بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=28982_32450_32234_32238الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=2ألا تعبدوا إلا الله إنني لكم منه نذير وبشير nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله وإن تولوا فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=4إلى الله مرجعكم وهو على كل شيء قدير nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=5ألا إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه عليم بذات الصدور nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=6وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=7وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا ولئن قلت إنكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=8ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة ليقولن ما يحبسه ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون .
قوله : الر إن كان مسرودا على سبيل التعديد كما في سائر فواتح السور فلا محل له ، وإن كان اسما للسورة فهو في محل رفع على أنه مبتدأ خبره ما بعده أو خبر مبتدأ محذوف ، و كتاب يكون على هذا الوجه خبرا لمبتدأ محذوف : أي هذا كتاب وكذا على تقدير أن الر لا محل له ، ويجوز أن يكون الر في محل نصب بتقدير فعل يناسب المقام نحو : اذكر ، أو اقرأ ، فيكون " كتاب " على هذا الوجه خبر مبتدأ محذوف ، والإشارة في المبتدأ المقدر إما إلى بعض القرآن أو إلى مجموع القرآن ، ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=1أحكمت آياته صارت محكمة متقنة لا نقص فيها ولا نقض لها كالبناء المحكم ، وقيل معناه : إنها لم تنسخ بخلاف التوراة والإنجيل ، وعلى هذا فيكون هذا الوصف للكتاب باعتبار الغالب ، وهو المحكم الذي لم ينسخ ، وقيل معناه : أحكمت آياته بالأمر والنهي ، ثم فصلت بالوعد والوعيد والثواب والعقاب ، وقيل : أحكمها الله من الباطل ثم فصلها بالحلال والحرام ، وقيل : أحكمت جملته ، ثم فصلت آياته ، وقيل : جمعت في اللوح المحفوظ ثم فصلت بالوحي ، وقيل : أيدت بالحجج القاطعة الدالة على كونها من عند الله ، وقيل : معنى إحكامها أن لا فساد فيها ، أخذا من قولهم أحكمت الدابة : إذا وضعت عليها الحكمة لتمنعها من الجماح ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=1ثم فصلت معطوف على أحكمت ، ومعناه ما تقدم ، والتراخي المستفاد من ثم إما زماني إن فسر التفصيل بالتنجيم على حسب المصالح ، وإما رتبي إن فسر بغيره مما تقدم ، والجمل في محل رفع على أنها صفة لكتاب أو خبر آخر للمبتدأ أو خبر لمبتدأ محذوف ، وفي قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=1من لدن حكيم خبير لف ونشر ، لأن المعنى : أحكمها حكيم وفصلها خبير عالم بمواقع الأمور .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=26nindex.php?page=treesubj&link=28982_29428أن لا تعبدوا إلا الله مفعول له حذف منه اللام : كذا في الكشاف ، وفيه أنه ليس بفعل لفاعل الفعل المعلل ، وقيل : أن هي المفسرة لما في التفصيل من معنى القول ، وقيل : هو كلام مبتدأ منقطع عما قبله محكيا على لسان النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء : التقدير أحكمت بأن لا تعبدوا إلا الله .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : أحكمت ثم فصلت لئلا تعبدوا إلا الله ، ثم أخبرهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأنه نذير وبشير فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=2إنني لكم منه نذير وبشير أي ينذرهم ويخوفهم من عذابه لمن عصاه ويبشرهم بالجنة والرضوان لمن أطاعه ، والضمير في منه راجع إلى الله سبحانه : أي إنني لكم نذير وبشير من جهة الله سبحانه ، وقيل : هو من كلام الله سبحانه كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=28ويحذركم الله نفسه .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=28982_20011وأن استغفروا ربكم معطوف على أن لا تعبدوا ، والكلام في أن هذه كالكلام في التي قبلها .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3ثم توبوا إليه معطوف على استغفروا ، وقدم الإرشاد إلى الاستغفار على التوبة لكونه وسيلة إليها ، وقيل : إن التوبة من متممات الاستغفار ، وقيل : معنى استغفروا توبوا ، ومعنى توبوا : أخلصوا التوبة واستقيموا عليها ، وقيل : استغفروا من سالف الذنوب ثم توبوا من لاحقها ، وقيل : استغفروا من الشرك ثم ارجعوا إليه بالطاعة .
قال
الفراء : ثم هاهنا بمعنى الواو : أي وتوبوا إليه لأن الاستغفار هو التوبة والتوبة هي الاستغفار ، وقيل : إنما قدم ذكر الاستغفار لأن المغفرة هي الغرض المطلوب ، والتوبة هي السبب إليها ، وما كان آخرا في الحصول كان أولا في الطلب ، وقيل : استغفروا في الصغائر وتوبوا إليه في الكبائر ، ثم رتب على ما تقدم أمرين ، الأول :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3يمتعكم متاعا حسنا أصل الإمتاع الإطالة ومنه أمتع الله بك ، فمعنى الآية : يطول نفعكم في الدنيا بمنافع حسنة مرضية من سعة الرزق ورغد العيش
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3إلى أجل مسمى [ ص: 647 ] إلى وقت مقدر عند الله وهو الموت ، وقيل القيامة ، وقيل دخول الجنة ، والأول أولى .
والأمر الثاني قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=28982_30503ويؤت كل ذي فضل فضله أي يعط كل ذي فضل في الطاعة والعمل فضله : أي جزاء فضله إما في الدنيا أو في الآخرة أو فيهما جميعا ، والضمير في فضله راجع إلى كل ذي فضل ، وقيل : راجع إلى الله سبحانه على معنى أن الله يعطي كل من فضلت حسناته فضله الذي يتفضل به على عباده .
ثم توعدهم على مخالفة الأمر فقال : وإن تولوا أي تتولوا وتعرضوا عن الإخلاص في العبادة والاستغفار والتوبة
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير وهو يوم القيامة ، ووصفه بالكبر لما فيه من الأهوال ، وقيل : اليوم الكبير يوم
بدر .
ثم بين سبحانه عذاب اليوم الكبير بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=4إلى الله مرجعكم أي رجوعكم إليه بالموت ، ثم البعث ، ثم الجزاء ، لا إلى غيره
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=4وهو على كل شيء قدير ومن جملة ذلك عذابكم على عدم الامتثال ، وهذه الجملة مقررة لما قبلها .
ثم أخبر الله سبحانه بأن هذا الإنذار والتحذير والتوعد لم ينجع فيهم ، ولا لانت له قلوبهم ، بل هم مصرون على العناد مصممون على الكفر ، فقال مصدرا لهذا الإخبار بكلمة التنبيه الدالة على التعجب من حالهم ، وأنه أمر ينبغي أن يتنبه له العقلاء ويفهموه
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=5ألا إنهم يثنون صدورهم يقال : ثنى صدره عن الشيء : إذا ازور عنه وانحرف منه ، فيكون في الكلام كناية عن الإعراض ، لأن من أعرض عن الشيء ثنى عنه صدره وطوى عنه كشحه ، وقيل معناه : يعطفون صدورهم على ما فيها من الكفر والإعراض عن الحق ، فيكون في الكلام كناية عن الإخفاء لما يعتقدونه من الكفر كما كان دأب المنافقين .
والوجه الثاني أولى ، ويؤيده قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=5ليستخفوا منه أي ليستخفوا من الله فلا يطلع عليه رسوله والمؤمنين ، أو ليستخفوا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم كرر كلمة التنبيه مبينا للوقت الذي يثنون فيه صدورهم فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=5ألا حين يستغشون ثيابهم أي يستخفون في وقت استغشاء الثياب ، وهو التغطي بها ، وقد كانوا يقولون إذا أغلقنا أبوابنا واستغشينا ثيابنا وثنينا صدورنا على عداوة
محمد فمن يعلم بنا ؟ وقيل : معنى حين يستغشون : حين يأوون إلى فراشهم ويتدثرون بثيابهم ، وقيل : إنه حقيقة وذلك أن بعض الكفار كان إذا مر به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثنى صدره وولى ظهره واستغشى ثيابه لئلا يسمع كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=5يعلم ما يسرون وما يعلنون مستأنفة لبيان أنه لا فائدة لهم في الاستخفاء ، لأن الله سبحانه يعلم ما يسرونه في أنفسهم أو في ذات بينهم وما يظهرونه ، فالظاهر والباطن عنده سواء ، والسر والجهر سيان ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=5إنه عليم بذات الصدور تعليل لما قبلها وتقرير له ، وذات الصدور هي الضمائر التي تشتمل عليها الصدور ، وقيل هي القلوب ، والمعنى : إنه عليم بجميع الضمائر ، أو عليم بالقلوب وأحوالها في الإسرار والإظهار ، فلا يخفى عليه شيء من ذلك .
ثم أكد كونه عالما بكل المعلومات بما فيه غاية الامتنان ونهاية الإحسان فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=6وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها أي الرزق الذي تحتاج إليه من الغذاء اللائق بالحيوان على اختلاف أنواعه تفضلا منه وإحسانا ، وإنما جيء به على طريق الوجوب كما تشعر به كلمة على اعتبارا بسبق الوعد به منه ، و من زائدة للتأكيد ، ووجه اتصال هذا الكلام بما قبله أن الله سبحانه لما كان لا يغفل عن كل حيوان باعتبار ما قسمه له من الرزق ، فكيف يغفل عن أحواله وأقواله وأفعاله ، والدابة كل حيوان يدب
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=6ويعلم مستقرها أي محل استقرارها في الأرض أو محل قرارها في الأصلاب
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=6ومستودعها موضعها في الأرحام ، وما يجري مجراها كالبيضة ونحوها .
وقال
الفراء : مستقرها حيث تأوي إليه ليلا ونهارا ، ومستودعها موضعها الذي تموت فيه ، وقد مر تمام الأقوال في سورة الأنعام ، ووجه تقدم المستقر على المستودع على قول
الفراء ظاهر .
وأما على القول الأول فلعله وجه ذلك أن المستقر أنسب باعتبار ما هي عليه حال كونها دابة .
والمعنى : وما من دابة في الأرض إلا يرزقها الله حيث كانت من أماكنها بعد كونها دابة وقبل كونها دابة ، وذلك حيث تكون في الرحم ونحوه ، ثم ختم الآية بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=6كل في كتاب مبين أي كل مما تقدم ذكره من الدواب ومستقرها ومستودعها ورزقها
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=6في كتاب مبين ، وهو اللوح المحفوظ : أي مثبت فيه .
ثم أكد دلائل قدرته بالتعرض لذكر خلق السماوات والأرض ، وكيف كان الحال قبل خلقها فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=7وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام قد تقدم بيان هذا في الأعراف ، قيل : والمراد بالأيام الأوقات : أي في ستة أوقات كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=16ومن يولهم يومئذ دبره [ الأنفال 16 ] وقيل : مقدار ستة أيام ، ولا يستقيم أن يكون المراد بالأيام هنا الأيام المعروفة ، وهي المقابلة لليالي ، لأنه لم يكن حينئذ لا أرض ولا سماء وليس اليوم إلا عبارة عن مدة كون الشمس فوق الأرض ، وكان خلق السماوات في يومين والأرضين في يومين وما عليهما من أنواع الحيوان والنبات والجماد في يومين كما سيأتي في حم السجدة .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=7nindex.php?page=treesubj&link=28982_31748_28726وكان عرشه على الماء أي كان قبل خلقهما عرشه على الماء ، وفيه بيان
nindex.php?page=treesubj&link=31748_31746_31756تقدم خلق العرش والماء على السماوات والأرضين .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=7nindex.php?page=treesubj&link=28982ليبلوكم أيكم أحسن عملا اللام متعلقة بخلق : أي خلق هذه المخلوقات ليبتلي عباده بالاعتبار والتفكر والاستدلال على كمال قدرته وعلى البعث والجزاء أيهم أحسن عملا من غيره ، ويدخل في العمل الاعتقاد ، لأنه من أعمال القلب ، وقيل : المراد بالأحسن عملا الأتم عقلا ، وقيل : الأزهد في الدنيا ، وقيل : الأكثر شكرا ، وقيل : الأتقى لله .
nindex.php?page=treesubj&link=28982قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=7ولئن قلت إنكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين ثم لما كان الابتلاء يتضمن حديث البعث أتبع ذلك بذكره ، والمعنى : لئن قلت لهم يا
محمد على
[ ص: 648 ] ما توجبه قضية الابتلاء إنكم مبعوثون من بعد الموت فيجازى المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته ،
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=7ليقولن الذين كفروا من الناس إن هذا الذي تقوله يا
محمد إلا باطل كبطلان السحر وخدع كخدعه .
ويجوز أن تكون الإشارة بهذا إلى القرآن ، لأنه المشتمل على الإخبار بالبعث .
وقرأ
حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي : إن هذا إلا ساحر ، يعنون النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكسرت إن من قوله : إنكم لأنها بعد القول .
وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه الفتح على تضمين قلت معنى ذكرت ، أو على أن بمعنى عل : أي ولئن قلت لعلكم مبعوثون ، على أن الرجاء باعتبار حال المخاطبين : أي توقعوا ذلك ولا تبتوا القول بإنكاره .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=8ولئن أخرنا عنهم العذاب أي الذي تقدم ذكره في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3عذاب يوم كبير وقيل عذاب يوم القيامة وما بعده ، وقيل يوم
بدر nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=8إلى أمة معدودة أي إلى طائفة من الأيام قليلة ، لأن ما يحصره العد قليل ، والأمة اشتقاقها من الأم : وهو القصد ، وأراد بها الوقت المقصود لإيقاع العذاب ، وقيل : هي في الأصل الجماعة من الناس ، وقد يسمى الحين باسم ما يحصل فيه كقولك كنت عند فلان صلاة العصر : أي في ذلك الحين ، فالمراد على هذا إلى حين تنقضي أمة معدودة من الناس
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=8ليقولن ما يحبسه أي أي شيء يمنعه من النزول استعجالا له على جهة الاستهزاء والتكذيب ، فأجابهم الله بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=8ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم أي ليس محبوسا عنهم ، بل واقع بهم لا محالة ، ويوم منصوب بـ " مصروفا "
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=8وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون أي أحاط بهم العذاب الذي كانوا يستعجلونه استهزاء منهم ، ووضع يستهزءون مكان يستعجلون ، لأن استعجالهم كان استهزاء منهم ، وعبر بلفظ الماضي تنبيها على تحقق وقوعه فكأنه قد حاق بهم .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
ابن زيد أنه قرأ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=1الر كتاب أحكمت آياته قال : هي كلها محكمة يعني سورة هود
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=1ثم فصلت قال : ثم ذكر
محمدا صلى الله عليه وآله وسلم فحكم فيها بينه وبين من خالفه وقرأ مثل الفريقين الآية كلها ، ثم ذكر
قوم نوح ثم
هود ، فكان هذا تفصيل ذلك ، وكان أوله محكما قال : وكان أبي يقول ذلك ، يعني
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
الحسن في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=1كتاب أحكمت آياته قال : أحكمت بالأمر والنهي ، وفصلت بالوعد والوعيد .
وأخرج هؤلاء عن
مجاهد فصلت قال : فسرت .
وأخرج هؤلاء أيضا عن
قتادة في الآية قال : أحكمها الله من الباطل ثم فصلها بعلمه ، فبين حلاله وحرامه وطاعته ومعصيته ، وفي قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=1من لدن حكيم يعني من عند حكيم ، وفي قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3يمتعكم متاعا حسنا قال : فأنتم في ذلك المتاع فخذوه بطاعة الله ومعرفة حقه ، فإن الله منعم يحب الشاكرين وأهل الشكر في مزيد من الله ، وذلك قضاؤه الذي قضاه ، وفي قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3إلى أجل مسمى يعني الموت ، وفي قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3ويؤت كل ذي فضل فضله : أي في الآخرة .
وأخرج هؤلاء أيضا عن
مجاهد في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3ويؤت كل ذي فضل فضله : أي في الآخرة .
وأخرج
أبو الشيخ عن
الحسن قال : يؤت كل ذي فضل في الإسلام فضل الدرجات في الآخرة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3ويؤت كل ذي فضل فضله قال : من عمل سيئة كتبت عليه سيئة ، ومن عمل حسنة كتبت له عشر حسنات ، فإن عوقب بالسيئة التي عملها في الدنيا بقيت له عشر حسنات ، وإن لم يعاقب بها في الدنيا أخذ من الحسنات العشر واحدة وبقيت له تسع حسنات ، ثم يقول : هلك من غلب آحاده أعشاره .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وغيره عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=5ألا إنهم يثنون صدورهم الآية قال : كانوا يستحيون أن يتخلوا فيفضوا إلى السماء ، وأن يجامعوا نساءهم فيفضوا إلى السماء فنزل ذلك فيهم .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=5يستغشون يغطون رءوسهم .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أيضا عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في تفسير هذه الآية ، يعني به الشك في الله وعمل السيئات ، وكذا روي عن
مجاهد والحسن وغيرهما : أي أنهم كانوا يثنون صدورهم إذا قالوا شيئا أو عملوه ، فيظنون أنهم يستخفون من الله بذلك ، فأعلمهم سبحانه أنه حين يستغشون ثيابهم عند منامهم في ظلمة الليل
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=5يعلم ما يسرون من القول
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=5وما يعلنون .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
nindex.php?page=showalam&ids=16439عبد الله بن شداد بن الهاد في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=5ألا إنهم يثنون صدورهم قال : كان المنافقون إذا مر أحدهم بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ثنى صدره وتغشى ثوبه لكيلا يراه ، فنزلت .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
الحسن في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=5ألا حين يستغشون ثيابهم قال : في ظلمة الليل في أجواف بيوتهم .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
أبي رزين في الآية قال : كان أحدهم يحني ظهره ويستغشي بثوبه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
قتادة في الآية قال : كانوا يخفون صدورهم لكيلا يسمعوا كتاب الله .
nindex.php?page=treesubj&link=28982قال تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=5ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وذلك أخفى ما يكون ابن آدم إذا أحنى ظهره واستغشى بثوبه وأضمر همه في نفسه ، فإن الله لا يخفى عليه ذلك .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال في الآية : يكتمون ما في قلوبهم ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما عملوا بالليل والنهار .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=6وما من دابة الآية قال : يعني كل دابة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
مجاهد في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=6وما من دابة الآية قال : يعني ما جاءها من رزق فمن الله ، وربما لم يرزقها حتى تموت جوعا ، ولكن ما كان لها من رزق لها فمن الله .
وأخرج
عبد الرزاق nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=6ويعلم مستقرها قال : حيث تأوي ،
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=6ومستودعها قال : حيث تموت .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عنه
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=6ويعلم مستقرها قال : يأتيها رزقها حيث كانت .
وأخرج
[ ص: 649 ] nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=6مستقرها في الأرحام
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=6ومستودعها حيث تموت .
ويؤيد هذا التفسير الذي ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ما أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=14155الترمذي الحكيم في نوادر الأصول
والحاكم وصححه
وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020467إذا كان أجل أحدكم بأرض أتيحت له إليها حاجة ، حتى إذا بلغ أقصى أثره منها فيقبض ، فتقول الأرض يوم القيامة : هذا ما استودعتني .
وأخرج
عبد الرزاق في المصنف
nindex.php?page=showalam&ids=14906والفريابي nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه
والبيهقي في الأسماء والصفات عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنه سئل عن قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=7وكان عرشه على الماء على أي شيء كان الماء ؟ قال : على متن الريح .
وقد وردت أحاديث كثيرة في صفة العرش وفي كيفية خلق السماوات والأرض ليس هذا موضع ذكرها .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم والحاكم في التاريخ
وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر قال :
تلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذه الآية : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=7ليبلوكم أيكم أحسن عملا فقيل : ما معنى ذلك يا رسول الله ؟ قال : ليبلوكم أيكم أحسن عقلا ، ثم قال : وأحسنكم عقلا أورعكم عن محارم الله وأعملكم بطاعة الله .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
قتادة قال : أيكم أتم عقلا .
وأخرج أيضا عن
سفيان قال : أزهدكم في الدنيا .
وأخرج
ابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
قتادة قال : لما نزلت :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=1اقترب للناس حسابهم الأنبياء 1 .
قال ناس : إن الساعة قد اقتربت فتناهوا ، فتناهى القوم قليلا ثم عادوا إلى أعمالهم أعمال السوء ، فأنزل الله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=1أتى أمر الله فلا تستعجلوه فقال ناس من أهل الضلال : هذا أمر الله قد أتى ، فتناهى القوم ثم عادوا إلى مكرهم مكر السوء ، فأنزل الله هذه الآية :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=8ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=8إلى أمة معدودة قال : إلى أجل معدود .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
قتادة nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=8ليقولن ما يحبسه يعني أهل النفاق .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=8وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون يقول : وقع بهم العذاب الذي استهزءوا به .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=28982_32450_32234_32238الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=2أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=4إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=5أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=6وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=7وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=8وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ .
قَوْلُهُ : الر إِنْ كَانَ مَسْرُودًا عَلَى سَبِيلِ التَّعْدِيدِ كَمَا فِي سَائِرِ فَوَاتِحِ السُّوَرِ فَلَا مَحَلَّ لَهُ ، وَإِنْ كَانَ اسْمًا لِلسُّورَةِ فَهُوَ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ عَلَى أَنَّهُ مُبْتَدَأٌ خَبَرُهُ مَا بَعْدَهُ أَوْ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ ، وَ كِتَابٌ يَكُونُ عَلَى هَذَا الْوَجْهِ خَبَرًا لِمُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ : أَيْ هَذَا كِتَابٌ وَكَذَا عَلَى تَقْدِيرِ أَنَّ الر لَا مَحَلَّ لَهُ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الر فِي مَحَلِّ نَصْبٍ بِتَقْدِيرِ فِعْلٍ يُنَاسِبُ الْمَقَامَ نَحْوَ : اذْكُرْ ، أَوِ اقْرَأْ ، فَيَكُونَ " كِتَابٌ " عَلَى هَذَا الْوَجْهِ خَبَرَ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ ، وَالْإِشَارَةُ فِي الْمُبْتَدَأِ الْمُقَدَّرِ إِمَّا إِلَى بَعْضِ الْقُرْآنِ أَوْ إِلَى مَجْمُوعِ الْقُرْآنِ ، وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=1أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ صَارَتْ مُحْكَمَةً مُتْقَنَةً لَا نَقْصَ فِيهَا وَلَا نَقْضَ لَهَا كَالْبِنَاءِ الْمُحْكَمِ ، وَقِيلَ مَعْنَاهُ : إِنَّهَا لَمْ تُنْسَخْ بِخِلَافِ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ ، وَعَلَى هَذَا فَيَكُونُ هَذَا الْوَصْفُ لِلْكِتَابِ بِاعْتِبَارِ الْغَالِبِ ، وَهُوَ الْمُحْكَمُ الَّذِي لَمْ يُنْسَخْ ، وَقِيلَ مَعْنَاهُ : أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ بِالْأَمْرِ وَالنَّهْيِ ، ثُمَّ فُصِّلَتْ بِالْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ وَالثَّوَابِ وَالْعِقَابِ ، وَقِيلَ : أَحْكَمَهَا اللَّهُ مِنَ الْبَاطِلِ ثُمَّ فَصَّلَهَا بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ ، وَقِيلَ : أُحْكِمَتْ جُمْلَتُهُ ، ثُمَّ فَصِّلَتْ آيَاتُهُ ، وَقِيلَ : جُمِعَتْ فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ ثُمَّ فُصِّلَتْ بِالْوَحْيِ ، وَقِيلَ : أُيِّدَتْ بِالْحُجَجِ الْقَاطِعَةِ الدَّالَّةِ عَلَى كَوْنِهَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ، وَقِيلَ : مَعْنَى إِحْكَامِهَا أَنْ لَا فَسَادَ فِيهَا ، أَخْذًا مِنْ قَوْلِهِمْ أَحْكَمْتُ الدَّابَّةَ : إِذَا وَضَعْتَ عَلَيْهَا الْحَكَمَةَ لِتَمْنَعَهَا مِنَ الْجِمَاحِ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=1ثُمَّ فُصِّلَتْ مَعْطُوفٌ عَلَى أُحْكِمَتْ ، وَمَعْنَاهُ مَا تَقَدَّمَ ، وَالتَّرَاخِي الْمُسْتَفَادُ مِنْ ثُمَّ إِمَّا زَمَانِيٌّ إِنْ فُسِّرَ التَّفْصِيلُ بِالتَّنْجِيمِ عَلَى حَسَبِ الْمَصَالِحِ ، وَإِمَّا رُتْبِيٌّ إِنْ فُسِّرَ بِغَيْرِهِ مِمَّا تَقَدَّمَ ، وَالْجُمَلُ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ عَلَى أَنَّهَا صِفَةٌ لِكِتَابٍ أَوْ خَبَرٌ آخَرُ لِلْمُبْتَدَأِ أَوْ خَبَرٌ لِمُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ ، وَفِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=1مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ لَفٌّ وَنَشْرٌ ، لِأَنَّ الْمَعْنَى : أَحْكَمَهَا حَكِيمٌ وَفَصَّلَهَا خَبِيرٌ عَالِمٌ بِمَوَاقِعِ الْأُمُورِ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=26nindex.php?page=treesubj&link=28982_29428أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ مَفْعُولٌ لَهُ حُذِفَ مِنْهُ اللَّامُ : كَذَا فِي الْكَشَّافِ ، وَفِيهِ أَنَّهُ لَيْسَ بِفِعْلٍ لِفَاعِلِ الْفِعْلِ الْمُعَلَّلِ ، وَقِيلَ : أَنْ هِيَ الْمُفَسِّرَةُ لِمَا فِي التَّفْصِيلِ مِنْ مَعْنَى الْقَوْلِ ، وَقِيلَ : هُوَ كَلَامٌ مُبْتَدَأٌ مُنْقَطِعٌ عَمَّا قَبْلَهُ مَحْكِيًّا عَلَى لِسَانِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=14888وَالْفَرَّاءُ : التَّقْدِيرُ أُحْكِمَتْ بِأَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : أُحْكِمَتْ ثُمَّ فُصِّلَتْ لِئَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ ، ثُمَّ أَخْبَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِأَنَّهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=2إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ أَيْ يُنْذِرُهُمْ وَيُخَوِّفُهُمْ مِنْ عَذَابِهِ لِمَنْ عَصَاهُ وَيُبَشِّرُهُمْ بِالْجَنَّةِ وَالرِّضْوَانِ لِمَنْ أَطَاعَهُ ، وَالضَّمِيرُ فِي مِنْهُ رَاجِعٌ إِلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ : أَيْ إِنَّنِي لَكُمْ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ مِنْ جِهَةِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ ، وَقِيلَ : هُوَ مِنْ كَلَامِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=28وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=28982_20011وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ مَعْطُوفٌ عَلَى أَنْ لَا تَعْبُدُوا ، وَالْكَلَامُ فِي أَنْ هَذِهِ كَالْكَلَامِ فِي الَّتِي قَبْلَهَا .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ مَعْطُوفٌ عَلَى اسْتَغْفِرُوا ، وَقَدَّمَ الْإِرْشَادَ إِلَى الِاسْتِغْفَارِ عَلَى التَّوْبَةِ لِكَوْنِهِ وَسِيلَةً إِلَيْهَا ، وَقِيلَ : إِنَّ التَّوْبَةَ مِنْ مُتَمِّمَاتِ الِاسْتِغْفَارِ ، وَقِيلَ : مَعْنَى اسْتَغْفِرُوا تُوبُوا ، وَمَعْنَى تُوبُوا : أَخْلِصُوا التَّوْبَةَ وَاسْتَقِيمُوا عَلَيْهَا ، وَقِيلَ : اسْتَغْفِرُوا مِنْ سَالِفِ الذُّنُوبِ ثُمَّ تُوبُوا مِنْ لَاحِقِهَا ، وَقِيلَ : اسْتَغْفِرُوا مِنَ الشِّرْكِ ثُمَّ ارْجِعُوا إِلَيْهِ بِالطَّاعَةِ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : ثُمَّ هَاهُنَا بِمَعْنَى الْوَاوِ : أَيْ وَتُوبُوا إِلَيْهِ لِأَنَّ الِاسْتِغْفَارَ هُوَ التَّوْبَةُ وَالتَّوْبَةُ هِيَ الِاسْتِغْفَارُ ، وَقِيلَ : إِنَّمَا قُدِّمُ ذِكْرُ الِاسْتِغْفَارِ لِأَنَّ الْمَغْفِرَةَ هِيَ الْغَرَضُ الْمَطْلُوبُ ، وَالتَّوْبَةُ هِيَ السَّبَبُ إِلَيْهَا ، وَمَا كَانَ آخِرًا فِي الْحُصُولِ كَانَ أَوَّلًا فِي الطَّلَبِ ، وَقِيلَ : اسْتَغْفِرُوا فِي الصَّغَائِرِ وَتُوبُوا إِلَيْهِ فِي الْكَبَائِرِ ، ثُمَّ رَتَّبَ عَلَى مَا تَقَدَّمَ أَمْرَيْنِ ، الْأَوَّلُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا أَصْلُ الْإِمْتَاعِ الْإِطَالَةُ وَمِنْهُ أَمْتَعَ اللَّهُ بِكَ ، فَمَعْنَى الْآيَةِ : يُطَوِّلْ نَفْعَكُمْ فِي الدُّنْيَا بِمَنَافِعَ حَسَنَةٍ مَرْضِيَّةٍ مِنْ سَعَةِ الرِّزْقِ وَرَغَدِ الْعَيْشِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى [ ص: 647 ] إِلَى وَقْتٍ مُقَدَّرٍ عِنْدَ اللَّهِ وَهُوَ الْمَوْتُ ، وَقِيلَ الْقِيَامَةُ ، وَقِيلَ دُخُولُ الْجَنَّةِ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
وَالْأَمْرُ الثَّانِي قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=28982_30503وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ أَيْ يُعْطِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فِي الطَّاعَةِ وَالْعَمَلِ فَضْلَهُ : أَيْ جَزَاءَ فَضْلِهِ إِمَّا فِي الدُّنْيَا أَوْ فِي الْآخِرَةِ أَوْ فِيهِمَا جَمِيعًا ، وَالضَّمِيرُ فِي فَضْلِهِ رَاجِعٌ إِلَى كُلِّ ذِي فَضْلٍ ، وَقِيلَ : رَاجِعٌ إِلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ عَلَى مَعْنَى أَنَّ اللَّهَ يُعْطِي كُلَّ مَنْ فُضِّلَتْ حَسَنَاتُهُ فَضْلَهُ الَّذِي يَتَفَضَّلُ بِهِ عَلَى عِبَادِهِ .
ثُمَّ تَوَعَّدَهُمْ عَلَى مُخَالَفَةِ الْأَمْرِ فَقَالَ : وَإِنْ تَوَلَّوْا أَيْ تَتَوَلَّوْا وَتُعْرِضُوا عَنِ الْإِخْلَاصِ فِي الْعِبَادَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ وَالتَّوْبَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ وَهُوَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ، وَوَصَفَهُ بِالْكِبَرِ لِمَا فِيهِ مِنَ الْأَهْوَالِ ، وَقِيلَ : الْيَوْمُ الْكَبِيرُ يَوْمُ
بَدْرٍ .
ثُمَّ بَيَّنَ سُبْحَانَهُ عَذَابَ الْيَوْمِ الْكَبِيرِ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=4إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ أَيْ رُجُوعُكُمْ إِلَيْهِ بِالْمَوْتِ ، ثُمَّ الْبَعْثِ ، ثُمَّ الْجَزَاءِ ، لَا إِلَى غَيْرِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=4وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَمِنْ جُمْلَةِ ذَلِكَ عَذَابُكُمْ عَلَى عَدَمِ الِامْتِثَالِ ، وَهَذِهِ الْجُمْلَةُ مُقَرِّرَةٌ لِمَا قَبْلَهَا .
ثُمَّ أَخْبَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ بِأَنَّ هَذَا الْإِنْذَارَ وَالتَّحْذِيرَ وَالتَّوَعُّدَ لَمْ يَنْجَعْ فِيهِمْ ، وَلَا لَانَتْ لَهُ قُلُوبُهُمْ ، بَلْ هُمْ مُصِرُّونَ عَلَى الْعِنَادِ مُصَمِّمُونَ عَلَى الْكُفْرِ ، فَقَالَ مُصَدِّرًا لِهَذَا الْإِخْبَارِ بِكَلِمَةِ التَّنْبِيهِ الدَّالَّةِ عَلَى التَّعَجُّبِ مِنْ حَالِهِمْ ، وَأَنَّهُ أَمْرٌ يَنْبَغِي أَنْ يَتَنَبَّهَ لَهُ الْعُقَلَاءُ وَيَفْهَمُوهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=5أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ يُقَالُ : ثَنَى صَدْرَهُ عَنِ الشَّيْءِ : إِذَا ازْوَرَّ عَنْهُ وَانْحَرَفَ مِنْهُ ، فَيَكُونُ فِي الْكَلَامِ كِنَايَةٌ عَنِ الْإِعْرَاضِ ، لِأَنَّ مَنْ أَعْرَضَ عَنِ الشَّيْءِ ثَنَى عَنْهُ صَدْرَهُ وَطَوَى عَنْهُ كَشْحَهُ ، وَقِيلَ مَعْنَاهُ : يَعْطِفُونَ صُدُورَهُمْ عَلَى مَا فِيهَا مِنَ الْكُفْرِ وَالْإِعْرَاضِ عَنِ الْحَقِّ ، فَيَكُونُ فِي الْكَلَامِ كِنَايَةٌ عَنِ الْإِخْفَاءِ لِمَا يَعْتَقِدُونَهُ مِنَ الْكُفْرِ كَمَا كَانَ دَأْبُ الْمُنَافِقِينَ .
وَالْوَجْهُ الثَّانِي أَوْلَى ، وَيُؤَيِّدُهُ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=5لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَيْ لِيَسْتَخْفُوا مِنَ اللَّهِ فَلَا يُطْلِعُ عَلَيْهِ رَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ ، أَوْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ كَرَّرَ كَلِمَةَ التَّنْبِيهِ مُبَيِّنًا لِلْوَقْتِ الَّذِي يَثْنُونَ فِيهِ صُدُورَهُمْ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=5أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ أَيْ يَسْتَخْفُونَ فِي وَقْتِ اسْتِغْشَاءِ الثِّيَابِ ، وَهُوَ التَّغَطِّي بِهَا ، وَقَدْ كَانُوا يَقُولُونَ إِذَا أَغْلَقْنَا أَبْوَابَنَا وَاسْتَغْشَيْنَا ثِيَابَنَا وَثَنَيْنَا صُدُورَنَا عَلَى عَدَاوَةِ
مُحَمَّدٍ فَمَنْ يَعْلَمُ بِنَا ؟ وَقِيلَ : مَعْنَى حِينَ يَسْتَغْشُونَ : حِينَ يَأْوُونَ إِلَى فِرَاشِهِمْ وَيَتَدَثَّرُونَ بِثِيَابِهِمْ ، وَقِيلَ : إِنَّهُ حَقِيقَةٌ وَذَلِكَ أَنَّ بَعْضَ الْكُفَّارِ كَانَ إِذَا مَرَّ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ثَنَى صَدْرَهُ وَوَلَّى ظَهْرَهُ وَاسْتَغْشَى ثِيَابَهُ لِئَلَّا يَسْمَعَ كَلَامَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=5يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ مُسْتَأْنَفَةٌ لِبَيَانِ أَنَّهُ لَا فَائِدَةَ لَهُمْ فِي الِاسْتِخْفَاءِ ، لِأَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَهُ فِي أَنْفُسِهِمْ أَوْ فِي ذَاتِ بَيْنِهِمْ وَمَا يُظْهِرُونَهُ ، فَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ عِنْدَهُ سَوَاءٌ ، وَالسِّرُّ وَالْجَهْرُ سِيَّانِ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=5إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ تَعْلِيلٌ لِمَا قَبْلَهَا وَتَقْرِيرٌ لَهُ ، وَذَاتُ الصُّدُورِ هِيَ الضَّمَائِرُ الَّتِي تَشْتَمِلُ عَلَيْهَا الصُّدُورُ ، وَقِيلَ هِيَ الْقُلُوبُ ، وَالْمَعْنَى : إِنَّهُ عَلِيمٌ بِجَمِيعِ الضَّمَائِرِ ، أَوْ عَلِيمٌ بِالْقُلُوبِ وَأَحْوَالِهَا فِي الْإِسْرَارِ وَالْإِظْهَارِ ، فَلَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ .
ثُمَّ أَكَّدَ كَوْنَهُ عَالِمًا بِكُلِّ الْمَعْلُومَاتِ بِمَا فِيهِ غَايَةُ الِامْتِنَانِ وَنِهَايَةُ الْإِحْسَانِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=6وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا أَيْ الرِّزْقُ الَّذِي تَحْتَاجُ إِلَيْهِ مِنَ الْغِذَاءِ اللَّائِقِ بِالْحَيَوَانِ عَلَى اخْتِلَافِ أَنْوَاعِهِ تَفَضُّلًا مِنْهُ وَإِحْسَانًا ، وَإِنَّمَا جِيءَ بِهِ عَلَى طَرِيقِ الْوُجُوبِ كَمَا تُشْعِرُ بِهِ كَلِمَةُ عَلَى اعْتِبَارًا بِسَبْقِ الْوَعْدِ بِهِ مِنْهُ ، وَ مِنْ زَائِدَةٌ لِلتَّأْكِيدِ ، وَوَجْهُ اتِّصَالِ هَذَا الْكَلَامِ بِمَا قَبْلَهُ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَمَّا كَانَ لَا يَغْفُلُ عَنْ كُلِّ حَيَوَانٍ بِاعْتِبَارِ مَا قَسَمَهُ لَهُ مِنَ الرِّزْقِ ، فَكَيْفَ يَغْفُلُ عَنْ أَحْوَالِهِ وَأَقْوَالِهِ وَأَفْعَالِهِ ، وَالدَّابَّةُ كُلُّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=6وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا أَيْ مَحَلَّ اسْتِقْرَارِهَا فِي الْأَرْضِ أَوْ مَحَلَّ قَرَارِهَا فِي الْأَصْلَابِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=6وَمُسْتَوْدَعَهَا مَوْضِعَهَا فِي الْأَرْحَامِ ، وَمَا يَجْرِي مَجْرَاهَا كَالْبَيْضَةِ وَنَحْوِهَا .
وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : مُسْتَقَرُّهَا حَيْثُ تَأْوِي إِلَيْهِ لَيْلًا وَنَهَارًا ، وَمُسْتَوْدَعُهَا مَوْضِعُهَا الَّذِي تَمُوتُ فِيهِ ، وَقَدْ مَرَّ تَمَامُ الْأَقْوَالِ فِي سُورَةِ الْأَنْعَامِ ، وَوَجْهُ تَقَدُّمِ الْمُسْتَقَرِّ عَلَى الْمُسْتَوْدَعِ عَلَى قَوْلِ
الْفَرَّاءِ ظَاهِرٌ .
وَأَمَّا عَلَى الْقَوْلِ الْأَوَّلِ فَلَعَلَّهُ وَجَّهَ ذَلِكَ أَنَّ الْمُسْتَقَرَّ أَنْسَبُ بِاعْتِبَارِ مَا هِيَ عَلَيْهِ حَالَ كَوْنِهَا دَابَّةً .
وَالْمَعْنَى : وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا يَرْزُقُهَا اللَّهُ حَيْثُ كَانَتْ مِنْ أَمَاكِنِهَا بَعْدَ كَوْنِهَا دَابَّةً وَقَبْلَ كَوْنِهَا دَابَّةً ، وَذَلِكَ حَيْثُ تَكُونُ فِي الرَّحِمِ وَنَحْوِهُ ، ثُمَّ خَتَمَ الْآيَةَ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=6كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ أَيْ كُلٌّ مِمَّا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ مِنَ الدَّوَابِّ وَمُسْتَقَرِّهَا وَمُسْتَوْدَعِهَا وَرِزْقِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=6فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ، وَهُوَ اللَّوْحُ الْمَحْفُوظُ : أَيْ مُثْبَتٌ فِيهِ .
ثُمَّ أَكَّدَ دَلَائِلَ قُدْرَتِهِ بِالتَّعَرُّضِ لِذِكْرِ خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، وَكَيْفَ كَانَ الْحَالُ قَبْلَ خَلْقِهَا فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=7وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ قَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُ هَذَا فِي الْأَعْرَافِ ، قِيلَ : وَالْمُرَادُ بِالْأَيَّامِ الْأَوْقَاتُ : أَيْ فِي سِتَّةِ أَوْقَاتٍ كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=16وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ [ الْأَنْفَالِ 16 ] وَقِيلَ : مِقْدَارُ سِتَّةِ أَيَّامٍ ، وَلَا يَسْتَقِيمُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِالْأَيَّامِ هُنَا الْأَيَّامَ الْمَعْرُوفَةَ ، وَهِيَ الْمُقَابِلَةُ لِلَّيَالِي ، لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ حِينَئِذٍ لَا أَرْضٌ وَلَا سَمَاءٌ وَلَيْسَ الْيَوْمُ إِلَّا عِبَارَةً عَنْ مُدَّةِ كَوْنِ الشَّمْسِ فَوْقَ الْأَرْضِ ، وَكَانَ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ فِي يَوْمَيْنِ وَالْأَرَضِينَ فِي يَوْمَيْنِ وَمَا عَلَيْهِمَا مِنْ أَنْوَاعِ الْحَيَوَانِ وَالنَّبَاتِ وَالْجَمَادِ فِي يَوْمَيْنِ كَمَا سَيَأْتِي فِي حم السَّجْدَةِ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=7nindex.php?page=treesubj&link=28982_31748_28726وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ أَيْ كَانَ قَبْلَ خَلْقِهِمَا عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ، وَفِيهِ بَيَانُ
nindex.php?page=treesubj&link=31748_31746_31756تَقَدُّمِ خَلْقِ الْعَرْشِ وَالْمَاءِ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرَضِينَ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=7nindex.php?page=treesubj&link=28982لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا اللَّامُ مُتَعَلِّقَةٌ بِخَلَقَ : أَيْ خَلَقَ هَذِهِ الْمَخْلُوقَاتِ لِيَبْتَلِيَ عِبَادَهُ بِالِاعْتِبَارِ وَالتَّفَكُّرِ وَالِاسْتِدْلَالِ عَلَى كَمَالِ قُدْرَتِهِ وَعَلَى الْبَعْثِ وَالْجَزَاءِ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا مِنْ غَيْرِهِ ، وَيَدْخُلُ فِي الْعَمَلِ الِاعْتِقَادُ ، لِأَنَّهُ مِنْ أَعْمَالِ الْقَلْبِ ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِالْأَحْسَنِ عَمَلًا الْأَتَمُّ عَقْلًا ، وَقِيلَ : الْأَزْهَدُ فِي الدُّنْيَا ، وَقِيلَ : الْأَكْثَرُ شُكْرًا ، وَقِيلَ : الْأَتْقَى لِلَّهِ .
nindex.php?page=treesubj&link=28982قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=7وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ثُمَّ لَمَّا كَانَ الِابْتِلَاءُ يَتَضَمَّنُ حَدِيثَ الْبَعْثِ أَتْبَعَ ذَلِكَ بِذِكْرِهِ ، وَالْمَعْنَى : لَئِنْ قُلْتَ لَهُمْ يَا
مُحَمَّدُ عَلَى
[ ص: 648 ] مَا تُوجِبُهُ قَضِيَّةُ الِابْتِلَاءِ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ فَيُجَازَى الْمُحْسِنُ بِإِحْسَانِهِ وَالْمُسِيءُ بِإِسَاءَتِهِ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=7لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّاسِ إِنْ هَذَا الَّذِي تَقُولُهُ يَا
مُحَمَّدُ إِلَّا بَاطِلٌ كَبُطْلَانِ السِّحْرَ وَخُدَعٌ كَخُدَعِهِ .
وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ الْإِشَارَةُ بِهَذَا إِلَى الْقُرْآنِ ، لِأَنَّهُ الْمُشْتَمِلُ عَلَى الْإِخْبَارِ بِالْبَعْثِ .
وَقَرَأَ
حَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ : إِنْ هَذَا إِلَّا سَاحِرٌ ، يَعْنُونَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَكُسِرَتْ إِنَّ مِنْ قَوْلِهِ : إِنَّكُمْ لِأَنَّهَا بَعْدَ الْقَوْلِ .
وَحَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ الْفَتْحَ عَلَى تَضْمِينِ قُلْتَ مَعْنَى ذَكَرْتَ ، أَوْ عَلَى أَنَّ بِمَعْنَى عَلَّ : أَيْ وَلَئِنْ قُلْتَ لَعَلَّكُمْ مَبْعُوثُونَ ، عَلَى أَنَّ الرَّجَاءَ بِاعْتِبَارِ حَالِ الْمُخَاطَبِينَ : أَيْ تَوَقَّعُوا ذَلِكَ وَلَا تَبُتُّوا الْقَوْلَ بِإِنْكَارِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=8وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ أَيْ الَّذِي تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ وَقِيلَ عَذَابُ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَا بَعْدَهُ ، وَقِيلَ يَوْمُ
بَدْرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=8إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ أَيْ إِلَى طَائِفَةٍ مِنَ الْأَيَّامِ قَلِيلَةٍ ، لِأَنَّ مَا يَحْصُرُهُ الْعَدُّ قَلِيلٌ ، وَالْأُمَّةُ اشْتِقَاقُهَا مِنَ الْأَمِّ : وَهُوَ الْقَصْدُ ، وَأَرَادَ بِهَا الْوَقْتَ الْمَقْصُودَ لِإِيقَاعِ الْعَذَابِ ، وَقِيلَ : هِيَ فِي الْأَصْلِ الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ ، وَقَدْ يُسَمَّى الْحِينُ بِاسْمِ مَا يَحْصُلُ فِيهِ كَقَوْلِكَ كُنْتُ عِنْدَ فُلَانٍ صَلَاةَ الْعَصْرِ : أَيْ فِي ذَلِكَ الْحِينِ ، فَالْمُرَادُ عَلَى هَذَا إِلَى حِينِ تَنْقَضِي أُمَّةٌ مَعْدُودَةٌ مِنَ النَّاسِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=8لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَيْ أَيُّ شَيْءٍ يَمْنَعُهُ مِنَ النُّزُولِ اسْتِعْجَالًا لَهُ عَلَى جِهَةِ الِاسْتِهْزَاءِ وَالتَّكْذِيبِ ، فَأَجَابَهُمُ اللَّهُ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=8أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ أَيْ لَيْسَ مَحْبُوسًا عَنْهُمْ ، بَلْ وَاقِعٌ بِهِمْ لَا مَحَالَةَ ، وَيَوْمَ مَنْصُوبٌ بِـ " مَصْرُوفًا "
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=8وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ أَيْ أَحَاطَ بِهِمُ الْعَذَابُ الَّذِي كَانُوا يَسْتَعْجِلُونَهُ اسْتِهْزَاءً مِنْهُمْ ، وَوُضِعَ يَسْتَهْزِءُونَ مَكَانَ يَسْتَعْجِلُونَ ، لِأَنَّ اسْتِعْجَالَهُمْ كَانَ اسْتِهْزَاءً مِنْهُمْ ، وَعَبَّرَ بِلَفْظِ الْمَاضِي تَنْبِيهًا عَلَى تَحَقُّقِ وُقُوعِهِ فَكَأَنَّهُ قَدْ حَاقَ بِهِمْ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
ابْنِ زَيْدٍ أَنَّهُ قَرَأَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=1الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ قَالَ : هِيَ كُلُّهَا مَحْكَمَةٌ يَعْنِي سُورَةَ هُودٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=1ثُمَّ فُصِّلَتْ قَالَ : ثُمَّ ذَكَرَ
مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فَحَكَمَ فِيهَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَنْ خَالَفَهُ وَقَرَأَ مِثْلَ الْفَرِيقَيْنِ الْآيَةَ كُلَّهَا ، ثُمَّ ذَكَرَ
قَوْمَ نُوحٍ ثُمَّ
هُودٍ ، فَكَانَ هَذَا تَفْصِيلُ ذَلِكَ ، وَكَانَ أَوَّلُهُ مُحْكَمًا قَالَ : وَكَانَ أَبِي يَقُولُ ذَلِكَ ، يَعْنِي
nindex.php?page=showalam&ids=15944زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنِ
الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=1كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ قَالَ : أُحْكِمَتْ بِالْأَمْرِ وَالنَّهْيِ ، وَفُصِّلَتْ بِالْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ .
وَأَخْرَجَ هَؤُلَاءِ عَنْ
مُجَاهِدٍ فُصِّلَتْ قَالَ : فُسِّرَتْ .
وَأَخْرَجَ هَؤُلَاءِ أَيْضًا عَنْ
قَتَادَةَ فِي الْآيَةِ قَالَ : أَحْكَمَهَا اللَّهُ مِنَ الْبَاطِلِ ثُمَّ فَصَّلَهَا بِعِلْمِهِ ، فَبَيَّنَ حَلَالَهُ وَحَرَامَهُ وَطَاعَتَهُ وَمَعْصِيَتَهُ ، وَفِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=1مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ يَعْنِي مِنْ عِنْدِ حَكِيمٍ ، وَفِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا قَالَ : فَأَنْتُمْ فِي ذَلِكَ الْمَتَاعِ فَخُذُوهُ بِطَاعَةِ اللَّهِ وَمَعْرِفَةِ حَقِّهِ ، فَإِنَّ اللَّهَ مُنْعِمٌ يُحِبُّ الشَّاكِرِينَ وَأَهْلُ الشُّكْرِ فِي مَزِيدٍ مِنَ اللَّهِ ، وَذَلِكَ قَضَاؤُهُ الَّذِي قَضَاهُ ، وَفِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى يَعْنِي الْمَوْتَ ، وَفِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ : أَيْ فِي الْآخِرَةِ .
وَأَخْرَجَ هَؤُلَاءِ أَيْضًا عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ : أَيْ فِي الْآخِرَةِ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو الشَّيْخِ عَنِ
الْحَسَنِ قَالَ : يُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فِي الْإِسْلَامِ فَضْلَ الدَّرَجَاتِ فِي الْآخِرَةِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ قَالَ : مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً كُتِبَتْ عَلَيْهِ سَيِّئَةٌ ، وَمَنْ عَمِلَ حَسَنَةً كُتِبَتْ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ ، فَإِنْ عُوقِبَ بِالسَّيِّئَةِ الَّتِي عَمِلَهَا فِي الدُّنْيَا بَقِيَتْ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ ، وَإِنْ لَمْ يُعَاقَبْ بِهَا فِي الدُّنْيَا أُخِذَ مِنَ الْحَسَنَاتِ الْعَشْرِ وَاحِدَةٌ وَبَقِيَتْ لَهُ تِسْعُ حَسَنَاتٍ ، ثُمَّ يَقُولُ : هَلَكَ مَنْ غَلَبَ آحَادُهُ أَعْشَارَهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=5أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ الْآيَةَ قَالَ : كَانُوا يَسْتَحْيُونَ أَنْ يَتَخَلَّوْا فَيُفْضُوا إِلَى السَّمَاءِ ، وَأَنْ يُجَامِعُوا نِسَاءَهُمْ فَيُفْضُوا إِلَى السَّمَاءِ فَنَزَلَ ذَلِكَ فِيهِمْ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ : وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=5يَسْتَغْشُونَ يُغَطُّونَ رُءُوسَهُمْ .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ أَيْضًا عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ ، يَعْنِي بِهِ الشَّكَّ فِي اللَّهِ وَعَمَلَ السَّيِّئَاتِ ، وَكَذَا رُوِيَ عَنْ
مُجَاهِدٍ وَالْحَسَنِ وَغَيْرِهِمَا : أَيْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ إِذَا قَالُوا شَيْئًا أَوْ عَمِلُوهُ ، فَيَظُنُّونَ أَنَّهُمْ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ بِذَلِكَ ، فَأَعْلَمَهُمْ سُبْحَانَهُ أَنَّهُ حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ عِنْدَ مَنَامِهِمْ فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=5يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ مِنَ الْقَوْلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=5وَمَا يُعْلِنُونَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16000سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16439عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=5أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ قَالَ : كَانَ الْمُنَافِقُونَ إِذَا مَرَّ أَحَدُهُمْ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ثَنَى صَدْرَهُ وَتَغَشَّى ثَوْبَهُ لِكَيْلَا يَرَاهُ ، فَنَزَلَتْ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ
الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=5أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ قَالَ : فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ فِي أَجْوَافِ بُيُوتِهِمْ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنْ
أَبِي رَزِينٍ فِي الْآيَةِ قَالَ : كَانَ أَحَدُهُمْ يَحْنِي ظَهْرَهُ وَيَسْتَغْشِي بِثَوْبِهِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنْ
قَتَادَةَ فِي الْآيَةِ قَالَ : كَانُوا يُخْفُونَ صُدُورَهُمْ لِكَيْلَا يَسْمَعُوا كِتَابَ اللَّهِ .
nindex.php?page=treesubj&link=28982قَالَ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=5أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَذَلِكَ أَخْفَى مَا يَكُونُ ابْنُ آدَمَ إِذَا أَحَنَى ظَهْرَهُ وَاسْتَغْشَى بِثَوْبِهِ وَأَضْمَرَ هَمَّهُ فِي نَفْسِهِ ، فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ ذَلِكَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ فِي الْآيَةِ : يَكْتُمُونَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا عَمِلُوا بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=6وَمَا مِنْ دَابَّةٍ الْآيَةَ قَالَ : يَعْنِي كُلَّ دَابَّةٍ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=6وَمَا مِنْ دَابَّةٍ الْآيَةَ قَالَ : يَعْنِي مَا جَاءَهَا مِنْ رِزْقٍ فَمِنَ اللَّهِ ، وَرُبَّمَا لَمْ يَرْزُقْهَا حَتَّى تَمُوتَ جُوعًا ، وَلَكِنْ مَا كَانَ لَهَا مِنْ رِزْقٍ لَهَا فَمِنَ اللَّهِ .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=6وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا قَالَ : حَيْثُ تَأْوِي ،
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=6وَمُسْتَوْدَعَهَا قَالَ : حَيْثُ تَمُوتُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنِ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=6وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا قَالَ : يَأْتِيهَا رِزْقُهَا حَيْثُ كَانَتْ .
وَأَخْرَجَ
[ ص: 649 ] nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنِ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=6مُسْتَقَرَّهَا فِي الْأَرْحَامِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=6وَمُسْتَوْدَعَهَا حَيْثُ تَمُوتُ .
وَيُؤَيِّدُ هَذَا التَّفْسِيرَ الَّذِي ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ مَا أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14155التِّرْمِذِيُّ الْحَكِيمُ فِي نَوَادِرِ الْأُصُولِ
وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020467إِذَا كَانَ أَجَلُ أَحَدِكُمْ بِأَرْضٍ أُتِيحَتْ لَهُ إِلَيْهَا حَاجَةٌ ، حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَقْصَى أَثَرِهِ مِنْهَا فَيُقْبَضُ ، فَتَقُولُ الْأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : هَذَا مَا اسْتَوْدَعْتَنِي .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي الْمُصَنَّفِ
nindex.php?page=showalam&ids=14906وَالْفِرْيَابِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَأَبُو الشَّيْخِ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=7وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ كَانَ الْمَاءُ ؟ قَالَ : عَلَى مَتْنِ الرِّيحِ .
وَقَدْ وَرَدَتْ أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ فِي صِفَةِ الْعَرْشِ وَفِي كَيْفِيَّةِ خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَيْسَ هَذَا مَوْضِعُ ذِكْرِهَا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَالْحَاكِمُ فِي التَّارِيخِ
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ قَالَ :
تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الْآيَةَ : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=7لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا فَقِيلَ : مَا مَعْنَى ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَقْلًا ، ثُمَّ قَالَ : وَأَحْسَنُكُمْ عَقْلًا أَوْرَعُكُمْ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ وَأَعْمَلُكُمْ بِطَاعَةِ اللَّهِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
قَتَادَةَ قَالَ : أَيُّكُمْ أَتَمُّ عَقْلًا .
وَأَخْرَجَ أَيْضًا عَنْ
سُفْيَانَ قَالَ : أَزْهَدُكُمْ فِي الدُّنْيَا .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
قَتَادَةَ قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=1اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ الْأَنْبِيَاءِ 1 .
قَالَ نَاسٌ : إِنِ السَّاعَةَ قَدِ اقْتَرَبَتْ فَتَنَاهَوْا ، فَتَنَاهَى الْقَوْمُ قَلِيلًا ثُمَّ عَادُوا إِلَى أَعْمَالِهِمْ أَعْمَالِ السُّوءِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=1أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ فَقَالَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الضَّلَالِ : هَذَا أَمْرُ اللَّهِ قَدْ أَتَى ، فَتَنَاهَى الْقَوْمُ ثُمَّ عَادُوا إِلَى مَكْرِهِمْ مَكْرِ السَّوْءِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الْآيَةَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=8وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَأَبُو الشَّيْخِ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=8إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ قَالَ : إِلَى أَجَلٍ مَعْدُودٍ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنْ
قَتَادَةَ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=8لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ يَعْنِي أَهْلَ النِّفَاقِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=8وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ يَقُولُ : وَقَعَ بِهِمُ الْعَذَابُ الَّذِي اسْتَهْزَءُوا بِهِ .