nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=18nindex.php?page=treesubj&link=28982ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أولئك يعرضون على ربهم ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=19الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة هم كافرون nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=20أولئك لم يكونوا معجزين في الأرض وما كان لهم من دون الله من أولياء يضاعف لهم العذاب ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=21أولئك الذين خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=22لا جرم أنهم في الآخرة هم الأخسرون nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=23إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا إلى ربهم أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=24مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع هل يستويان مثلا أفلا تذكرون . .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=18ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أي لا أحد أظلم منهم لأنفسهم لأنهم افتروا على الله كذبا بقولهم لأصنامهم : هؤلاء شفعاؤنا عند الله ، وقولهم : الملائكة بنات الله ، وأضافوا كلامه سبحانه إلى غيره ، واللفظ وإن كان لا يقتضي إلا نفي وجود من هو أظلم منهم كما يفيده الاستفهام الإنكاري ، فالمقام يفيد نفي المساوي لهم في الظلم .
فالمعنى على هذا : لا أحد مثلهم في الظلم فضلا عن أن يوجد من هو أظلم منهم ، والإشارة بقوله أولئك إلى الموصوفين بالظلم المتبالغ ، وهو مبتدأ ، وخبره
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=18يعرضون على ربهم فيحاسبهم على أعمالهم ، أو المراد بعرضهم : عرض أعمالهم
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=18ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم الأشهاد : هم الملائكة الحفظة ، وقيل المرسلون .
وقيل الملائكة والمرسلون والعلماء الذين بلغوا ما أمرهم الله بإبلاغه ، وقيل جميع الخلائق .
والمعنى : أنه يقول هؤلاء الأشهاد عند العرض : هؤلاء المعرضون أو المعروضة أعمالهم الذين كذبوا على ربهم بما نسبوه إليه ولم يصرحوا بما كذبوا به كأنه كان أمرا معلوما عند أهل ذلك الموقف .
nindex.php?page=treesubj&link=28982_25984قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=18ألا لعنة الله على الظالمين هذا من تمام كلام الأشهاد : أي يقولون هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ، ويقولون :
[ ص: 653 ] ألا لعنة الله على الظالمين الذين ظلموا أنفسهم بالافتراء ، ويجوز أن يكون من كلام الله سبحانه قاله بعدما قال الأشهاد
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=18هؤلاء الذين كذبوا على ربهم .
والأشهاد جمع شهيد ، ورجحه
أبو علي بكثرة ورود شهيد في القرآن كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143ويكون الرسول عليكم شهيدا [ البقرة 143 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=41فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا [ النساء 41 ] و جمع شاهد كأصحاب وصاحب ، والفائدة في قول الأشهاد بهذه المقالة المبالغة في فضيحة الكفار ، والتقريع لهم على رءوس الأشهاد .
ثم وصف هؤلاء الظالمين الذين لعنوا بأنهم
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=19الذين يصدون عن سبيل أي يمنعون من قدروا على منعه عن دين الله والدخول فيه
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=19ويبغونها عوجا أي يصفونها بالاعوجاج تنفيرا للناس عنها ، أو يبغون أهلها أن يكونوا معوجين بالخروج عنها إلى الكفر ، يقال بغيتك شرا : أي طلبته لك و الحال أن
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=19وهم بالآخرة هم كافرون أي يصفونها بالعوج ، والحال أنهم بالآخرة غير مصدقين فكيف يصدون الناس عن طريق الحق وهم على الباطل البحت ؟ وتكرير الضمير لتأكيد كفرهم واختصاصهم به ، حتى كأن كفر غيرهم غير معتد به بالنسبة إلى عظيم كفرهم .
أولئك الموصوفون بتلك الصفات
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=20لم يكونوا معجزين في الأرض أي ما كانوا يعجزون الله في الدنيا إن أراد عقوبتهم
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=20وما كان لهم من دون الله من أولياء يدفعون عنهم ما يريده الله سبحانه من عقوبتهم وإنزال بأسه بهم ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=20يضاعف لهم العذاب مستأنفة لبيان أن تأخير العذاب والتراخي عن تعجيله لهم ليكون عذابا مضاعفا .
وقرأ
ابن كثير وابن عامر ويزيد ويعقوب : يضعف ، مشددا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=20ما كانوا يستطيعون السمع أي أفرطوا في إعراضهم عن الحق وبغضهم له ، حتى كأنهم لا يقدرون على السمع ولا يقدرون على الإبصار لفرط تعاميهم عن الصواب .
ويجوز أن يراد بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=20وما كان لهم من دون الله من أولياء أنهم جعلوا آلهتهم أولياء من دون الله ولا ينفعهم ذلك ، فما كان هؤلاء الأولياء يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون ، فكيف ينفعونهم فيجلبون لهم نفعا أو يدفعون عنهم ضررا ، ويجوز أن تكون ما هي المدية .
والمعنى : أنه يضاعف لهم العذاب مدة استطاعتهم السمع والبصر .
قال
الفراء : ما كانوا يستطيعون السمع لأن الله أضلهم في اللوح المحفوظ .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : لبغضهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعداوتهم له لا يستطيعون أن يسمعوا منه ولا يفهموا عنه .
قال
النحاس : هذا معروف في كلام العرب ، يقال : فلان لا يستطيع أن ينظر إلى فلان : إذا كان ثقيلا عليه .
أولئك المتصفون بتلك الصفات
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=21الذين خسروا أنفسهم بعبادة غير الله .
والمعنى : اشتروا عبادة الآلهة بعبادة الله فكان خسرانهم في تجارتهم أعظم خسران
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=21وضل عنهم ما كانوا يفترون أي ذهب وضاع ما كانوا يفترون من الآلهة التي يدعون أنها تشفع لهم ولم يبق بأيديهم إلا الخسران .
قوله : لا جرم قال
الخليل nindex.php?page=showalam&ids=16076وسيبويه : لا جرم بمعنى حق فهي عندهما بمنزلة كلمة واحدة ، وبه قال
الفراء .
وروي عن
الخليل nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء أنها بمنزلة قولك لا بد ولا محالة ، ثم كثر استعمالها حتى صارت بمنزلة حقا .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : إن جرم بمعنى كسب : أي كسب - ذلك الفعل - لهم الخسران ، وفاعل كسب مضمر ، وأن منصوبة بجرم .
قال
الأزهري : وهذا من أحسن ما نقل في هذه اللغة .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي : معنى لا جرم : لا صد ولا منع عن أنهم في الآخرة هم الأخسرون .
وقال جماعة من النحويين : إن معنى لا جرم لا قطع قاطع
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=22أنهم في الآخرة هم الأخسرون قالوا : والجرم القطع ، وقد جرم النخل واجترمه : أي قطعه ، وفي هذه الآية بيان أنهم في الخسران قد بلغوا إلى حد يتقاصر عنه غيرهم ولا يبلغ إليه ، وهذه الآيات مقررة لما سبق من نفي المماثلة بين من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها ، وبين من كان على بينة من ربه .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=23إن الذين آمنوا أي صدقوا بكل ما يجب التصديق به من كون القرآن من عند الله وغير ذلك من خصال الإيمان
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=23وعملوا الصالحات وأخبتوا إلى ربهم أي أنابوا إليه ، وقيل خشعوا ، وقيل خضعوا ، قيل : وأصل الإخبات الاستواء في الخبت : وهو الأرض المستوية الواسعة فيناسب معنى الخشوع والاطمئنان .
قال
الفراء : إلى ربهم ، ولربهم واحد أولئك الموصوفون بتلك الصفات الصالحة
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=23أصحاب الجنة هم فيها خالدون .
nindex.php?page=treesubj&link=28982_28902قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=24مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع ضرب للفريقين مثلا وهو تشبيه فريق الكافرين بالأعمى والأصم ، وتشبيه فريق المؤمنين بالبصير والسميع ، على أن كل فريق شبه بشيئين ، أو شبه بمن جمع بين الشيئين ، فالكافر شبه بمن جمع بين العمى والصمم ، والمؤمن شبه بمن جمع بين السمع والبصر ، وعلى هذا تكون الواو في والأصم ، وفي والسميع لعطف الصفة على الصفة ، كما في قول الشاعر :
إلى الملك القرم وابن الهمام
والاستفهام في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=24هل يستويان للإنكار : يعني الفريقين ، وهذه الجملة مقررة لما تقدم من قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=17أفمن كان على بينة من ربه وانتصاب مثلا على التمييز من فاعل يستويان : أي هل يستويان حالا وصفة أفلا تذكرون في عدم استوائهما وفيما بينهما من التفاوت الظاهر الذي يخفى على من له تذكر ، وعنده تفكر وتأمل ، والهمزة لإنكار عدم التذكر واستبعاد صدوره عن المخاطبين .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وأبو الشيخ عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج في قوله : ومن أظلم قال : الكافر والمنافق
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=18أولئك يعرضون على ربهم فيسألهم عن أعمالهم
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=18ويقول الأشهاد الذين كانوا يحفظون أعمالهم عليهم في الدنيا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=18هؤلاء الذين كذبوا على ربهم شهدوا به عليهم يوم القيامة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
مجاهد قال : الأشهاد الملائكة .
وأخرج
أبو الشيخ عن
قتادة نحوه .
وفي الصحيحين وغيرهما عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020470إن الله يدني المؤمن حتى يضع كنفه ويستره من الناس ويقرره بذنوبه ، ويقول له : [ ص: 654 ] أتعرف ذنب كذا ، أتعرف ذنب كذا ؟ فيقول : رب أعرف ، حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه قد هلك قال : فإني سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم ، ثم يعطى كتاب حسناته .
وأما الكافر والمنافق فيقول الأشهاد : هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي في
nindex.php?page=treesubj&link=28982قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=19الذين يصدون عن سبيل الله قال : هو
محمد يعني سبيل الله ، صدت
قريش عنه الناس .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
أبي مالك في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=19ويبغونها عوجا يعني يرجون
بمكة غير الإسلام دينا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وأبو الشيخ عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في
nindex.php?page=treesubj&link=28982قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=20أولئك لم يكونوا معجزين في الأرض الآية قال : أخبر الله سبحانه أنه حال بين أهل الشرك وبين طاعته في الدنيا والآخرة ، أما في الدنيا فإنه قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=20ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون وأما في الآخرة فإنه قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=42فلا يستطيعون nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=43خاشعة [ القلم 42 ] 43 وأخرج
عبد الرزاق nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وأبو الشيخ عن
قتادة في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=20ما كانوا يستطيعون السمع قال : ما كانوا يستطيعون أن يسمعوا خيرا فينتفعوا به ، ولا يبصروا خيرا فيأخذوا به .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله : أخبتوا قال : خافوا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عنه قال : الإخبات الإنابة .
وأخرج
عبد الرزاق nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وأبو الشيخ قال : الإخبات : الخشوع والتواضع .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وأبو الشيخ عن
مجاهد قال : اطمأنوا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وأبو الشيخ عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=24مثل الفريقين كالأعمى والأصم قال : الكافر :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=24والبصير والسميع قال : المؤمن .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=18nindex.php?page=treesubj&link=28982وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=19الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=20أُولَئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=21أُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=22لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=23إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=24مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا أَفَلَا تَذَكَّرُونَ . .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=18وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَيْ لَا أَحَدَ أَظْلَمُ مِنْهُمْ لِأَنْفُسِهِمْ لِأَنَّهُمُ افْتَرَوْا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا بِقَوْلِهِمْ لِأَصْنَامِهِمْ : هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ ، وَقَوْلِهِمْ : الْمَلَائِكَةُ بَنَاتُ اللَّهِ ، وَأَضَافُوا كَلَامَهُ سُبْحَانَهُ إِلَى غَيْرِهِ ، وَاللَّفْظُ وَإِنْ كَانَ لَا يَقْتَضِي إِلَّا نَفْيَ وُجُودِ مَنْ هُوَ أَظْلَمُ مِنْهُمْ كَمَا يُفِيدُهُ الِاسْتِفْهَامُ الْإِنْكَارِيُّ ، فَالْمَقَامُ يُفِيدُ نَفْيَ الْمُسَاوِي لَهُمْ فِي الظُّلْمِ .
فَالْمَعْنَى عَلَى هَذَا : لَا أَحَدَ مِثْلَهُمْ فِي الظُّلْمِ فَضْلًا عَنْ أَنْ يُوجَدَ مَنْ هُوَ أَظْلَمُ مِنْهُمْ ، وَالْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ أُولَئِكَ إِلَى الْمَوْصُوفِينَ بِالظُّلْمِ الْمُتَبَالِغِ ، وَهُوَ مُبْتَدَأٌ ، وَخَبَرُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=18يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ فَيُحَاسِبُهُمْ عَلَى أَعْمَالِهِمْ ، أَوِ الْمُرَادُ بِعَرْضِهِمْ : عَرْضُ أَعْمَالِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=18وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ الْأَشْهَادُ : هُمُ الْمَلَائِكَةُ الْحَفَظَةُ ، وَقِيلَ الْمُرْسَلُونَ .
وَقِيلَ الْمَلَائِكَةُ وَالْمُرْسَلُونَ وَالْعُلَمَاءُ الَّذِينَ بَلَّغُوا مَا أَمَرَهُمُ اللَّهُ بِإِبْلَاغِهِ ، وَقِيلَ جَمِيعُ الْخَلَائِقِ .
وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ يَقُولُ هَؤُلَاءِ الْأَشْهَادُ عِنْدَ الْعَرْضِ : هَؤُلَاءِ الْمُعْرَضُونَ أَوِ الْمَعْرُوضَةُ أَعْمَالِهِمُ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ بِمَا نَسَبُوهُ إِلَيْهِ وَلَمْ يُصَرِّحُوا بِمَا كَذَبُوا بِهِ كَأَنَّهُ كَانَ أَمْرًا مَعْلُومًا عِنْدَ أَهْلِ ذَلِكَ الْمَوْقِفِ .
nindex.php?page=treesubj&link=28982_25984قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=18أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ هَذَا مِنْ تَمَامِ كَلَامِ الْأَشْهَادِ : أَيْ يَقُولُونَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ ، وَيَقُولُونَ :
[ ص: 653 ] أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ بِالِافْتِرَاءِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنْ كَلَامِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ قَالَهُ بَعْدَمَا قَالَ الْأَشْهَادُ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=18هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ .
وَالْأَشْهَادُ جَمْعُ شَهِيدٍ ، وَرَجَّحَهُ
أَبُو عَلِيٍّ بِكَثْرَةِ وُرُودِ شَهِيدٍ فِي الْقُرْآنِ كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا [ الْبَقَرَةِ 143 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=41فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا [ النِّسَاءِ 41 ] وَ جَمْعُ شَاهِدٍ كَأَصْحَابٍ وَصَاحِبٍ ، وَالْفَائِدَةُ فِي قَوْلِ الْأَشْهَادِ بِهَذِهِ الْمَقَالَةِ الْمُبَالِغَةُ فِي فَضِيحَةِ الْكُفَّارِ ، وَالتَّقْرِيعُ لَهُمْ عَلَى رُءُوسِ الْأَشْهَادِ .
ثُمَّ وَصَفَ هَؤُلَاءِ الظَّالِمِينَ الَّذِينَ لُعِنُوا بِأَنَّهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=19الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ أَيْ يَمْنَعُونَ مَنْ قَدَرُوا عَلَى مَنْعِهِ عَنْ دِينِ اللَّهِ وَالدُّخُولِ فِيهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=19وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أَيْ يَصِفُونَهَا بِالِاعْوِجَاجِ تَنْفِيرًا لِلنَّاسِ عَنْهَا ، أَوْ يَبْغُونَ أَهْلَهَا أَنْ يَكُونُوا مُعْوَجِّينَ بِالْخُرُوجِ عَنْهَا إِلَى الْكُفْرِ ، يُقَالُ بَغَيْتُكَ شَرًا : أَيْ طَلَبْتُهُ لَكَ وَ الْحَالُ أَنَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=19وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ أَيْ يَصِفُونَهَا بِالْعِوَجِ ، وَالْحَالُ أَنَّهُمْ بِالْآخِرَةِ غَيْرُ مُصَدِّقِينَ فَكَيْفَ يَصُدُّونَ النَّاسَ عَنْ طَرِيقِ الْحَقِّ وَهُمْ عَلَى الْبَاطِلِ الْبَحْتِ ؟ وَتَكْرِيرِ الضَّمِيرِ لِتَأْكِيدِ كُفْرِهِمْ وَاخْتِصَاصِهِمْ بِهِ ، حَتَّى كَأَنَّ كُفْرَ غَيْرِهِمْ غَيْرُ مُعْتَدٍّ بِهِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى عَظِيمِ كُفْرِهِمْ .
أُولَئِكَ الْمَوْصُوفُونَ بِتِلْكَ الصِّفَاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=20لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ أَيْ مَا كَانُوا يُعْجِزُونَ اللَّهَ فِي الدُّنْيَا إِنْ أَرَادَ عُقُوبَتَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=20وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ يَدْفَعُونَ عَنْهُمْ مَا يُرِيدُهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مِنْ عُقُوبَتِهِمْ وَإِنْزَالِ بَأْسِهِ بِهِمْ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=20يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ مُسْتَأْنَفَةٌ لِبَيَانِ أَنَّ تَأْخِيرَ الْعَذَابِ وَالتَّرَاخِي عَنْ تَعْجِيلِهِ لَهُمْ لِيَكُونَ عَذَابًا مُضَاعَفًا .
وَقَرَأَ
ابْنُ كَثِيرٍ وَابْنُ عَامِرٍ وَيَزِيدُ وَيَعْقُوبُ : يُضَعَّفُ ، مُشَدَّدًا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=20مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ أَيْ أَفْرَطُوا فِي إِعْرَاضِهِمْ عَنِ الْحَقِّ وَبُغْضِهِمْ لَهُ ، حَتَّى كَأَنَّهُمْ لَا يَقْدِرُونَ عَلَى السَّمْعِ وَلَا يَقْدِرُونَ عَلَى الْإِبْصَارِ لِفَرْطِ تَعَامِيهِمْ عَنِ الصَّوَابِ .
وَيَجُوزُ أَنْ يُرَادَ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=20وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ أَنَّهُمْ جَعَلُوا آلِهَتَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا يَنْفَعُهُمْ ذَلِكَ ، فَمَا كَانَ هَؤُلَاءِ الْأَوْلِيَاءِ يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ ، فَكَيْفَ يَنْفَعُونَهُمْ فَيَجْلِبُونَ لَهُمْ نَفْعًا أَوْ يَدْفَعُونَ عَنْهُمْ ضَرَرًا ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مَا هِيَ الْمَدِّيَّةُ .
وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ مُدَّةَ اسْتِطَاعَتِهِمُ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ لِأَنَّ اللَّهَ أَضَلَّهُمْ فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : لِبُغْضِهِمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَعَدَاوَتِهِمْ لَهُ لَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَسْمَعُوا مِنْهُ وَلَا يَفْهَمُوا عَنْهُ .
قَالَ
النَّحَّاسُ : هَذَا مَعْرُوفٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ ، يُقَالُ : فُلَانٌ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى فُلَانٍ : إِذَا كَانَ ثَقِيلًا عَلَيْهِ .
أُولَئِكَ الْمُتَّصِفُونَ بِتِلْكَ الصِّفَاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=21الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِعِبَادَةِ غَيْرِ اللَّهِ .
وَالْمَعْنَى : اشْتَرَوْا عِبَادَةَ الْآلِهَةِ بِعِبَادَةِ اللَّهِ فَكَانَ خُسْرَانُهُمْ فِي تِجَارَتِهِمْ أَعْظَمَ خُسْرَانٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=21وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ أَيْ ذَهَبَ وَضَاعَ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ مِنَ الْآلِهَةِ الَّتِي يَدَّعُونَ أَنَّهَا تَشْفَعُ لَهُمْ وَلَمْ يَبْقَ بِأَيْدِيهِمْ إِلَّا الْخُسْرَانُ .
قَوْلُهُ : لَا جَرَمَ قَالَ
الْخَلِيلُ nindex.php?page=showalam&ids=16076وَسِيبَوَيْهِ : لَا جَرَمَ بِمَعْنَى حَقٍّ فَهِيَ عِنْدَهُمَا بِمَنْزِلَةِ كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ ، وَبِهِ قَالَ
الْفَرَّاءُ .
وَرُوِيَ عَنِ
الْخَلِيلِ nindex.php?page=showalam&ids=14888وَالْفَرَّاءِ أَنَّهَا بِمَنْزِلَةِ قَوْلِكَ لَا بُدَّ وَلَا مَحَالَةَ ، ثُمَّ كَثُرَ اسْتِعْمَالُهَا حَتَّى صَارَتْ بِمَنْزِلَةِ حَقًّا .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : إِنَّ جَرَمَ بِمَعْنَى كَسَبَ : أَيْ كَسَبَ - ذَلِكَ الْفِعْلُ - لَهُمُ الْخُسْرَانَ ، وَفَاعِلُ كَسَبَ مُضْمَرٌ ، وَأَنَّ مَنْصُوبَةٌ بِجَرَمَ .
قَالَ
الْأَزْهَرِيُّ : وَهَذَا مِنْ أَحْسَنِ مَا نُقِلَ فِي هَذِهِ اللُّغَةِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ : مَعْنَى لَا جَرَمَ : لَا صَدَّ وَلَا مَنْعَ عَنْ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ .
وَقَالَ جَمَاعَةٌ مِنَ النَّحْوِيِّينَ : إِنَّ مَعْنَى لَا جَرَمَ لَا قَطَعَ قَاطِعٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=22أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ قَالُوا : وَالْجَرْمُ الْقَطْعُ ، وَقَدْ جَرَمَ النَّخْلَ وَاجْتَرَمَهُ : أَيْ قَطَعَهُ ، وَفِي هَذِهِ الْآيَةِ بَيَانُ أَنَّهُمْ فِي الْخُسْرَانِ قَدْ بَلَغُوا إِلَى حَدٍّ يَتَقَاصَرُ عَنْهُ غَيْرُهُمْ وَلَا يَبْلُغُ إِلَيْهِ ، وَهَذِهِ الْآيَاتُ مُقَرِّرَةٌ لِمَا سَبَقَ مِنْ نَفْيِ الْمُمَاثَلَةِ بَيْنَ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا ، وَبَيْنَ مَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=23إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا أَيْ صَدَّقُوا بِكُلِّ مَا يَجِبُ التَّصْدِيقُ بِهِ مِنْ كَوْنِ الْقُرْآنِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ خِصَالِ الْإِيمَانِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=23وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أَيْ أَنَابُوا إِلَيْهِ ، وَقِيلَ خَشَعُوا ، وَقِيلَ خَضَعُوا ، قِيلَ : وَأَصْلُ الْإِخْبَاتِ الِاسْتِوَاءُ فِي الْخَبْتِ : وَهُوَ الْأَرْضُ الْمُسْتَوِيَةُ الْوَاسِعَةُ فَيُنَاسِبُ مَعْنَى الْخُشُوعِ وَالِاطْمِئْنَانِ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : إِلَى رَبِّهِمْ ، وَلِرَبِّهِمْ وَاحِدٌ أُولَئِكَ الْمَوْصُوفُونَ بِتِلْكَ الصِّفَاتِ الصَّالِحَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=23أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ .
nindex.php?page=treesubj&link=28982_28902قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=24مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ ضَرَبَ لِلْفَرِيقَيْنِ مَثَلًا وَهُوَ تَشْبِيهُ فَرِيقِ الْكَافِرِينَ بِالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ ، وَتَشْبِيهُ فَرِيقِ الْمُؤْمِنِينَ بِالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ ، عَلَى أَنَّ كُلَّ فَرِيقٍ شُبِّهَ بِشَيْئَيْنِ ، أَوْ شُبِّهَ بِمَنْ جَمَعَ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ ، فَالْكَافِرُ شُبِّهَ بِمَنْ جَمَعَ بَيْنَ الْعَمَى وَالصَّمَمِ ، وَالْمُؤْمِنُ شُبِّهَ بِمَنْ جَمَعَ بَيْنَ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ ، وَعَلَى هَذَا تَكُونُ الْوَاوُ فِي وَالْأَصَمِّ ، وَفِي وَالسَّمِيعِ لِعَطْفِ الصِّفَةِ عَلَى الصِّفَةِ ، كَمَا فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ :
إِلَى الْمَلِكِ الْقَرِمِ وَابْنِ الْهُمَامِ
وَالِاسْتِفْهَامُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=24هَلْ يَسْتَوِيَانِ لِلْإِنْكَارِ : يَعْنِي الْفَرِيقَيْنِ ، وَهَذِهِ الْجُمْلَةُ مُقَرِّرَةٌ لِمَا تَقَدَّمَ مِنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=17أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَانْتِصَابُ مَثَلًا عَلَى التَّمْيِيزِ مِنْ فَاعِلِ يَسْتَوِيَانِ : أَيْ هَلْ يَسْتَوِيَانِ حَالًا وَصِفَةً أَفَلَا تَذَكَّرُونَ فِي عَدَمِ اسْتِوَائِهِمَا وَفِيمَا بَيْنَهُمَا مِنَ التَّفَاوُتِ الظَّاهِرِ الَّذِي يَخْفَى عَلَى مَنْ لَهُ تَذَكُّرٌ ، وَعِنْدَهُ تَفَكُّرٌ وَتَأَمُّلٌ ، وَالْهَمْزَةُ لِإِنْكَارِ عَدَمِ التَّذَكُّرِ وَاسْتِبْعَادِ صُدُورِهِ عَنِ الْمُخَاطَبِينَ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ فِي قَوْلِهِ : وَمَنْ أَظْلَمُ قَالَ : الْكَافِرُ وَالْمُنَافِقُ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=18أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ فَيَسْأَلُهُمْ عَنْ أَعْمَالِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=18وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ الَّذِينَ كَانُوا يَحْفَظُونَ أَعْمَالَهُمْ عَلَيْهِمْ فِي الدُّنْيَا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=18هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ شَهِدُوا بِهِ عَلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ
مُجَاهِدٍ قَالَ : الْأَشْهَادُ الْمَلَائِكَةُ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو الشَّيْخِ عَنْ
قَتَادَةَ نَحْوَهُ .
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020470إِنَّ اللَّهَ يُدْنِي الْمُؤْمِنَ حَتَّى يَضَعَ كَنَفَهُ وَيَسْتُرَهُ مِنَ النَّاسِ وَيُقَرِّرُهُ بِذُنُوبِهِ ، وَيَقُولُ لَهُ : [ ص: 654 ] أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا ، أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا ؟ فَيَقُولُ : رَبِّ أَعْرِفُ ، حَتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ وَرَأَى فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ قَدْ هَلَكَ قَالَ : فَإِنِّي سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ ، ثُمَّ يُعْطَى كِتَابَ حَسَنَاتِهِ .
وَأَمَّا الْكَافِرُ وَالْمُنَافِقُ فَيَقُولُ الْأَشْهَادُ : هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=28982قَوْلِهِ : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=19الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ : هُوَ
مُحَمَّدٌ يَعْنِي سَبِيلَ اللَّهِ ، صَدَّتْ
قُرَيْشٌ عَنْهُ النَّاسَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
أَبِي مَالِكٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=19وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا يَعْنِي يَرْجُونَ
بِمَكَّةَ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=28982قَوْلِهِ : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=20أُولَئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ الْآيَةَ قَالَ : أَخْبَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ أَنَّهُ حَالَ بَيْنَ أَهْلِ الشِّرْكِ وَبَيْنَ طَاعَتِهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، أَمَّا فِي الدُّنْيَا فَإِنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=20مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ وَأَمَّا فِي الْآخِرَةِ فَإِنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=42فَلَا يَسْتَطِيعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=43خَاشِعَةً [ الْقَلَمِ 42 ] 43 وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنْ
قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=20مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ قَالَ : مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَسْمَعُوا خَيْرًا فَيَنْتَفِعُوا بِهِ ، وَلَا يُبْصِرُوا خَيْرًا فَيَأْخُذُوا بِهِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ : أَخْبَتُوا قَالَ : خَافُوا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنْهُ قَالَ : الْإِخْبَاتُ الْإِنَابَةُ .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَأَبُو الشَّيْخِ قَالَ : الْإِخْبَاتُ : الْخُشُوعُ وَالتَّوَاضُعُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنْ
مُجَاهِدٍ قَالَ : اطْمَأَنُّوا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=24مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ قَالَ : الْكَافِرُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=24وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ قَالَ : الْمُؤْمِنُ .