة ليست بحسنة ولكنه أحكم خلقها ، وقال : خلقه : صورته .
وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=7أحسن كل شيء القبيح ، والحسن والعقارب والحيات وكل شيء مما خلق ، وغيره لا يحسن شيئا من ذلك .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني عن
أبي أمامة قال "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021106بينما نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إذ لقينا عمرو بن زرارة الأنصاري في حلة قد أسبل ، فأخذ النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بناحية ثوبه ، فقال : يا رسول الله إني أحمش الساقين ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : يا عمرو بن زرارة إن الله - عز وجل - قد أحسن كل شيء خلقه ، يا عمرو بن زرارة إن الله لا يحب المسبلين " .
وأخرج
أحمد nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني عن
الشريد بن سويد قال "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021107أبصر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - رجلا قد أسبل إزاره ، فقال : ارفع إزارك ، فقال : يا رسول الله إني أحنف تصطك ركبتاي ، فقال : ارفع إزارك كل خلق الله حسن .
وَهِيَ مَكِّيَّةٌ كَمَا رَوَاهُ
ابْنُ الضُّرَيْسِ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلَائِلِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَرَوَاهُ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
ابْنِ الزُّبَيْرِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ النَّجَّارِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : هِيَ مَكِّيَّةٌ سِوَى ثَلَاثِ آيَاتٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=18أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا إِلَى تَمَامِ الْآيَاتِ الثَّلَاثِ [ السَّجْدَةِ : 18 20 ] ، وَكَذَا قَالَ
الْكَلْبِيُّ وَمُقَاتِلٌ ، وَقِيلَ : إِلَّا خَمْسَ آيَاتٍ مِنْ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=16تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ إِلَى قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=20الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ [ السَّجْدَةِ : 16 20 ] وَقَدْ ثَبَتَ عِنْدَ
مُسْلِمٍ وَأَهْلِ السُّنَنِ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021100كَانَ nindex.php?page=treesubj&link=990يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِـ الم تَنْزِلُ السَّجْدَةُ ، وَ nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=1هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ [ الدَّهْرِ : 1 ] .
وَأَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ ،
وَمُسْلِمٌ وَغَيْرُهُمَا مِنْ حَدِيثِهِ أَيْضًا .
وَأَخْرَجَ
أَبُو عُبَيْدٍ فِي فَضَائِلِهِ
وَأَحْمَدُ nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=14272وَالدَّارِمِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ ، nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيُّ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ
جَابِرٍ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021101لَا يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=1آلَمَ تَنْزِيلُ السَّجْدَةِ وَ nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=1تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ [ الْمُلْكِ : 1 ] .
وَأَخْرَجَ
أَبُو نَصْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ يَرْفَعُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قَالَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021102مَنْ صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ خَلْفَ الْعِشَاءِ الْأَخِيرَةِ قَرَأَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ nindex.php?page=tafseer&surano=109&ayano=1قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ [ الْكَافِرُونَ : 1 ] وَ nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=1قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [ الْإِخْلَاصِ : 1 ] وَفِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُخْرَيَيْنِ nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=1تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ [ الْمُلْكُ : 1 ] وَ nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=1الم تَنْزِيلُ [ السَّجْدَةِ : 1 ] كُتِبْنَ لَهُ كَأَرْبَعِ رَكَعَاتٍ مِنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -
مَنْ قَرَأَ nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=1تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ [ الْمُلْكِ : 1 ] ، وَ nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=1الم تَنْزِيلُ السَّجْدَةِ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ الْآخِرَةِ فَكَأَنَّمَا قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ
عَائِشَةَ قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021104مَنْ قَرَأَ فِي لَيْلَةٍ nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=1الم تَنْزِيلُ السَّجْدَةِ وَ " يس " وَ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=1اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ [ الْقَمَرِ : 1 ] وَ nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=1تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ كُنْ لَهُ نُورًا وَحِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ ، وَرَفْعٌ فِي الدَّرَجَاتِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الضُّرَيْسِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=15243الْمُسَيِّبِ بْنِ رَافِعٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=1آلَمَ تَنْزِيلُ تَجِيءُ لَهَا جَنَاحَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُظِلُّ صَاحِبَهَا وَتَقُولُ : لَا سَبِيلَ عَلَيْهِ لَا سَبِيلَ عَلَيْهِ .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=1الم nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=2nindex.php?page=treesubj&link=29003تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=3أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=4اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=5يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=6ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=7الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=8ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=9ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=10وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=11قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ
قَوْلُهُ : الم قَدْ قَدَّمَنَا الْكَلَامَ عَلَى فَاتِحَةِ هَذِهِ السُّورَةِ وَعَلَى مَحَلِّهَا مِنَ الْإِعْرَابِ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ وَفِي مَوَاضِعَ كَثِيرَةٍ مِنْ فَوَاتِحِ السُّوَرِ .
وَارْتِفَاعُ تَنْزِيلُ عَلَى أَنَّهُ خَبَّرٌ لِمُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ أَوْ خَبَرٌ بَعْدَ خَبَرٍ عَلَى تَقْدِيرِ أَنَّ الم فِي مَحَلِّ رَفْعٍ عَلَى أَنَّهُ خَبَرٌ لِمُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ ، أَوْ خَبَرٌ لِقَوْلِهِ الم عَلَى تَقْدِيرِ أَنَّهُ اسْمٌ لِلسُّورَةِ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=2لَا رَيْبَ فِيهِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ارْتِفَاعُ " تَنْزِيلُ " عَلَى أَنَّهُ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرُهُ لَا رَيْبَ فِيهِ ، وَمِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ كُلُّهَا أَخْبَارًا لِلْمُبْتَدَأِ الْمُقَدَّرِ قَبْلَ " تَنْزِيلُ " ، أَوْ لِقَوْلِهِ الم عَلَى تَقْدِيرِ أَنَّهُ مُبْتَدَأٌ لَا عَلَى تَقْدِيرِ أَنَّهُ حُرُوفٌ مَسْرُودَةٌ عَلَى نَمَطِ التَّعْدِيدِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17140مَكِّيٌّ : وَأَحْسَنُ الْوُجُوهِ أَنْ تَكُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=2لَا رَيْبَ فِيهِ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=2مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ الْخَبَرُ ، وَالْمَعْنَى عَلَى هَذِهِ الْوُجُوهِ : أَنَّ تَنْزِيلَ الْكِتَابِ الْمَتْلُوِّ لَا رَيْبَ فِيهِ وَلَا شَكَّ وَأَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَأَنَّهُ لَيْسَ بِكَذِبٍ وَلَا سِحْرٍ وَلَا كِهَانَةٍ وَلَا أَسَاطِيرِ الْأَوَّلِينَ .
وَ " أَمْ " فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=3أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ هِيَ الْمُنْقَطِعَةُ الَّتِي بِمَعْنَى بَلْ وَالْهَمْزَةُ أَيْ : بَلْ أَيَقُولُونَ هُوَ مُفْتَرًى ،
[ ص: 1148 ] فَأَضْرَبَ عَنِ الْكَلَامِ الْأَوَّلِ إِلَى مَا هُوَ مُعْتَقَدُ الْكُفَّارِ مَعَ الِاسْتِفْهَامِ الْمُتَضَمِّنِ لِلتَّقْرِيعِ وَالتَّوْبِيخِ ، وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=3افْتَرَاهُ افْتَعَلَهُ وَاخْتَلَقَهُ .
ثُمَّ أَضْرَبَ عَنْ مُعْتَقَدِهِمْ إِلَى بَيَانِ مَا هُوَ الْحَقُّ فِي شَأْنِ الْكِتَابِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=3بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَكَذَّبَهُمْ - سُبْحَانَهُ - فِي دَعْوَى الِافْتِرَاءِ ، ثُمَّ بَيَّنَ الْعِلَّةَ الَّتِي كَانَ التَّنْزِيلُ لِأَجْلِهَا فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=3لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ وَهُمُ
nindex.php?page=treesubj&link=32201الْعَرَبُ وَكَانُوا أُمَّةً أُمَيَّةً لَمْ يَأْتِهِمْ رَسُولٌ ، وَقِيلَ :
قُرَيْشٌ خَاصَّةً ، وَالْمَفْعُولُ الثَّانِي لِتُنْذِرَ مَحْذُوفٌ أَيْ : لِتُنْذِرَ قَوْمًا الْعِقَابَ ، وَجُمْلَةُ مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ وَمِنْ قَبْلِكَ صِفَةٌ لِنَذِيرِ .
وَجَوَّزَ
أَبُو حَيَّانَ أَنْ تَكُونَ مَا مَوْصُولَةً ، وَالتَّقْدِيرُ : لِتُنْذِرَ قَوْمًا الْعِقَابَ الَّذِي أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ جِدًّا ، فَإِنَّ الْمُرَادَ تَعْلِيلُ الْإِنْزَالِ بِالْإِنْذَارِ لِقَوْمٍ لَمْ يَأْتِهِمْ نَذِيرٌ قَبْلَهُ ، لَا تَعْلِيلُهُ بِالْإِنْذَارِ لِقَوْمٍ قَدْ أُنْذِرُوا بِمَا أَنْذَرَهُمْ بِهِ ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِالْقَوْمِ
nindex.php?page=treesubj&link=30584أَهْلُ الْفَتْرَةِ مَا بَيْنَ
عِيسَى وَمُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=3لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ رَجَاءَ أَنْ يَهْتَدُوا أَوْ كَيْ يَهْتَدُوا .
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=4اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وما بينهما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ قَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ هَذِهِ الْآيَةِ فِي سُورَةِ الْأَعْرَافِ ، وَالْمُرَادُ مِنْ ذِكْرِهَا هُنَا تَعْرِيفُهُمْ كَمَالَ قُدْرَتِهِ وَعَظِيمَ صُنْعِهِ لِيَسْمَعُوا الْقُرْآنَ وَيَتَأَمَّلُوهُ ، مَعْنَى خَلَقَ : أَوْجَدَ ، وَأَبْدَعَ .
قَالَ
الْحَسَنُ : الْأَيَّامُ هُنَا هِيَ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا ، وَقِيلَ : مِقْدَارُ الْيَوْمِ أَلْفُ سَنَةٍ مِنْ سِنِي الدُّنْيَا ، قَالَهُ
الضَّحَّاكُ .
فَعَلَى هَذَا الْمُرَادُ بِالْأَيَّامِ هُنَا هِيَ مِنْ أَيَّامِ الْآخِرَةِ لَا مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا ، وَلَيْسَتْ ثُمَّ لِلتَّرْتِيبِ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=4ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ هَذَا مُسْتَوْفًى
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=4مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَيْ : لَيْسَ لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْ مِنْ دُونِ عَذَابِهِ مِنْ وَلِيٍّ يُوَالِيكُمْ وَيَرُدُّ عَنْكُمْ عَذَابَهُ وَلَا شَفِيعٍ يَشْفَعُ لَكُمْ عِنْدَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=4أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ تَذَكُّرَ تَدَبُّرٍ وَتَفَكُّرٍ ، وَتَسْمَعُونَ هَذِهِ الْمَوَاعِظَ سَمَاعَ مَنْ يَفْهَمُ وَيَعْقِلُ حَتَّى تَنْتَفِعُوا بِهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=5يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ لَمَّا بَيَّنَ - سُبْحَانَهُ - خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، وَمَا بَيْنَهُمَا بَيَّنَ تَدْبِيرَهُ لِأَمْرِهَا أَيْ : يُحْكِمُ الْأَمْرَ بِقَضَائِهِ وَقَدْرِهِ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ وَالْمَعْنَى : يُنْزِلُ أَمْرَهُ مِنْ أَعْلَى السَّمَاوَاتِ إِلَى أَقْصَى تُخُومِ الْأَرْضِ السَّابِعَةِ كَمَا قَالَ - سُبْحَانَهُ - :
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=12اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ [ الطَّلَاقِ : 12 ] وَمَسَافَةُ مَا بَيْنَ سَمَاءِ الدُّنْيَا وَالْأَرْضِ الَّتِي تَحْتَهَا نُزُولًا وَطُلُوعًا أَلْفُ سَنَةٍ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا .
وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِالْأُمُورِ الْمَأْمُورُ بِهِ مِنَ الْأَعْمَالِ أَيْ : يُنَزِّلُهُ مُدَبَّرًا مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ .
وَقِيلَ : يُدَبِّرُ أَمْرَ الدُّنْيَا بِأَسْبَابٍ سَمَاوِيَّةٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَغَيْرِهَا نَازِلَةٍ أَحْكَامُهَا وَآثَارُهَا إِلَى الْأَرْضِ .
وَقِيلَ : يَنْزِلُ الْوَحْيُ مَعَ جِبْرِيلَ .
وَقِيلَ : الْعَرْشُ مَوْضِعُ التَّدْبِيرِ كَمَا أَنَّ مَا دُونَ الْعَرْشِ مَوْضِعُ التَّفْصِيلِ كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=4ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ . . . . . . . . . . . . . .
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=2يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ [ الرَّعْدِ : 2 ] وَمَا دُونَ السَّمَاوَاتِ مَوْضِعُ التَّصَرُّفِ .
قَالَ اللَّهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=50وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا [ الْفُرْقَانِ : 50 ] ثُمَّ لَمَّا ذَكَرَ - سُبْحَانَهُ - تَدْبِيرَ الْأَمْرِ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=5ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ أَيْ : ثُمَّ يَرْجِعُ ذَلِكَ الْأَمْرُ وَيَعُودُ ذَلِكَ التَّدْبِيرُ إِلَيْهِ - سُبْحَانَهُ - فِي يَوْمٍ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا ، وَذَلِكَ بِاعْتِبَارِ مَسَافَةِ النُّزُولِ مِنَ السَّمَاءِ وَالطُّلُوعِ مِنَ الْأَرْضِ كَمَا قَدَّمْنَا .
وَقِيلَ : إِنَّ الْمُرَادَ أَنَّهُ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمِ الْقِيَامَةِ الَّذِي مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا ، وَذَلِكَ حِينَ يَنْقَطِعُ أَمْرُ الدُّنْيَا وَيَمُوتُ مَنْ فِيهَا .
وَقِيلَ : هِيَ أَخْبَارُ أَهْلِ الْأَرْضِ تَصْعَدُ إِلَيْهِ مَعَ مَنْ يُرْسِلُهُ إِلَيْهَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ يُثْبِتُ ذَلِكَ عِنْدَهُ وَيَكْتُبُ فِي صُحُفِ مَلَائِكَتِهِ مَا عَمِلَهُ أَهْلُ الْأَرْضِ فِي كُلِّ وَقْتٍ مِنَ الْأَوْقَاتِ إِلَى أَنْ تَبْلُغَ مُدَّةُ الدُّنْيَا آخِرَهَا .
وَقِيلَ : مَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=5يَعْرُجُ إِلَيْهِ : يَثْبُتُ فِي عِلْمِهِ مَوْجُودًا بِالْفِعْلِ فِي بُرْهَةٍ مِنَ الزَّمَانِ هِيَ مِقْدَارُ أَلْفِ سَنَةٍ ، وَالْمُرَادُ طُولُ امْتِدَادِ مَا بَيْنَ تَدْبِيرِ الْحَوَادِثِ وَحُدُوثِهَا مِنَ الزَّمَانِ .
وَقِيلَ : يُدَبِّرُ أَمْرَ الْحَوَادِثِ الْيَوْمِيَّةِ بِإِثْبَاتِهَا فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ فَتَنْزِلُ بِهَا الْمَلَائِكَةُ ، ثُمَّ تَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي زَمَانٍ هُوَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا .
وَقِيلَ : يَقْضِي قَضَاءَ أَلْفِ سَنَةٍ فَتَنْزِلُ بِهِ الْمَلَائِكَةُ ، ثُمَّ تَعْرُجُ بَعْدَ الْأَلْفِ لِأَلْفٍ آخَرَ .
وَقِيلَ : الْمُرَادُ أَنَّ الْأَعْمَالَ الَّتِي هِيَ طَاعَاتٌ يُدَبِّرُهَا اللَّهُ - سُبْحَانَهُ - وَيَنْزِلُ بِهَا مَلَائِكَتُهُ ثُمَّ لَا يَعْرُجُ إِلَيْهَا مِنْهَا إِلَّا الْخَالِصُ بَعْدَ مُدَّةٍ مُتَطَاوِلَةٍ لِقِلَّةِ الْمُخَلِّصِينَ مِنْ عِبَادِهِ .
وَقِيلَ : الضَّمِيرُ فِي يَعْرُجُ يَعُودُ إِلَيْهَا مِنْهَا إِلَّا الْخَالِصُ بَعْدَ مُدَّةٍ مُتَطَاوِلَةٍ لِقِلَّةِ الْمُخَلِّصِينَ مِنْ عِبَادِهِ .
وَقِيلَ : الضَّمِيرُ فِي يَعْرُجُ يَعُودُ إِلَى الْمَلِكِ وَإِنْ لَمْ يَجْرِ لَهُ ذِكْرٌ لِأَنَّهُ مَفْهُومٌ مِنَ السِّيَاقِ ، وَقَدْ جَاءَ صَرِيحًا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=4تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ [ الْمَعَارِجِ : 4 ] وَالضَّمِيرُ فِي إِلَيْهِ يَرْجِعُ إِلَى السَّمَاءِ عَلَى لُغَةِ مَنْ يَذْكُرُهَا ، أَوْ إِلَى مَكَانِ الْمَلِكِ الَّذِي يَرْجِعُ إِلَيْهِ وَهُوَ الَّذِي أَقَرَّهُ اللَّهُ فِيهِ .
وَقِيلَ : الْمَعْنَى : يُدَبِّرُ أَمْرَ الشَّمْسِ فِي طُلُوعِهَا وَغُرُوبِهَا وَرُجُوعِهَا إِلَى مَوْضِعِهَا مِنَ الطُّلُوعِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ فِي الْمَسَافَةِ أَلْفَ سَنَةٍ ، وَقِيلَ : الْمَعْنَى : أَنَّ الْمَلِكَ يَعْرُجُ إِلَى اللَّهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ لَوْ سَارَهُ غَيْرُ الْمَلِكِ أَلْفَ سَنَةٍ ؛ لَأَنَّ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ مَسَافَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ ، فَمَسَافَةُ النُّزُولِ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ وَالرُّجُوعِ مِنَ الْأَرْضِ إِلَى السَّمَاءِ أَلْفُ عَامٍ ، وَقَدْ رَجَّحَ هَذَا جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ مِنْهُمُ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ .
وَقِيلَ : مَسَافَةُ النُّزُولِ أَلْفُ سَنَةٍ وَمَسَافَةُ الطُّلُوعِ أَلْفُ سَنَةٍ ، رُوِيَ ذَلِكَ عَنِ
الضَّحَّاكِ .
وَهَذَا الْيَوْمُ هُوَ عِبَارَةٌ عَنْ زَمَانٍ يَتَقَدَّرُ بِأَلْفِ سَنَةٍ ، وَلَيْسَ الْمُرَادُ بِهِ مُسَمَّى الْيَوْمِ الَّذِي هُوَ مُدَّةُ النَّهَارِ بَيْنَ لَيْلَتَيْنِ ، وَالْعَرَبُ قَدْ تُعَبِّرُ عَنِ الْمُدَّةِ بِالْيَوْمِ كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ :
يَوْمَانِ يَوْمُ مَقَامَاتٍ وَأَنْدِيَةٍ وَيَوْمُ سَيْرٍ إِلَى الْأَعْدَاءِ تَأْدِيبُ
فَإِنَّ الشَّاعِرَ لَمْ يُرِدْ يَوْمَيْنِ مَخْصُوصَيْنِ ، وَإِنَّمَا أَرَادَ أَنَّ زَمَانَهُمْ يَنْقَسِمُ شَطْرَيْنِ ، فَعَبَّرَ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَ الشَّطْرَيْنِ بِيَوْمٍ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ " يَعْرُجُ " عَلَى الْبِنَاءِ لِلْفَاعِلِ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابْنُ أَبِي عَبْلَةَ عَلَى الْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ ، وَالْأَصْلُ يُعْرَجُ بِهِ ، ثُمَّ حُذِفَ حَرْفُ الْجَارِّ فَاسْتَتَرَ الضَّمِيرُ .
وَقَدِ اسْتَشْكَلَ جَمَاعَةٌ الْجَمْعَ بَيْنَ هَذِهِ الْآيَةِ وَبَيْنَ قَوْلِهِ - سُبْحَانَهُ - :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=4تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ [ الْمَعَارِجِ : 4 ] .
فَقِيلَ : فِي الْجَوَابِ إِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=30298يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِقْدَارُهُ أَلْفُ سَنَةٍ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا ، وَلَكِنَّهُ بِاعْتِبَارِ صُعُوبَتِهِ وَشِدَّةِ أَهْوَالِهِ عَلَى الْكُفَّارِ كَخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ، وَالْعَرَبُ تَصِفُ كَثِيرًا يَوْمَ الْمَكْرُوهِ بِالطُّولِ كَمَا
[ ص: 1149 ] تَصِفُ يَوْمَ السُّرُورِ بِالْقِصَرِ كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ :
وَيَوْمٌ كَظِلِّ الرُّمْحِ قَصَّرَ طُولَهُ دَمُ الزِّقِّ عَنَّا وَاصْطِفَافُ الْمَزَاهِرِ
وَقَوْلُ الْآخَرِ :
وَيَوْمٌ كَإِبْهَامِ الْقِطَّةِ قَطَّعْتُهُ
وَقِيلَ : إِنْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيهِ أَيَّامٌ ، فَمِنْهَا مَا مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ ، وَمِنْهَا مَا مِقْدَارُهُ خَمْسُونَ أَلْفَ سَنَةٍ .
وَقِيلَ : هِيَ أَوْقَاتٌ مُخْتَلِفَةٌ يُعَذَّبُ الْكَافِرُ بِنَوْعٍ مِنْ أَنْوَاعِ الْعَذَابِ أَلْفَ سَنَةٍ ، ثُمَّ يُنْقَلُ إِلَى نَوْعٍ آخَرَ ، فَيُعَذَّبُ بِهِ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ .
وَقِيلَ :
nindex.php?page=treesubj&link=30362مَوَاقِفُ الْقِيَامَةِ خَمْسُونَ مَوْقِفًا كُلُّ مَوْقِفٍ أَلْفُ سَنَةٍ ، فَيَكُونُ مَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=5يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ أَنَّهُ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي وَقْتٍ مِنْ تِلْكَ الْأَوْقَاتِ أَوْ مَوْقِفٍ مِنْ تِلْكَ الْمَوَاقِفِ .
وَحَكَى
الثَّعْلَبِيُّ عَنْ
مُجَاهِدٍ ،
وَقَتَادَةَ ،
وَالضَّحَّاكِ أَنَّهُ أَرَادَ - سُبْحَانَهُ - فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=4تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ [ الْمَعَارِجِ : 4 ] الْمَسَافَةَ مِنَ الْأَرْضِ إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى الَّتِي هِيَ مَقَامُ
جِبْرِيلَ ، وَالْمُرَادُ أَنَّهُ يَسِيرُ
جِبْرِيلُ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ فِي ذَلِكَ الْمَقَامِ إِلَى الْأَرْضِ مَسِيرَةَ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ فِي مِقْدَارِ يَوْمٍ وَاحِدٍ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا ، وَأَرَادَ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=5فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ الْمَسَافَةَ الَّتِي بَيْنَ الْأَرْضِ وَبَيْنَ سَمَاءِ الدُّنْيَا هُبُوطًا وَصُعُودًا فَإِنَّهَا مِقْدَارُ أَلْفِ سَنَةٍ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا .
وَقِيلَ : إِنَّ ذَلِكَ إِشَارَةٌ إِلَى امْتِدَادِ نَفَاذِ الْأَمْرِ ، وَذَلِكَ لِأَنَّ مَنْ نَفَذَ أَمْرُهُ غَايَةَ النَّفَاذِ فِي يَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ وَانْقَطَعَ لَا يَكُونُ مِثْلَ مَنْ يَنْفُذُ أَمْرُهُ فِي سِنِينَ مُتَطَاوِلَةٍ ، فَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=5فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ يَعْنِي يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فِي زَمَانٍ يَوْمٌ مِنْهُ أَلْفُ سَنَةٍ . فَكَمْ يَكُونُ الشَّهْرُ مِنْهُ ؟ وَكَمْ تَكُونُ السَّنَةُ مِنْهُ ؟ وَعَلَى هَذَا فَلَا فَرْقَ بَيْنَ أَلْفِ سَنَةٍ وَبَيْنَ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ . وَقِيلَ : غَيْرُ ذَلِكَ .
وَقَدْ وَقَفَ حَبْرُ الْأُمَّةِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ لَمَّا سُئِلَ عَنِ الْآيَتَيْنِ كَمَا سَيَأْتِي فِي آخِرِ الْبَحْثِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ " مِمَّا تَعُدُّونَ " بِالْفَوْقِيَّةِ عَلَى الْخِطَابِ ، وَقَرَأَ
الْحَسَنُ ،
وَالسُّلَمِيُّ ،
وَابْنُ وَثَّابٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ بِالتَّحْتِيَّةِ عَلَى الْغَيْبَةِ .
وَالْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ : ذَلِكَ إِلَى اللَّهِ - سُبْحَانَهُ - بِاعْتِبَارِ اتِّصَافِهِ بِتِلْكَ الْأَوْصَافِ ، وَهُوَ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=6عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَيِ : الْعَالِمُ بِمَا غَابَ عَنِ الْخَلْقِ وَمَا حَضَرَهُمْ .
وَفِي هَذَا مَعْنَى التَّهْدِيدِ ؛ لِأَنَّهُ - سُبْحَانَهُ - إِذَا عَلِمَ بِمَا يَغِيبُ وَمَا يَحْضُرُ ، فَهُوَ مُجَازٍ لِكُلِّ عَامِلٍ بِعَمَلِهِ .
أَوْ فَهُوَ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ بِمَا تَقْتَضِيهِ حِكْمَتُهُ الْعَزِيزُ الْقَاهِرُ الْغَالِبُ الرَّحِيمُ بِعِبَادِهِ ، وَهَذِهِ أَخْبَارٌ لِذَلِكَ الْمُبْتَدَأِ .
وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=7الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ هُوَ خَبَرٌ آخَرُ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ خَلَقَهُ بِفَتْحِ اللَّامِ .
وَقَرَأَ
ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو ،
وَابْنُ عَامِرٍ بِإِسْكَانِهَا ، فَعَلَى الْقِرَاءَةِ الْأُولَى هُوَ فِعْلٌ مَاضٍ نَعْتًا لِشَيْءٍ ، فَهُوَ فِي مَحَلِّ جَرٍّ .
وَقَدِ اخْتَارَ قِرَاءَةَ الْجُمْهُورِ
أَبُو عُبَيْدَةَ وَأَبُو حَاتِمٍ ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ صِفَةً لِلْمُضَافِ ، فَيَكُونُ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ .
وَأَمَّا عَلَى الْقِرَاءَةِ الثَّانِيَةِ ، فَفِي نَصْبِهِ أَوْجُهٌ : الْأَوَّلُ أَنْ يَكُونَ بَدَلًا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ بَدَلَ اشْتِمَالٍ ، وَالضَّمِيرُ عَائِدٌ إِلَى كُلِّ شَيْءٍ ، وَهَذَا هُوَ الْوَجْهُ الْمَشْهُورُ عِنْدَ النُّحَاةِ .
الثَّانِي أَنَّهُ بَدَلُ كُلٍّ مِنْ كُلٍّ ، وَالضَّمِيرُ رَاجِعٌ إِلَى اللَّهِ - سُبْحَانَهُ - ؛ وَمَعْنَى أَحْسَنَ : حَسَّنَ ، لِأَنَّهُ مَا مِنْ شَيْءٍ إِلَّا وَهُوَ مَخْلُوقٌ عَلَى مَا تَقْتَضِيهِ الْحِكْمَةُ ، فَكُلُّ الْمَخْلُوقَاتِ حَسَنَةٌ .
الثَّالِثُ أَنْ يَكُونَ كُلُّ شَيْءٍ هُوَ الْمَفْعُولُ الْأَوَّلُ ، وَخَلَقَهُ هُوَ الْمَفْعُولُ الثَّانِي عَلَى تَضْمِينِ أَحْسَنَ مَعْنَى أَعْطَى ، وَالْمَعْنَى : أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ الَّذِي خَصَّهُ بِهِ .
وَقِيلَ : عَلَى تَضْمِينِهِ مَعْنَى أَلْهَمَ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : أَلْهَمَ خَلْقَهُ كُلَّ شَيْءٍ مِمَّا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ .
الرَّابِعُ أَنَّهُ مَنْصُوبٌ عَلَى الْمَصْدَرِ الْمُؤَكِّدِ لِمَضْمُونِ الْجُمْلَةِ أَيْ : خَلَقَهُ خَلْقًا كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=88صُنْعَ اللَّهِ [ النَّمْلِ : 88 ] وَهَذَا قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ وَالضَّمِيرُ يَعُودُ إِلَى اللَّهِ - سُبْحَانَهُ - .
وَالْخَامِسُ أَنَّهُ مَنْصُوبٌ بِنَزْعِ الْخَافِضِ ، وَالْمَعْنَى أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ فِي خَلْقِهِ ، وَمَعْنَى الْآيَةِ : أَنَّهُ أَتْقَنَ وَأَحْكَمَ خَلْقَ مَخْلُوقَاتِهِ ، فَبَعْضُ الْمَخْلُوقَاتِ وَإِنْ لَمْ تَكُنْ حَسَنَةً فِي نَفْسِهَا ، فَهِيَ مُتْقَنَةٌ مَحْكَمَةٌ ، فَتَكُونُ هَذِهِ الْآيَةُ مَعْنَاهَا مَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=50أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ أَيْ : لَمْ يَخْلُقِ الْإِنْسَانَ عَلَى خَلْقِ الْبَهِيمَةِ وَلَا خَلَقَ الْبَهِيمَةَ عَلَى خَلْقِ الْإِنْسَانِ ، وَقِيلَ : هُوَ عُمُومٌ فِي اللَّفْظِ خُصُوصٌ فِي الْمَعْنَى : أَيْ : أَحْسَنَ خَلْقَ كُلَّ شَيْءٍ حَسَنٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=7وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ يَعْنِي :
آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ طِينٍ فَصَارَ عَلَى صُورَةٍ بَدِيعَةٍ وَشَكْلٍ حَسَنٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=8جَعَلَ نَسْلَهُ أَيْ : ذُرِّيَّتَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=8مِنْ سُلَالَةٍ سُمِّيَتِ الذُّرِّيَّةُ سُلَالَةً لِأَنَّهَا تُسَلُّ مِنَ الْأَصْلِ وَتَنْفَصِلُ عَنْهُ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهَا فِي سُورَةِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=8مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ مِنْ مَاءِ مُمْتَهَنٍ لَا خَطَرَ لَهُ عِنْدَ النَّاسِ وَهُوَ الْمَنِيُّ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : مِنْ مَاءٍ ضَعِيفٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=9ثُمَّ سَوَّاهُ أَيِ : الْإِنْسَانُ الَّذِي بَدَأَ خَلْقَهُ مِنْ طِينٍ ، وَهُوَ :
آدَمُ ، أَوْ جَمِيعُ النَّوْعِ ، وَالْمُرَادُ أَنَّهُ عَدَّلَ خَلْقَهُ وَسَوَّى شَكْلَهُ وَنَاسَبَ بَيْنَ أَعْضَائِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=9وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ الْإِضَافَةُ لِلتَّشْرِيفِ وَالتَّكْرِيمِ ، وَهَذِهِ الْإِضَافَةُ تُقَوِّي أَنَّ الْكَلَامَ فِي آدَمَ لَا فِي ذُرِّيَّتِهِ وَإِنْ أَمْكَنَ تَوْجِيهُهُ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْجَمِيعِ .
ثُمَّ خَاطَبَ جَمِيعَ النَّوْعِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=9وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ أَيْ : خَلَقَ لَكُمْ هَذِهِ الْأَشْيَاءَ تَكْمِيلًا لِنِعْمَتِهِ عَلَيْكُمْ وَتَتْمِيمًا لِتَسْوِيَتِهِ لِخَلْقِكُمْ حَتَّى تَجْتَمِعَ لَكُمُ النِّعَمُ ، فَتَسْمَعُونَ كُلَّ مَسْمُوعٍ وَتُبْصِرُونَ كُلَّ مُبْصِرٍ ، وَتَتَعَقَّلُونَ كُلَّ مُتَعَقِّلٍ ، وَتَفْهَمُونَ كُلَّ مَا يُفْهَمُ ، وَأَفْرَدَ السَّمْعَ لِكَوْنِهِ مَصْدَرًا يَشْمَلُ الْقَلِيلَ وَالْكَثِيرَ ، وَخَصَّ السَّمْعَ بِذِكْرِ الْمَصْدَرِ دُونَ الْبَصَرِ وَالْفُؤَادَ فَذَكَرَهُمَا بِالِاسْمِ وَلِهَذَا جُمِعَا ، لِأَنَّ السَّمْعَ قُوَّةٌ وَاحِدَةٌ وَلَهَا مَحَلٌّ وَاحِدٌ وَهُوَ الْأُذُنُ وَلَا اخْتِيَارَ لَهَا فِيهِ ، فَإِنَّ الصَّوْتَ يَصِلُ إِلَيْهَا وَلَا تَقْدِرُ عَلَى رَدِّهِ ، وَلَا عَلَى تَخْصِيصِ السَّمْعِ بِبَعْضِ الْمَسْمُوعَاتِ دُونَ بَعْضٍ ، بِخِلَافِ الْأَبْصَارِ فَمَحَلُّهَا الْعَيْنُ وَلَهُ فِيهِ اخْتِيَارٌ ، فَإِنَّهَا تَتَحَرَّكُ إِلَى جَانِبِ الْمَرْئِيِّ دُونَ غَيْرِهِ ، وَتُطْبِقُ أَجْفَانَهَا إِذَا لَمْ تُرِدِ الرُّؤْيَةَ لِشَيْءٍ ؛ وَكَذَلِكَ الْفُؤَادُ لَهُ نَوْعُ اخْتِيَارٍ فِي إِدْرَاكِهِ ، فَيَتَعَقَّلُ هَذَا دُونَ هَذَا ، وَيُفْهَمُ هَذَا دُونَ هَذَا .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ " وَبَدَأَ " بِالْهَمْزِ ، وَالزُّهْرِيُّ بِأَلْفٍ خَالِصَةٍ بِدُونِ هَمْزٍ ، وَانْتِصَابُ
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=9قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ عَلَى أَنَّهُ صِفَةُ مَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ أَيْ : شُكْرًا قَلِيلًا ، أَوْ صِفَةُ زَمَانٍ مَحْذُوفٍ أَيْ : زَمَانًا قَلِيلًا .
وَفِي هَذَا بَيَانٌ لِكُفْرِهِمْ لِنِعَمِ اللَّهِ ،
[ ص: 1150 ] وَتَرْكِهِمْ لِشُكْرِهَا إِلَّا فِيمَا نَدَرَ مِنَ الْأَحْوَالِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=10وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ قَدْ تَقَدَّمَ اخْتِلَافُ الْقُرَّاءِ فِي هَذِهِ الْهَمْزَةِ وَفِي الْهَمْزَةِ الَّتِي بَعْدَهَا ، وَالضَّلَالُ الْغَيْبُوبَةُ ، يُقَالُ : ضَلَّ الْمَيِّتُ فِي التُّرَابِ إِذَا غَابَ وَبَطَلَ ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِلشَّيْءِ إِذَا غَلَبَ عَلَيْهِ غَيْرُهُ حَتَّى خَفِيَ أَثَرُهُ قَدْ ضَلَّ . وَمِنْهُ قَوْلٌ
الْأَخْطَلِ :
كُنْتُ الْقَذَى فِي مَوْجِ أَكْدَرَ مُزْبِدٍ قَذَفَ الْأَتِيُّ بِهَا فَضَلَّ ضَلَالًا
قَالَ
قُطْرُبٌ : مَعْنَى ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ : غِبْنَا فِي الْأَرْضِ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ " ضَلَلْنَا " بِفَتْحِ ضَادٍ مُعْجَمَةٍ وَلَامٍ مَفْتُوحَةٍ بِمَعْنَى ذَهَبْنَا وَضِعْنَا وَصِرْنَا تُرَابًا وَغِبْنَا عَنِ الْأَعْيُنِ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=17344يَحْيَى بْنُ يَعْمُرَ وَابْنُ مُحَيْصِنٍ وَأَبُو رَجَاءٍ " ضَلَلْنَا " بِكَسْرِ اللَّامِ ، وَهِيَ لُغَةُ الْعَالِيَةِ مِنْ
نَجْدٍ . قَالَ
الْجَوْهَرِيُّ :
وَأَهْلُ الْعَالِيَةِ يَقُولُونَ ضَلَلْتُ بِالْكَسْرِ .
قَالَ وَأَضَلَّهُ أَيْ : أَضَاعَهُ وَأَهْلَكَهُ ، يُقَالُ : ضَلَّ الْمَيِّتُ إِذَا دُفِنَ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ،
وَالْحَسَنُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ nindex.php?page=showalam&ids=11786وَأَبَانُ بْنُ سَعِيدٍ " صَلَلْنَا " بِصَادٍ مُهْمَلَةٍ وَلَامٍ مَفْتُوحَةٍ أَيْ : أَنْتَنَّا .
قَالَ
النَّحَّاسُ : وَلَا يُعْرَفُ فِي اللُّغَةِ صَلَلْنَا ، وَلَكِنْ يُقَالُ : صَلَّ اللَّحْمُ إِذَا أَنْتَنَ .
قَالَ
الْجَوْهَرِيُّ : صَلَّ اللَّحْمُ يَصِلُّ بِالْكَسْرِ صُلُولًا إِذَا أَنْتَنَ ، مَطْبُوخًا كَانَ أَوْ نَيِّئًا ، وَمِنْهُ قَوْلُ
الْحُطَيْئَةِ : ذَاكَ فَتًى يَبْذُلُ ذَا قُدْرَةٍ لَا يُفْسِدُ اللَّحْمَ لَدَيْهِ الصُّلُولُ
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=10أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أَيْ : نُبْعَثُ وَنَصِيرُ أَحْيَاءً ، وَالِاسْتِفْهَامُ لِلِاسْتِنْكَارِ .
وَهَذَا قَوْلُ
nindex.php?page=treesubj&link=28760مُنْكِرِي الْبَعْثِ مِنَ الْكُفَّارِ ، فَأَضْرَبَ اللَّهُ - سُبْحَانَهُ - مِنْ بَيَانِ كُفْرِهِمْ بِإِنْكَارِ الْبَعْثِ إِلَى بَيَانِ مَا هُوَ أَبْلَغُ مِنْهُ ، وَهُوَ كُفْرُهُمْ بِلِقَاءِ اللَّهِ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=10بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ أَيْ : جَاحِدُونَ لَهُ مُكَابَرَةً وَعِنَادًا ، فَإِنَّ اعْتِرَافَهُمْ بِأَنَّهُ الْمُبْتَدِئُ لِلْخَلْقِ يَسْتَلْزِمُ اعْتِرَافَهُمْ بِأَنَّهُ قَادِرٌ عَلَى الْإِعَادَةِ .
ثُمَّ أَمَرَ - سُبْحَانَهُ - رَسُولَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يُبَيِّنَ لَهُمُ الْحَقَّ وَيَرُدَّ عَلَيْهِمْ مَا زَعَمُوهُ مِنَ الْبَاطِلِ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=11قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ يُقَالُ : تَوَفَّاهُ اللَّهُ وَاسْتَوْفَى رُوحَهُ إِذَا قَبَضَهُ إِلَيْهِ ، وَمَلَكُ الْمَوْتِ هُوَ
عِزْرَائِيلُ ، وَمَعْنَى وُكِّلَ بِكُمْ : وُكِّلَ بِقَبْضِ أَرْوَاحِكُمْ عِنْدَ حُضُورِ آجَالِكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=11ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ أَيْ : تَصِيرُونَ إِلَيْهِ أَحْيَاءً بِالْبَعْثِ وَالنُّشُورِ لَا إِلَى غَيْرِهِ ، فَيُجَازِيكُمْ بِأَعْمَالِكُمْ ، إِنْ خَيْرًا فَخَيْرٌ ، وَإِنَّ شَرًّا فَشَرٌّ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=5يُدَبِّرُ الْأَمْرَ الْآيَةَ قَالَ : هَذَا فِي الدُّنْيَا تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ فِي يَوْمٍ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14906الْفِرْيَابِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=5فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ .
قَالَ : مِنَ الْأَيَّامِ السِّتَّةِ الَّتِي خَلَقَ اللَّهُ فِيهَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ .
وَأَخْرَجَ ،
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16000وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12590وَابْنُ الْأَنْبَارِيِّ فِي الْمَصَاحِفِ
وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12531عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=11عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَا
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنِ فَيْرُوزَ مَوْلَى
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، فَقَالَ لَهُ
ابْنُ فَيْرُوزَ :
يَا أَبَا عَبَّاسٍ ، قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=5يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ فَكَأَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنَ عَبَّاسٍ اتَّهَمَهُ فَقَالَ : مَا يَوْمٌ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ؟ قَالَ : إِنَّمَا سَأَلْتُكَ لِتُخْبِرَنِي ، فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : هُمَا يَوْمَانِ ذَكَرَهُمَا اللَّهُ فِي كِتَابِهِ ، اللَّهُ أَعْلَمُ بِهِمَا ، وَأَكْرَهُ أَنْ أَقُولَ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَا لَا أَعْلَمُ ، فَضَرَبَ الدَّهْرُ مِنْ ضَرَبَاتِهِ حَتَّى جَلَسْتُ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=15990ابْنِ الْمُسَيَّبِ ، فَسَأَلَهُ عَنْهُمَا إِنْسَانٌ فَلَمْ يُخْبِرْهُ وَلَمْ يَدْرِ .
فَقُلْتُ : أَلَا أُخْبِرُكَ بِمَا حَضَرْتُ مِنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ؟ قَالَ : بَلَى ، فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ لِلسَّائِلِ : هَذَا
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ قَدْ أَبَى أَنْ يَقُولَ فِيهَا ، وَهُوَ أَعْلَمُ مِنِّي .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=5كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ قَالَ : لَا يَنْتَصِفُ النَّهَارُ فِي مِقْدَارِ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ حَتَّى يَقْضِيَ بَيْنَ الْعِبَادِ ، فَيَنْزِلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ ، وَلَوْ كَانَ إِلَى غَيْرِهِ لَمْ يَفْرَغْ فِي خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنْهُ أَيْضًا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=5ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِكُمْ هَذِهِ ، وَمَسِيرَةُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ nindex.php?page=showalam&ids=14155وَالْحَكِيمُ التِّرْمِذِيُّ فِي نَوَادِرِ الْأُصُولِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=7الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ قَالَ : مَا رَأَيْتُ الْقِرَدَةَ لَيْسَتْ بِحَسَنَةٍ ، وَلَكِنَّهُ أَحْكَمَ خَلْقَهَا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا فِي الْآيَةِ أَنَّهُ قَالَ : أَمَا إِنَّ اسْتَ الْقِرَدَةِ لَيْسَتْ بِحَسَنَةٍ وَلَكِنَّهُ أَحْكَمَ خَلْقَهَا ، وَقَالَ : خَلَقَهُ : صُورَتُهُ .
وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=7أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ الْقَبِيحُ ، وَالْحَسَنُ وَالْعَقَارِبُ وَالْحَيَّاتُ وَكُلُّ شَيْءٍ مِمَّا خَلَقَ ، وَغَيْرُهُ لَا يُحْسِنُ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ عَنْ
أَبِي أُمَامَةَ قَالَ "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021106بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - إِذْ لَقِينَا عَمْرَو بْنَ زُرَارَةَ الْأَنْصَارِيَّ فِي حُلَّةٍ قَدْ أَسْبَلَ ، فَأَخَذَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - بِنَاحِيَةِ ثَوْبِهِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَحْمَشُ السَّاقَيْنِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - : يَا عَمْرُو بْنَ زُرَارَةَ إِنَّ اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - قَدْ أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ، يَا عَمْرُو بْنَ زُرَارَةَ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُسْبِلِينَ " .
وَأَخْرَجَ
أَحْمَدُ nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ عَنِ
الشَّرِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021107أَبْصَرَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - رَجُلًا قَدْ أَسْبَلَ إِزَارَهُ ، فَقَالَ : ارْفَعْ إِزَارَكَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَحْنَفُ تَصْطَكُّ رُكْبَتَايَ ، فَقَالَ : ارْفَعْ إِزَارَكَ كُلُّ خَلْقِ اللَّهِ حَسَنٌ .